تحولت عمليات العبور على متن قوارب مطاطية أو خشبية من شمال إفريقيا إلى أوروبا إلى تجارة خطيرة ومربحة في آن واحد. عدد متزايد من المهاجرين يغامر بحياته لتحقيق حلم العيش في أوروبا. يجلس الشاب "أبو" مع أصدقائه في شاطئ العاصمة السنغالية دكار، وقد أقدم قبلها على إحراق جواز سفره كي لا يتم التعرف على هويته في حال فشلت تجربة العبور وتم اعتقاله من قبل شرطة خفر السواحل. مشهد عبور الشاب "أبو" على متن قارب صيد ليلاً في اتجاه إسبانيا تم تصويره سابقاً ضمن فيلم سينمائي بعنوان "القارب" للمخرج السينمائي موسى توري. عائلة "أبو" التي دفعت مبلغاً مالياً كبيراً لتغطية تكاليف الرحلة ينتابها الخوف، وقد تحولت الرحلة في النهاية إلى كارثة وسط أمواج الأطلسي العاتية. فيلم "القارب" نال إعجابا كبيرا أثناء فعاليات مهرجان الفيلم في بوركينا فاسو، لأنه يرسم بلا تحفظ معركة المهاجرين من أجل البقاء. ويقول المخرج السنغالي موسى توري في هذا السياق "لإنتاج هذا الفيلم قابلت أشخاصا قاموا برحلات خطيرة. وحتى لا يكونوا مجبرين على قضاء حاجتهم في المرحاض وبالتالي فقدان مكان جلوسهم وسط القارب، كانوا مجبرين طوال أيام على أكل بعض الفطائر فقط وشرب القليل من الماء. وتستمر الرحلة ستة أو سبعة أيام وهم جالسين لا يفكرون في المستقبل، بل في أنهم بصدد الإقبال على الانتحار. وهذا هو صلب موضوع الفيلم. فنحن نجلس في الحقيقة مع هؤلاء الأشخاص وسط القارب، ونتفكر كمتفرجين في الواقع المعاش "