أنهى المخرج السينمائي المهند كلثوم تصوير فيلمه الجديد "توتر عالي" عن سيناريو للكاتب سامر محمد إسماعيل حيث دارت كاميرا هذا المخرج في حي المهاجرين بجبل قاسيون على مدى أسبوعين منجزا فيلمه الثالث لصالح المؤسسة العامة للسينما بعد فيلميه "برزخ" عن الجولان العربي السوري المحتل وفيلمه "29 شباط" مع مؤسسة الإنتاج التلفزيوني.ويحكي فيلم "توتر عالي" الذي يلعب بطولته كل من أديب قدورة والفنانين الشابين علي صطوف ومي مرهج قصة حب بين شاب يعمل فني إضاءة في المسلسلات التلفزيونية وفتاة تدرس التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق لتتواتر الأحداث بينهما منجزة عالماً سحرياً شفافاً يغيبان فيه عن خشونة الواقع وقسوة الحياة بعيداً في لعبة تبدأ بين طفلين يقتفيان الحلم على تخوم العاصمة السورية إذ تدور قصة هذا الفيلم الروائي القصير في حي المهاجرين قبالة مشهد ساحر من البيوت المتلاصقة على ذرا قاسيون.ويتناول الفيلم مجتمع الهامش أو ما يسمى مجتمع العشوائيات حيث يدأب لتقديم فكرة مغايرة عن سكان هذه المناطق التي قدمتها بعض الأعمال التلفزيونية كمكان للجريمة والانحلال الأخلاقي والضياع الاجتماعي فيقترب كل من كاتب الفيلم ومخرجه عبر حساسية سينمائية بحتة من أناس هذه الأماكن مسجلين ما يشبه حلماً طفولياً عن قلادة بشرية وعمرانية تحيط بدمشق من كل الجهات لنشاهد الناس بعيداً عما كرسته الدراما ومسلسلاتها من تناول كان في نواح كثيرة منه فجاً غليظ القلب.ويقول المهند كلثوم لوكالة الأنباء السورية "سانا": "هنا نشهد على حدث استثنائي تبرمه الظروف والحاجة كأم للاختراع ليتحول انقطاع التيار الكهربائي في غرفة هذين الشابين إلى تراجيديا من نوع خاص يكون فيها المشهد الختامي بمثابة وداعات متتالية لا تترك لنا مهلة لتفقد الأحبة إلا حين نشاهد اللقطة الأخيرة التي ستكون صادمة وقاسية لكنها واقعية بما لا يترك مجالاً لتصديق ما حدث وكيف تتحول لعبة بريئة بين عاشقين على حافة الأمل إلى مأثرة معاصرة لنتابع ضالتنا بحذر وخفة فنستلهم من المكان عبقريته".ويضيف "العشوائيات هنا نمط عيش لا ندافع عنه لكننا نحاول رؤيته عن كثب بعيداً عن مزاج نشر الغسيل الوسخ فنحن هنا ندفع عن المكان شبهة الهامش نفسها والجريمة والعقوق الاجتماعي لنرصد حلماً ونجس نبض المتعبين والحالمين من فوق جبل قاسيون".ويقول الفنان أديب قدورة إن الفيلم أعاده للسينما بعد غياب طويل "فالنص الذي كتبه سامر محمد إسماعيل يختزن كتابة سينمائية راقية بعيدة عن لغة الاستسهال والتقليدية". ويضيف "أشعر بالتفاؤل عبر مشاركتي في الفيلم وأحس أن ثمة نهضة سينمائية تبشر بفنانيها الشباب فسورية تستحق أن تستعيد مجدها في الفن السابع لأننا كسينمائيين سوريين لدينا ذاكرة من عشرات الأفلام الوطنية التي حازت أهم الجوائز ولقيت نجاحا وإقبالا من الجمهور والنقاد في كبريات المهرجانات الدولية".