قالَ باحِثون إنَّ الأشخاصَ، الذين يستهلكون الكثيرَ من المشروبات المُحلّاة بالسكَّر، هُم أكثر ميلاً لأن يكونَ النِّظامُ الغذائي الذي يتَّبِعونه سيِّئاً بشكلٍ عام، ممَّا يُمارِس دوراً في خطر إصابتهم بالسكَّري من النَّوع الثاني.
وجدَ بحثٌ سابِقٌ صِلةً بين كثرة استِهلاك المشروبات السكَّرية والإصابة بالسكَّري من النَّوع الثاني، ولكن أظهرت الدِّراسةُ الحديثة أنَّ الأمرَ أكثر تعقيداً من مُجرَّد تِلكَ الصِّلة.

قال الباحِثون إنَّه، نظراً إلى تصميم الدِّراسة، لا يُمكنها أن تُبرهِنَ على علاقة سببٍ ونتيجةٍ أو على التأثير الدَّقيق للنِّظام الغذائيّ أو المشروبات السكَّرية، ولكن تُشير النتائِجُ إلى أنَّ الارتِباطَ الذي لُوحِظ مُسبقاً بالنسبة إلى المشروبات المُحلّاة بالسكَّر قد يعود إلى أنَّ الأشخاصَ الذين يستهلِكون كميَّات كبيرة من تلك المشروبات يتَّبعون أيضاً نِظاماً غذائيَّاً يفتقِرُ إلى الطعام الصحِّي، ممَّا يفتح المجالَ أمام حدوث ارتباطاتٍ بالعديد من الأمراض المُزمِنة، مثل السكَّري من النَّوع الثاني.
اشتَملت الدِّراسةُ على أكثر من 25 ألف شخصٍ تراوَحت أعمارُهم بين 45 و 74 عاماً، وكانوا جميعاً من أصحاب الوزن الزائد؛ ولكن، لم تكن لديهم أيَّة علامات للسكَّري ومرض القلب أو السَّرطان.
طلب الباحِثون من المُشارِكين تقديمَ معلوماتٍ حول استهلاكهم للطعام والمشروبات، وذلك من خلال سجلٍّ أسبُوعي يُدوِّنون فيه هذا المدخول.

تفحَّصَ الباحِثون مدخولَ الطعام عند المُشارِكين باستخدام نموذجٍ في جهاز الحاسوب، وأخذوا في اعتبارهم عوامِلَ أخرى مثل العُمر والجنس والنَّشاط البدنيّ والتدخين ومُعاقرة الخمرة والمُستوى التعليمي.
وجدَ الباحِثون أنَّ استِهلاكَ الكثير من المشروبات السكَّرية ترافق مع تناوُل القليل من الطعام الصحِّي، خصوصاً الفاكِهة والخُضار والزبادي وحبوب الإفطار والخبز الغنيّ بالألياف والسَّمك.

قالَ مُعِدُّو الدِّراسة إنَّ الاستِهلاكَ المُرتفِع للشاي والعصير معاً ترافق مع زِيادةٍ في مدخول الطعام الذي يُعدُّ صحِّياً، وكانت تلك الزيادةُ أكثرَ وُضوحاً بالنسبة إلى استهلاك الفاكِهة والخُضار والزبادي.
بيَّنت الدِّراسةُ أنَّ الأشخاصَ، الذين استهلكوا كمياتٍ كبيرة من المشروبات المُحلّاة اصطناعيَّاً، تناولوا المزيدَ من الطعام قليل الدُّهون والحليب قليل الدَّسم والسمن الصِّناعي النباتي margarine. ومن جِهة أخرى، تناول الأشخاصُ الذين يستهلِكون القهوة المزيدَ من اللحم والسمن الصِّناعي النباتي الغني بالدهون والقليل من الحبوب.
يجب اعتبارُ البيانات والاستنتاجات التي تُقدَّم في اللقاءات العلميَّة أوليَّةً، إلى غاية نشرها في مجلاتٍ طبيةٍ مُحكَمةٍ.