بدأ المخرج العراقي رعد مشتت تصوير فيلمه الروائي الطويل 'صمت الراعي' والذي يتحدث عن صمت الشعوب تجاه سياسات الحكام الدكتاتوريين بسبب الخوف من القتل والسجن والتعذيب، مما يؤدي إلى مصادرة حقوقهم برضاهم وجر البلاد إلى الخراب والتهلكة. ويشارك في الفيلم عدد كبير من نجوم الدراما العراقية أمثال محمود أبو العباس وأحمد الشرجي وسنان العزاوي وسمر قحطان وآلاء نجم ومرتضى حنيص إضافة إلى الوجه الجديد إنعام عبد المجيد، ويأتي هذا الفيلم ضمن تظاهرة بغداد عاصمة للثقافة العربية لعام 2013. ويقول مؤلف ومخرج الفيلم رعد مشتت، في حديثه للجزيرة نت، إنهم بدؤوا بتصوير الفيلم الروائي الطويل 'صمت الراعي' والذي تدور أحداثه في محيط منطقة الرميثة في محافظة السماوة جنوب العراق. ويتحدث الفيلم عن موضوع الصمت عن الجرائم الذي أدى إلى تراجع العالم العربي، من خلال أحد الرعاة الذي يشاهد جريمة بشعة ولم يفصح عنها، وهو الشاهد الوحيد بسبب الخوف من السلطة في عهد النظام السابق. نتائج عكسية ويضيف مشتت أن صمت هذا الراعي أدى إلى نتائج عكسية للناس المحيطين به والمرتبطين بالقصة بشكل أساسي، لأنهم أصبحوا في موت مؤجل ومستمر بسبب الصمت، حيث إن الخروج إلى الحرية يحتاج إلى إزالة الخوف والصمت. ويؤكد المخرج المقيم في هولندا أن عملية اختيار مواقع التصوير تمت بدقة عالية، وبحث متواصل في الصحراء حيث وصلنا إلى الحدود السعودية. ويقول إنهم أضاعوا الطريق للخروج من الصحراء مرتين كي تعبر هذه المواقع عن محتوى ومضمون القصة، مبينا أنه تم بناء أستوديو في موقع العمل لتصوير المشاهد الداخلية.ويوضح مشتت أن الفيلم يسعى إلى إظهار نجوم جدد في الفضاء السينمائي العراقي. وعن العوائق التي واجهتهم في تصوير الفيلم، يقول مشتت، إن عدم وجود بنى تحتية للينما العراقية يمثل مشكلة معقدة أمام السينمائيين خصوصا أن السينما هي مرآة الشعوب.الأم المفجوعةمن جانبها تقول الممثلة إنعام عبد المجيد، في حديثها للجزيرة نت، إن الفيلم يركز على قضية صمت الشعوب عن حقوقهم بسبب الخوف وما يؤدي إلى كوارث كبيرة لا تحمد عقباها، مشيرة إلى أن صمت العراقيين تجاه سياسات النظام السابق كبدهم خسائر جسيمة. وتوضح أنها تجسد الشخصية الرئيسية في الفيلم، وهي الأم المفجوعة بفقدان ابنتها والتي تستمر بالبحث عنها طيلة فترة حياتها، وهي مأساة حقيقية ومحزنة جدا مرت على العراقيين.وأضافت أن الكثير من المصاعب واجهت الفيلم منها أن عدم وجود صناعة سينما راسخة دفعهم إلى شراء كاميرا من خارج العراق، مما أدى لتأخير تصوير الفيلم، إضافة إلى عدم وصول الكادر الأجنبي.قالت إنعام 'عرض عليّ النص لاختيار إحدى الشخصيات النسائية، وقرأته بشكل جيد' وبينت أن دور الأم بسبب المعاناة الكبيرة قد أبكاها لأنها تنتمي إلى هذه المعاناة، وأنها تختلف عن شخصيتها الحقيقية.معاناة المواطنمن جهته يقول الممثل سنان العزاوي، للجزيرة نت، إن الفيلم يتناول معاناة المواطن في زمن النظام السابق، والتي جعلته يبتعد عن عائلته وحبيبته بسبب الحروب التي خاضها العراق مع دول الجوار.وأوضح أنه يجسد شخصية رجل انضباط عسكري يوقف الحافلات ويفتش عن رجال الجيش الهاربين، ويبقى في حيرة بين إنسانيته وبين واجبه الأمني.ويقول العزاوي 'أديت الشخصية بطريقة مختلفة جدا وكانت قريبة إلى قلبي'. وأشار العزاوي إلى أن جميع المصاعب التي واجهته قد تغلب عليها من خلال التعاون مع كادر الفيلم، إضافة إلى تعاون أهالي السماوة من مثقفين وأناس بسطاء ساعدوا في الإسراع بإنجاز العمل.