الدوحة - قنا
تجري مؤسسة حمد الطبية دراسة طبية تهدف إلى معرفة مدى تأثير تدخين الشيشة على القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي.
وانطلقت الدراسة التي تقوم بها عيادة مكافحة التدخين بالمؤسسة بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في بيروت في ابريل 2013 وتستمر ثلاث سنوات وتستهدف عينة من 440 شخصا من بينهم 220 من دولة قطر والباقي في لبنان.
وقال الدكتور أحمد محمد الملا استشاري ورئيس عيادة مكافحة التدخين في مؤتمر صحفي عقده اليوم إن الدراسة تعد الأولى من نوعها في العالم العربي وربما في العالم والتي تركز على معرفة مضار تدخين الشيشة على صحة الإنسان.
وأشار إلى أن تكلفة الدراسة تبلغ 3 ملايين ريال قطري وذلك بتمويل من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي التابع لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.
ودعا الدكتور أحمد الملا أفراد المجتمع من مدخني الشيشة وكذلك الأفراد من غير المدخنين على الإطلاق للمشاركة في الدراسة الطبية والاستفادة منها للاطمئنان على سلامة القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي لديهم.. مشيرا إلى أنه منذ بدء الدراسة تم إجراء الفحوصات المطلوبة على حوالي 45 شخصا.
وأوضح أن الدراسة تستهدف متابعة الآثار الضارة جراء تدخين الشيشة من خلال فحص طبي متخصص لعينتين من الأشخاص الفئة الأولى هم مدخنو الشيشة بشكل يومي لمدة 10 سنوات على الأقل شريطة عدم تدخين السجائر من قبل وأن يكون عمره من الأربعين فأكثر مع عدم إصابته بأي من أمراض الرئة أو السكري أو الفشل الكلوي، أما الفئة الأخرى فهم الأشخاص غير المدخنين إطلاقا مع نفس الشروط العمرية والصحية للفئة السابقة.
ولفت إلى أن عدد العينة المستهدفة من الفئتين يبلغ 220 شخصا بالتساوي وتجرى نفس إجراءات الدراسة على نفس العدد من العينة لأشخاص يقيمون في لبنان على أن يتم مقارنة نتائج العينتين في قطر ولبنان في النهاية.
وأفاد الدكتور الملا بأن هذه الدراسة تعد الأولى من نوعها في المنطقة والتي تركز على متابعة الآثار الضارة لتدخين الشيشة دون أنواع التبغ الأخرى مع العلم أن تدخين رأس واحدة من تبغ الشيشة يعادل أو يزيد في آثاره الضارة على تدخين 20 سيجارة (علبة كاملة).
وذكر الدكتور الملا بأن الدراسة تشمل جانبين الأول هو إيضاح مضار الشيشة على القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي والثاني هو معرفة التأثيرات الجينية لتدخين الشيشة.
من جانبها تحدثت الدكتورة مريم الكواري استشارية الأشعة في مستشفى القلب عن الفحوصات التي يتم إجراؤها على أفراد العينية والتي توضح بشكل دقيق الأمراض أو احتمالية الأمراض التي يمكن أن يصاب بها متعاطو الشيشة.
وقالت إن من بين الفحوصات هو معرفة نسبة ترسب مادة الكالسيوم في القلب على سبيل المثال حيث إن ارتفاع النسبة يعد مؤشرا على احتمالية إصابة الفرد بأمراض القلب وتصلب الشرايين مستقبلا ولذلك فإنه من المهم معرفة ما إذا كان تدخين الشيشة يساهم في ارتفاع نسبة الكالسيوم من عدمه، إلى جانب العديد من الفحوصات الأخرى على القلب والشرايين.
وأكدت أن الأشعة المقطعية التي يتم إجراؤها على الفرد لفحص القلب ليس لها تأثير على الصحة كما يعتقد الكثيرون حيث إن نسبة الإشعاع تعد أقل من الإشعاع الموجود في الطبيعة.
وفي رده على سؤال حول نسبة المدخنين في قطر أوضح الدكتور أحمد الملا أن آخر دراسة تم إجراؤها في هذا الإطار قبل سنوات أوضحت أن نسبة المدخنين في قطر يبلغون 37 بالمائة من السكان من عمر 15 سنة فأكثر من بينهم 95 بالمائة من الرجال.
وكشف الدكتور الملا أن هناك دراسة مسحية ستنطلق في يناير أو فبراير لمعرفة عدد المدخنين بالتحديد وكذلك أنواع التبغ الذي يستهلكونه سواء كانت سيجارة أو شيشة.