واغادوغو ـ أ.ف.ب
فاز الفيلم المغربي "حمى" للمخرج هشام عيوش بجائزة مهرجان "فيسباكو" الاكبر للسينما الافريقية مساء السبت في واغادوغو فيما اكتفى فيلم "تمبكتو" الشهير، بجوائز ثانوية.
وتسلم هشام عيوش جائزة الجواد الذهبي الذي يتوج افضل فيلم طويل من رئيس بوركينا فاسو ميشال كافاندو بحضور اربعة الاف شخص صفقوا بحرارة.
وقال كافاندو "لقد قدم عملا هائلا. وانا احرص على تهنئته".
واكد الفائز الذي غلب عليه التأثر "انا افريقي وفخور بذلك. لقد سلبونا ماضينا وحاولوا سلب تاريخنا لكن ثقافتنا ملك لنا وحان الوقت لنتولى زمام الامور".
واضاف "نحن قارة جميلة ونبيلة وغنية نحن ام المعمورة نحن حكماء العالم".
وكانت جائزتا افضل جواد فضي وبرونزي على التوالي من نصيب فيلم "فاطمة نسومر" للمخرج الجزائري بلقاسم الحجاج وفيلم "عين الاعصار" للمخرج سيكو تراوري من بوركينا فاسو.
وفاز هذا الاخير الذي لفت الانظار في هذه الدورة من مهرجان فيسباكو ، بجائزة اومارو غاندا التي تكافئ "اول عمل" فضلا عن افضل ممثلة لميمونة نديايي وافضل ممثل لفارغاس اسانديه.
وكوفئ المغرب ايضا في فئة الفيلم القصير في الدورة الرابعة والعشرين هذه لمهرجان فيسباكو مع فوز فيلم "دم وماء" لعبد الاله الجوهري بالجائزة الاولى في هذه الفئة.
وهشام عيوش الصحافي في الاساس، هو الشقيق الاصغر لنبيل عيوش الذي فاز بجائزة الجواد الذهبي العام 20011 عن فيلم "علي زاوا".
وقد تضمن كلامه عند تسلمه جائزته انتقادا للنزعة الاستعمارية الجديدة بقوله "انا لا احتاج مساعدة، احتاج الى تعاون يكف عن استغلال قارتنا ويكف عن التسبب في سفك الدماء".
ويروي "حمى" الذي صور في فرنسا قصة بنجامان (13 عاما) الذي لم تعد والدته قادرة على الاهتمام به فينتقل للعيش عند والده كريم.
وهذا الاخير الذي يقيم عند والديه، لا يعرف كيف يتصرف مع هذا الصبي المؤثر والوقح في آن الذي قلب حياته رأسا على عقب.
اما فيلم "تمبكتو" الذي كان نجم المهرجان فاكتفى بجائزتي افضل ديكور وافضل موسيقى بعدما توج بسبع جوائز سيزار في شباط/فبراير في فرنسا.
وقال مخرجه الموريتاني عبد الرحمن سيساكو معانقا الفائز المغربي "افريقيا هي الفائزة هنا".
وختم قائلا "+تمبكتو+ سبق وفاز بجوائز و+تمكبتو+ يتمتع بنور كاف للاستمرار وجائزة الجواد هي نور اضافي وعندما يمنح هذا الضوء الى مخرج آخر فهذا يشكل انتصارا للسينما وانتصارا لي انا شخصيا".
وقد اتخذت اجراءات امنية استثنائية بمناسبة مهرجان فيسباكو في دورته هذه التي انطلقت في 28 شباط/فبراير مع دوريات في محيط المكان وتفتيش دقيق للحضور واقواس كاشفة للمعادن.
فكانت السلطات تخشى من "مشاكل امنية" بسبب عرض فيلم "تمبكتو" الذي يروي الحياة اليومية في شمال مالي تحت سيطرة الجهاديين الذين هيمنوا لاشهر عدة على هذه المنطقة في 2012 و2013.
وقال ميشال كافاندو ان مهرجان "فيسباكو يعكس الارادة الافريقية على التعبير عن الثقافة الافريقية بكل حرية وبكل ديموقراطية وفي ظل هذه الظروف لم يكن بامكاننا ان نستبعد فيلما لانه يلقى تهديدات من ارهابيين" مشيرا الى ان فكرة عدم عرض الفيلم خلال المهرجان نوقشت.
واطلق مهرجان فيسباكو العام 1969 وينظم كل عامين في بوركينا فاسو لمدة اسبوع.
ودورة العام 2015 اتت بعد سقوط نظام الرئيس بليز كومباوري في تشرين الاول/اكتوبر اثر تمرد شعبي.