زيارات الأصدقاء والأقارب

أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ المُستويات المُنخفِضة من التواصل الاجتِماعي، الذي يقوم على اللقاء وجهاً لوجه، يُمكنها أن تُضاعِفَ من خطر الاكتئاب عندَ كِبار السنّ.

وجدَ الباحِثون أنَّ الأشخاصَ في العقد الخامِس من العُمر، الذين شاهدوا عائلاتهم وأصدقائهم لثلاث مرَّات على الأقل في الأسبُوع، كانوا أقلّ ميلاً بنسبة 50 في المائة للإصابة بالاكتئاب، بالمُقارنة مع الذين شاهدوا عائلاتهم وأصدقائهم لعدد قليلٍ جدَّاً من المرَّات.
كما نوَّه الباحِثون أيضاً إلى أنَّ استخدامَ الهاتف أو البريد الإلكتروني لم يكونا بديلين عن اللقاء وجهاً لوجه، ولم يُؤدِّيا إلى تأثيرٍ وِقائيّ في خطر الاكتئاب.

رصدَ الباحِثون حالات أكثر من 11 ألف شخصٍ ولأكثر من عامين، ووجدوا أنَّ الأشخاصَ الذين شاهدوا عائِلاتهم وأصدقائهم لمرَّة واحدة فقط كل بضعة أشهر كانوا أكثرَ ميلاً بنسبة 11.5 في المائة للإصابة بالاكتئاب، بالمُقارنة مع نسبة 6.5 في المائة بالنسبة إلى الذين شاهدوا عائلاتهم وأصدقائهم لثلاث مرَّات على الأقل في الأسبُوع.
قالَ الباحِثون إنَّه، بالنسبة إلى الأشخاص في العقد الخامِس والعقد السَّادِس من العُمر، بدا التواصلُ الاجتماعي مع الأصدقاء مهمَّاً خصوصاً في الوِقاية من الاكتئاب، بينما كانت المنفعةُ في أعلى درجاتها بالنسبة إلى من هم في العقد السابع من العُمر وأكبر بسبب التواصل المُتكرِّر مع الأطفال وغيرهم من الأقارِب.
ولكن، أشار الباحِثون إلى أنَّ التواصلَ المُتكرِّر مع الأصدقاء والعائلة كان نافِعاً فقط في حال كان مُتناسِقاً، وكانت الزِّياراتُ التي تُعكَّرُ النزاعات صفوها أكثر ميلاً لأن تُؤدِّي إلى الاكتئاب، بالمُقارنة مع عدم القيام بزياراتٍ على الإطلاق.
تُؤكِّدُ النتائجُ على أهميَّة التواصل وجهاً لوجه مع الأقارب والأصدقاء للوِقاية من الاكتئاب عند كِبار السنّ، ولكنَّها لا تُبرهِنُ على أنَّ المُستويات المُنخفِضة من التواصِل الاجتماعي تُسبِّبُ الاكتئاب مُباشرةً؛ فربمَّا يكون الإنسانُ الذي لديه استعداد للاكتئاب أكثر عُرضةً للعُزلة وتجنُّب التواصل مع المُقرَّبين إليه.