"روبوت" يجري جراحة قلب مفتوح

أعلن مستشفى القاسمي في الشارقة، خلال مؤتمر صحافي أمس السبت ، عن إجراء أول جراحة قلب باستخدام إنسان آلي "روبوت" يطلق عليه اسم "دافنشي".

وتعليقا على الحدث الطبي، أكد معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الصحة أن توجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، بتخصيص 54 مليوناً لمستشفى القاسمي ساهمت في ادخال احدث التقنيات العالمية "روبوت"، للمرة الأولى خارج الولايات المتحدة الأميركية، منوها بأن مكرمته أدت إلى رفع مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين والمقيمين.

وأشار إلى الدعم اللامحدود الذي يقدمه رئيس الدولة لمشاريع القطاع الصحي بالدولة للارتقاء بها لأعلى المستويات العالمية وتوفير الراحة والاستقرار للمواطنين والمقيمين، لافتا الى أن استخدام تقنية الروبوت (الرجل الآلي) في عملية القلب المفتوح تعتبر إضافة مميزة ورائدة في مجال عمليات القلب، ليس على مستوى الدولة فحسب، بل على المستوى العالمي.

وثمن دور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،  في الارتقاء بالمجال الصحي، مشيرا إلى أن التطوير والابتكار في الخدمات التشخيصية والعلاجية واستخدام أحدث الأجهزة والمعدات في وزارة الصحة ترجمة لأهدافه ورؤياه، المتمثلة في طرحه لفكرة العصف الذهني، وفعاليات المختبر الإبداعي التي خصصها  لمناقشة الأفكار الهادفة إلى تطوير القطاع الطبي بالدولة.

كما أشاد العويس بجهود الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الهادفة إلى الارتقاء بصحة وسلامة المرضى، وتقديم الدعم والمساندة للقطاع الطبي، وقدر له حرصه الشديد على صحة الإنسان، الذي أثمر إنجاز العديد من المشاريع الصحية.

وحضر المؤتمر الصحافي كل من الدكتور عارف النورياني المدير التنفيذي للمستشفى ورئيس واستشاري مركز القلب والقسطرة، والدكتور رفيق أبو سمرة رئيس قسم جراحة القلب في المستشفى، وعدد كبير من الإعلاميين والصحافيين العرب والأجانب.

وأوضح الدكتور عارف النورياني: إن استخدام إنسان آلي في إجراء الجراحة إنجاز جديد حققته الإمارات، ممثلة في وزارة الصحة، خاصة ونحن نحتفل باليوم الوطني الثالث والأربعين، مشيرا إلى أن وزارة الصحة بذلت مجهودات كبيرة في الحصول على هذا الجهاز لتوفير ارقى الخدمات الطبية للمواطنين والمقيمين على أرض الدولة.

ولفت المدير التنفيذي للمستشفى إلى أن الجهاز تكلف 13 مليون درهم، وهو الوحيد في الإمارات، ويأتي ضمن مبادرات رئيس الدولة.

وأوضح النورياني أن استخدام الإنسان الآلي بدأ في أوروبا منذ عامين وهو مرخص من الهيئة الأميركية للغذاء والصحة العالمية، ويتم استخدامه للمرة الأولى داخل الدولة، تحت اشراف فريق طبي متخصص بقيادة الدكتور رفيق أبو سمرة رئيس جراحة القلب في مستشفى القاسمي.

وذكر النورياني أن تكلفة العلاج تعتمد على طبيعة الحالة، وهي بالطبع مكلفة جدا، حيث أن هناك دراسة من وزارة الصحة لرفعها إلى مجلس الوزراء الموقر لتحديد تكاليف العملية، موضحا أن المواطن تتم له العمليات الجراحية بالمجان، أما المقيمين فتتم من خلال شركات التأمين، أو من خلال الأسعار التي حددتها الوزارة، ومثل هذه العملية تجرى في أميركا بما يعادل 450 ألف درهم.

ومن جانبه أشار الدكتور رفيق أبو سمرة إلى أن الجهاز الجديد لا يحتاج إلى طبيب لاستخدامه بل يحتاج إلى خبير في عمليات القلب، حيث ان العمليات تجرى بدون تدخل جراحي، عن طريق فتحة صغيرة بقطر نصف سنتيميتر، بإدخال عدسة ومن خلال أذرع الإنسان الآلي الأربع يتم التحكم بجهاز لا يبعد أكثر من سنتيمترات قليلة عن مكان المريض.

واستعرض أبوسمرة الحالة الأولى التي اجريت لها الجراحة يوم الخميس الماضي، مشيرا إلى أن المريض سالم محمد سالم الصريدي مواطن يبلغ من العمر 62 عاما، وقد استغرقت العملية حوالي 4 ساعات، وتمت بنجاح كبير، حيث يتمتع الآن بحالة صحية جيدة وعلى وشك الخروج من المستشفى لمتابعة حياته الطبيعية.

وأوضح أن الجهاز يستخدم في عدد من المجالات الطبية مثل النساء والتوليد، وإزالة الأورام عند النساء، والمسالك البولية، وإزالة البروستاتا، والأورام الخبيثة.

أكد الدكتور محمد سليم العلماء وكيل وزارة الصحة، أن وحدة "الروبوت" في مستشفى القاسمي هي رقم 20 على مستوى العالم، والأولى من نوعها خارج الولايات المتحدة الأميركية.

ومن جانبه أوضح الدكتور يوسف السركال وكيل وزارة الصحة المساعد لقطاع المستشفيات أن الوزارة قامت في تركيب الجهاز في مستشفى القاسمي في 24 من تموز / يونيو الماضي وإجراء أول عملية باستخدام هذا النظام الآلي في 26 من الشهر نفسه، بمشاركة خبراء من أميركا.