أبوظبي ـ صوت الإمارات
قالت الدكتورة دلال مطر الشامسي، أستاذ مشارك في قسم علوم الأرض، ومدير المركز الوطني للمياه والطاقة، في جامعة الإمارات العربية المتحدة إن الأمطار الغزيرة المصاحبة للمنخفض الجوي الذي شهدته الدولة مؤخرا تعد ثروة مائية ورحمة كبرى، حيث غسلت الأمطار الغبار الجوي وخففت من تركيز الملوثات في الهواء والتربة والمياه، وظهرت معها الأراضي الرطبة والوديان اللي روت المسطحات الزراعية. وأضافت الدكتورة دلال مطر الشامسي في تصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام» أن هذه الظاهرة الطبيعية فرصة لتحسين كفاءة النماذج الرياضية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لتنبؤ أفضل بكميات الأمطار وشدتها في الفترات القادمة، مما يساهم في جاهزية أكبر، وحصاد أكثر فاعلية لكميات أكبر من مياه الأمطار.
وأشارت الشامسي إلى أن الدولة شهدت خلال المنخفض الجوي الأخير، وخلال أقل من 48 ساعة، هطول كميات أمطار مختلفة الكثافة، ولكنها تجاوزت متوسط الحد السنوي المعتاد في معظم المناطق بمرة ونصف أو مرتين، أي ما يتجاوز كمية الهطول المطري خلال سنة كاملة في فترة قصيرة وبكثافة عالية، وهذه من المظاهر الجوية غير المألوفة التي تنتج عن التغير المناخي الطبيعي، حيث تهطل الأمطار بكميات كبيرة مسببة فيضانات وميضية.
وأوضحت أن سرعة الرياح كانت متوسطة إلى قوية مما نتج عن عمليات تبخر لبعض المياه المتراكمة على السطح. وأضافت أنه من المتوقع ومع وجود السدود المغذية للخزانات الجوفية أن تتسرب مياه الأمطار بمعدل يتراوح من 25% إلى 40% إلى الخزانات الجوفية، وهو ما سيساهم في زيادة المخزون الجوفي بشكل ملحوظ بالإضافة إلى دور مياه الأمطار في تحسين جودة مياه الخزانات الجوفية من خلال تخفيف تركيز الأملاح الذائبة والعناصر الكيميائية الطبيعية الأخرى الذائبة من التكوين الصخري للخزان الجوفي الطبيعي. يذكر أن الدولة شهدت خلال هذا المنخفض الجوي الأخير هطول أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث، وذلك في العديد من المناطق، وهي الأكبر منذ بَدْء تسجيل البيانات المناخية في العام 1949.
قد يهمك ايضاً
جامعة الإمارات تعقد لقاءها السنوي للعام الجامعي الجديد للتأكيد على دورها المحوري