نيويورك - وام
أكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أن دولة الإمارات في ظل توجيهات قيادتها الرشيدة لا تدخر جهدا في دعم جهود المجتمع الدولي في التصدي للأمراض المعدية الأمر الذي يحقق للبشرية مستقبلا أفضل من خلال تعزيز الشراكة العالمية مع كافة الدول الفاعلة والمنظمات الإنسانية والمؤسسات الناشطة في القطاع الصحي .. منوها بأهمية تعزيز الجهود الدولية ودفع مسيرة العمل المشترك لاسيما بعد النجاحات التي تحققت مؤخرا على صعيد التصدي لمرض شلل الأطفال فيما تبقى هناك دول قليلة تعاني من ويلات ذلك المرض الفتاك.
جاء ذلك خلال افتتاح الدكتور قرقاش الحلقة النقاشية التي نظمتها وزارة التنمية والتعاون الدولي بالتعاون مع بعثة الدولة الدائمة لدى الأمم المتحدة - والتي ترأسها معاليه ضمن وفد دولة الإمارات لاجتماعات الجمعية العامة الـ/ 69 / للأمم المتحدة في نيويورك تحت شعار " دعوة للعمل .. لاستئصال شلل الأطفال ".
حضر الحلقة النقاشية معالي بيكا هافيستو وزير التنمية الدولية الفنلندي ومعالي كريستيان بارادي وزير التنمية الدولية الكندي والبروفيسور شوكو وزير الصحة النيجيري وسعادة السفير حمد أحمد عبدالعزيز العامر وكيل وزارة الخارجية البحريني للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون والدكتور سيث بيركلي الرئيس التنفيذي للتحالف العالمي للقاحات والتحصين "جافي" وأنطونيو غوتيريس المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبيير كريهنبول المفوض العام لوكالة الأونروا وجون جيرم نائب رئيس منظمة روتاري الدولية .. ومن الجانب الإماراتي سعادة السفيرة لانا نسيبة المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة وسعادة هزاع محمد القحطاني وكيل وزارة التنمية والتعاون الدولي وسعادة نجلاء محمد الكعبي وكيل الوزارة المساعد للتعاون الدولي وسعادة طارق محمد القرق المدير التنفيذي لمؤسسة "دبي العطاء" وسعادة شيماء الزرعوني الرئيس التنفيذي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية وحشد من ممثلين رفيعي المستوى من المنظمات الدولية والبلدان المتضررة من شلل الأطفال والبلدان المانحة .
وقال معالي الدكتور أنور قرقاش في كلمته الافتتاحية .." إنه في الوقت الذي بات العالم على وشك القضاء تقريبا على مرض شلل الأطفال إلا أنه من المؤسف أن المشكلة تكمن في البؤر والمناطق الأكثر ضعفا وهي مناطق النزاعات المسلحة والمجتمعات الفقيرة حيث يكون أطفال تلك المجتمعات هم الضحايا نتيجة لعدم مقدرة المجتمع الدولي ممثلا في الهيئات والمنظمات المعنية على إيصال اللقاحات لتلك المناطق" .
وأكد أن لمرض شلل الأطفال عواقب بعيدة المدى تصيب مجتمعات بأكملها ..
وبالتبعية فإن القضاء على شلل الأطفال ليس غاية في حد ذاته بل وسيلة لدعم المزيد من التنمية في تلك المجتمعات بشكل عام .. محذرا من أن التهاون في التصدي لذلك المرض قد يسهم في عودة عقارب الساعة للوراء على صعيد التنمية البشرية في العالم .
كما قدم معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية نبذة للحضور عن جهود دولة الإمارات في التصدي للمرض على الصعيد العالمي من خلال الشراكة بين الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومؤسسة بيل وميليندا غيتس حيث ساهم تعهد مشترك في شراء وإيصال اللقاحات المنقذة للحياة لملايين الأطفال في أفغانستان وباكستان. وقد عمل برنامج المساعدة الذي وجهته دولة الإمارات لمساعدة جمهورية باكستان بلا كلل لتحقيق هذه الغاية بما في ذلك في المناطق التي تم فيها حظر التطعيم من قبل طالبان .. مؤكدا أنه حتى الآن تم تطعيم أكثر من خمسة ملايين طفل باكستاني ضد شلل الأطفال .
وقد شهدت الحلقة النقاشية مداخلات لعدد من رؤساء وممثلي المنظمات الدولية حيث أشارت الدكتورة مارغريت تشان مدير عام منظمة الصحة العالمية في كلمتها أمام الحضور لإعلان منظمة الصحة العالمية شهر مايو من العام الجاري 2014 أن شلل الأطفال قد أصبح مرة أخرى حالة طوارئ صحية عالمية .
وأشارت مديرة منظمة الصحة العالمية إلى أن نهاية شلل الأطفال باتت في متناول أيدينا. فيما يعتمد النجاح الآن على عدد قليل من البلدان حيث نحن في حاجة ماسة لتقديم دعم نشط وكذلك الإشراف المباشر من قادة باكستان ونيجيريا وأفغانستان .. ملمحة لأهمية مضاعفة الجهود لتقديم أفريقيا خالية من شلل الأطفال هذا العام ومساعدة باكستان للحصول على العودة إلى المسار الصحيح لوقف انتقال المرض بحلول نهاية عام 2015 حيث أن البديل هو مواجهة العواقب المحتملة لوباء شلل الأطفال الجديد الذي يمكنه تهديد لمئات الآلاف من الأطفال في غضون عشر سنوات .
كما تحدثت عائشة رضا فاروق ممثلة رئيس وزراء باكستان والمعنية بمبادرة القضاء على شلل الأطفال خلال أعمال الحلقة عن التحديات الهائلة التي تواجهها باكستان على صعيد الجهود المبذولة للتغلب على مرض شلل الأطفال في بلدها . وقالت "مع المرونة والالتزام الذي لا يتزعزع وعزيمة قوية من قبل حكومة باكستان وشعبها فإن هناك معركة ملحمية ضد شلل الأطفال ونحن نسير للإمام في ذلك الصدد مما يعطينا الأمل ودفعة جديدة لهذه الحملة" مشيدة بالدعم الحيوي الذي تقدمه الدول وبالأخص دولة الإمارات والذي وصفته بالدعم اللا محدود في الأوقات الصعبة وعبرت عن بالغ امتنانها لدعم الإمارات لمساعدة باكستان على التخلص من العجز الناجم عن شلل الأطفال .
من جانبه شدد الدكتور كريس الياس المتحدث باسم مؤسسة بيل وميليندا غيتس ورئيس برنامج التنمية العالمية لاستئصال شلل الأطفال على أهمية تقديم الدعم من كافة المستويات القيادية الحكومية في باكستان وكذلك الحاجة الملحة لتقديم الدعم من المجتمع الدولي .. مشيرا إلى أن المثابرة والاهتمام والدعم الكبير الذي تقدمه دولة الإمارات بالإضافة لتعزيز المقدرة على ابتكار حلول لمواجهة ذلك المرض يوضح لنا كيف لنهج الشراكة والدعم الدولي أن يسهم في القضاء على هذا المرض الفتاك من على وجه الأرض .
ومن مداخلات الحضور أعلنت النرويج رفع مساهماتها للقضاء على المرض بما قيمته / 40 / مليون دولار أميركي لتدفع خلال السنوات الخمس القادمة كما أعلنت الوكالة اليابانية للتعاون الدولي " جيكا " عن تعاونها مع مؤسسة بيل وميلندا جيتس في محاربة المرض في باكستان بمساهمة تصل / 65 / مليون دولار أميركي.