المُبيدات الزِّراعية

قالَ باحِثون إنَّ التعرُّضَ المُبكِّر إلى المُبيدات الزِّراعية شائِعةِ الاستخدام قد يُسبِّبُ الضَّررَ للرئتينِ عند الأطفال.

تفحَّصت دِراسةٌ سابِقةٌ التأثيرات الضارَّة للمبيدات الزِّراعية التي تحتوي على الفوسفات العضويّة organophosphate، وهي مادَّة تستهدِف الجهازَ العصبيّ عند البالغين الذين يعملون في مجال الزِّراعة؛ ولكن تفحَّصَ الباحِثون في هذه الدراسة الحديثة حالات الأطفال الذين يعيشُون في مناطِق زِراعيَّة تُستخدَم فيها الفوسفات العضويّة.
قالت المُعِدَّةُ الرئيسيَّة للدراسة بريندا إسكنازي، أستاذةُ علم الأوبِئة وصحَّة الحوامل والأطفال لدى جامِعة كاليفورنيا/بيركيلي: "هذا أوَّل دليل يُشيرُ إلى أنَّ الأطفالَ، الذين تعرَّضوا إلى المبيدات الزراعية التي تحتوي على الفوسفات العضويّة، تضعف وظائف الرِّئة لديهم".

تفحَّصَ الباحِثون مُستويات المبيدات الزراعية التي تحتوي على الفوسفات العضوية في عيِّنات بول أُخِذت في 5 مُناسبات من 279 طفلاً في عمرٍ تراوَح بين 6 أشهرٍ و 5 أعوام، ويعيشون في منطقة تشتهِرُ بزِراعة العديد من أصناف الخُضار والفاكِهة.

وعندَ بلوغ الأطفال العام السابِع من العُمر، خضعوا إلى اختِبارٍ لتقييم قُدراتهم على أخذ نفسٍ عميقٍ ومن ثمَّ الزفير؛ فوجدَ الباحِثون أنَّ كلَّ زِيادة بمُعدَّل 10 مرَّات في مُستويات المُبيدات الزراعية التي تحتوي على الفوسفات العضويّ، ترافقت مع انخِفاض بنسبة 8 في المائة في كميَّة الهواء التي استطاع كل طفل إخراجَها عند الزَّفير.
بيَّنت الدِّراسةُ أنَّ هذا التراجُعَ يُشبِهُ ما يحدُث عند التعرُّض إلى التدخين السلبيّ من الأمَّهات.

بقِيت النتائجُ مُستمرَّةً حتى من بعد أن أخذ الباحِثون في اعتِبارهم عوامِلَ أخرى يُمكن أن تُؤثِّرَ في صحَّة الرِّئتين عند الأطفال، مثل تدخين الأمَّهات أو تلوُّث الهواء أو وُجود عفن أو حيوانات أليفة في المنزل.

قالت مُعِدَّةُ الدِّراسة راشيل رانان، من جامِعة كاليفورنيا: "وجدنا أنَّ الأطفالَ، الذين تعرَّضوا إلى مُستوياتٍ مُرتفِعةٍ من المُبيدات الزراعيَّة، انخفضت لديهم القُدرة على التنفُّس؛ وفي حال استمرَّ هذا التراجُع في وظائف الرِّئة إلى مرحلة البلوغ، قد يُواجِهون زِيادةً في خطر الإصابة بمشاكِل تنفُّسِيَّة مثل الدَّاء الرِّئويّ الانسِداديّ المُزمِن chronic obstructive pulmonary disease.
"أعتقد أنَّ التعرُّضَ إلى المُبيدات الزِّراعيَّة التي تحتوي على الفوسفات العضوي هو جزء من حالات التعرُّض البيئيّ الأخرى، مثل تلوُّث الهواء والدُّخان الناجِم عن الأفران المنزليَّة ودُخان التَّبغ، وهي حالاتٌ يُمكن أن تُسبِّب الضَّرر للرئتين عند الأطفال".
وجدت الدِّراسةُ ارتِباطاً بين التعرُّض إلى المُبيدات الزِّراعية وتراجع القُدرة على التنفُّس، ولكنَّها لم تُبرهِن على علاقة سببٍ ونتيجةٍ مُباشرة.