القاهرة ـ أكرم علي
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي يزور القاهرة حاليًا، أن قرار إدراج جماعة "الإخوان" المسلمين، ضمن القائمة الروسية للمنظمات الإرهابية التي أقرتها المحكمة العليا، جرى "اتخاذه نتيجة ما قامت به شخصيات بعينها كانت تمثل هذه المنظمة، من جرائم داخل أراضينا، إلا أنه لم يفرض أي حظر شكلي على الاتصال بممثليها، وقد جرت مثل هذه الاتصالات خلال زيارتي إلى القاهرة في آذار/مارس 2011، وزيارتي الحالية". ورأى لافروف، أن "التحولات في العالم العربي جاءت نتيجة سلسلة كبيرة من العناصر العميقة سواء الموضوعية أو الذاتية، وبشكل عام تتسم هذه السباب بطابع اقتصادي واجتماعي وسياسي، فلم تكن الأنظمة السابقة قادرة على تلبية حاجات المواطنين وأضحت على غير استعداد للإحساس بحاجتهم إلى التغيير، وبخاصة في ما يتعلق بضرورة إدخال التعديلات اللازمة على نظام الدولة في اتجاه المزيد من الديمقراطية والشفافية، وبطبيعة الحال فإن الحديث لا يدور حول أن فكرة الربيع العربي كانت من تدبير أصحاب نظرية الشرق الأوسط الكبير، فضلاً عن أنه من المستبعد أن يكونوا توقعوا مثل هذه التطورات للأحداث، فالمقصود كان أمرًا مغايرًا يتمثل في محاولات إعادة نقل النماذج الذاتية لتركيبة وتطور الدولة إلى أراضي بلدان أخرى، وتصدير المثل الذاتية مع تجاهل تقاليد ومقدرات وثقافات الآخرين وهو عادة ما لا يجدي نفعًا". وأوضح لافروف أن "أحداث ربيع 2011 أدت إلى صدارة المشهد السياسي في مصر بالأحزاب والقوى الاجتماعية التي حددت شكل حركة التجديد، وسبل إجراء الإصلاحات الاقتصادية الاجتماعية الواسعة النطاق في مصر، ولذا فقد حصلت القوى التي أعلنت عن تأييدها للمقدرات والقيم الاجتماعية التقليدية، بما في ذلك الإسلامية بزعامة جماعة (الإخوان) المسلمين، وحسب نتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية في مصر، على التأييد الأكبر من جانب سكان البلاد، وهكذا قال الشعب المصري كلمته وللمرة الأولى على مدى سنوات طويلة وفي ظروف التعددية السياسية وحرية الرأي، وقد قبلنا باحترام كامل هذا الخيار". وتابع وزير الخاريجة الروسي "أما عن قرار إدراج جماعة (الإخوان) ضمن القائمة الوطنية للمنظمات الإرهابية التي أقرتها المحكمة العليا لروسيا، فقد جرى اتخاذه نتيجة ما قامت به شخصيات بعينها كانت تمثل هذه المنظمة، من جرائم داخل أراضينا، كما جرت مراعاة أن الجماعة لم تكن آنذاك معترفًا بها رسميًا في أي من البلدان العربية، وكانت تعمل على نحو غير شرعي، ومع ذلك فإنني أريد تأكيد أن القرار المشار إليه والصادر عن المحكمة العليا، وعلى الرغم من أنه يحظر نشاط الجماعة على الأرض الروسية، فإنه لم يفرض أي حظر شكلي على الاتصال بممثليها، وقد جرت مثل هذه الاتصالات بما في ذلك خلال زيارتي للقاهرة في آذار/مارس 2011، ونحن نجري اليوم حوارًا مع ممثلي قيادة جماعة (الإخوان) الذين يتحدثون باسم الأحزاب المسجلة أو القوى الاجتماعية". وفي الشأن الفلسطيني، أوضح لافروف أنه "رغم كل ما تشهده المنطقة من أحداث، فإن حدة القضية الفلسطينية لم تفتر، كما أن التسوية المنشودة لهذه القضية تظل حجر الزاوية للسياسة الشرق أوسطية، في الوقت الذي يجب ألا تكون فيه العمليات المضطربة التي تعصف بالمنطقة مبررًا للتوقف عن العمل في هذا الاتجاه"، مضيفًا أن "روسيا تواصل بذل قصارى جهودها من أجل تجاوز الخلافات التي تحول من دون عودة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى مائدة المباحثات، لكن وللأسف فإنه يتعذّر التقدم في هذه المرحلة لأسباب عدة، منها العناصر السياسية الفصلية"، مشيرًا إلى أن "حل الكنيست والانتخابات المبكرة والتغييرات المرتقبة في تشكيل الحكومة يعرقل موضوعيًا عملية اتخاذ القرار في البلاد".