عمان – أسامة الرنتيسي
حذرت المبادرة الأردنية لمواطنة متساوية الشعب الاردني من التعامل مع التسريبات التي بثتها الصحافة الاسرائيلية حول مشروع إتحاد كونفدرالي بين الأردن والدولة الفلسطينية التي لازالت محتلة بلا سيادة وبلا استقلال حقيقي. وقالت المبادرة في بيان صادر، الأربعاء، وتلقى "مصر اليوم" نسخة منه أن الكونفدرالية المزعومة والتي تناولتها هذه التسريبات لا تعدو كونها مطلبا إسرائيليا أولا وأخيرًا هدفه حماية أمن اسرائيل واستمرار هيمنتها على الاراضي الفلسطينية قبل أي اعتبار آخر. وأكدت بأن الاصرار على طرح مثل هذه المشاريع وفي هذا الوقت الحرج وبعيدا عن أعين الشعبين الأردني والفلسطيني أمر يثير الارتياب ويتآمر على حقوق الشعب الفلسطيني في الاستقلال والتحرير والسيادة وعلى المصالح الاستراتيجية للشعب الاردني . كما ترى المبادرة أن الظروف الموضوعية في المنطقة وعلى المستوى الاقليمي وداخل الأردن والوطن الفلسطيني المغتصب ليست ملائمة حاليا للبحث في ملف في غاية الأهمية والخطورة مثل الكونفدرالية بين دولتي الأردن وفلسطين . وتصر المبادرة على أن البحث الآن في مشروع كونفدرالي لا يخدم الأهداف الوطنية العليا للشعبين الاردني والفلسطيني على اعتبار ان الجميع يدرك الان باستحالة قيام دولة فلسطينية مستقلة في ظل الظروف الحالية . وتؤكد المبادرة موقفها الثابت منذ تأسست في رفض أية مشاريع او مقترحات تمس بأي شكل من الأشكال بالهوية الوطنية الأردنية وبحق العودة الثابت لجميع اللاجئين الفلسطينيين سواء في الأردن أو في العالم وأكدت ان أي بحث في مستقبل العلاقة بين الشعبين يتم بإرادة الشعبين الشقيقين وفي ظل حكومات ديمقراطية منتخبة في البلدين. كما ورفضت المبادرة أي بحث في هذا السياق قبل حصول الشعب الفلسطيني على استقلاله الكامل وتحرره وسيادته على جميع أراضيه وحذرت المبادرة من أن يكون السعي لهذه النقاشات هدفه العودة الى طاولة المفاوضات العبثية عبر رافعة أردنية وبعيدا عن مصالح ورقابة الشعبين . وترى المبادرة بأن على الجانبين وقبل الحديث عن الكونفدرالية أو الاندماج أو مشاريع الوحدة ان يؤسسا لنظام ديمقراطي تعددي وبرلماني تراعى فيه حقوق الانسان ودولة المؤسسات , وتتوفر لجميع مواطنيه حرية المشاركة الفعالة في مؤسسات الحكم ، واستقلال القضاء وسيادة القانون، والمواطنة على أسس واضحة قائمة على قاعدة المساواة التامة والاختيار الشعبي الطوعي الحر والأجواء الديمقراطية الحقيقية . وتضم المبادرة مجموعة من الاكاديميين والمثقفين والاعلاميين الاردنيين من أصول فلسطينية، وتضع في اولوية عملها قضايا سحب الارقام الوطنية من الاردنيين من اصول فلسطينية، وقضية حق العودة، والمحافظة على الهوية السياسية للفلسطينيين. وكانت وسائل الاعلام الاردنية والعربية اهتمت خلال الايام الماضية بتصريحات نسبت للرئيس الفلسطيني محمود عباس يدعو فيها الى طرح جدي للكنفدرالية، وهو ما نفته السلطة بعد ذلك على لسان رئيس دائرة المفاوضات الدكتور صائب عريقات.