الدوحة - وما
أنهى فريق الجراحين الذي أرسله الهلال الأحمر القطري إلى غزة قبل أكثر من أسبوعين مهمته الطبية بنجاح، حيث أجرى عددا من العمليات الجراحية النوعية في بعض مستشفيات القطاع، كما ساهم في تقييم أوضاع المستشفيات المحلية وتقديم توصيات لمشاريع الهلال الأحمر القطري المستقبلية اللازمة لتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة إلى المواطنين هناك.
ويتكون الوفد الطبي، الذي تم تنسيق إجراءات دخوله وخروجه وبرنامج تحركاته داخل قطاع غزة بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من ثلاثة من كبار الأطباء الاستشاريين هم: د. نبال محمد شعث، وهو طبيب فلسطيني متخصص في جراحة العظام ويشغل منصب استشاري أول جراحة العظام في مستشفى الوكرة بمؤسسة حمد الطبية، د. إياد أبو طير، وهو طبيب فلسطيني متخصص في جراحة الأوعية الدموية وانضم إلى الفريق قادما من ألمانيا، بالإضافة إلى أخصائي التخدير والعناية المركزة الإيطالي د. ماتيا فيورنتيني.
وتعليقا على هذه الزيارة، أشاد السيد صالح بن علي المهندي الأمين العام للهلال الأحمر القطري بالموقف النبيل والمتفهم من جانب مؤسسة حمد الطبية حين خاطبها الهلال الأحمر القطري للسماح لدكتور نبال شعث بالانضمام إلى الفريق الطبي المتوجه إلى غزة لمدة أسبوعين، حيث بادرت إدارة مستشفى الوكرة التي يعمل بها الطبيب إلى الموافقة على الفور مع اعتباره على رأس عمله طوال مدة الزيارة، في لفتة كريمة تستحق كل الشكر والتقدير.
فيما صرح د. أكرم نصار مدير مكتب الهلال الأحمر القطري في غزة: "الحمد لله كانت زيارة موفقة وناجحة، حيث ساعدتنا المستشفيات في غزة على توفير الاحتياجات الطبية التي طلبها الفريق الجراحي لإتمام مهمته رغم النقص الحاد في المستلزمات الطبية نتيجة العدوان، وكانت أكبر الصعوبات هي اختيار الجرحى والمرضي المطلوب إجراء العمليات الجراحية لهم بسبب كثرة عددهم، وخاصة الحالات المحتاجة إلى عمليات التثبيت المؤقت والدائم لكسور العظام، وكذلك الاضطرار إلى إعادة إجراء بعض العمليات الجراحية لعدد من المرضى الفلسطينيين".
وفي لقاء صحفي أجري معه في مقر الهلال الأحمر القطري لدى عودته إلى الدوحة، قال د. نبال شعث: "هذه أول زيارة لي إلى غزة من خلال الهلال الأحمر القطري، وقد كانت مهمة ناجحة بكل المقاييس. كان الهدف من الزيارة هو إجراء عمليات جراحية لمصابي الحرب وحالات الكسور أيضا".
وأوضح: "المشكلة في الحرب أن الجراح في كثير من الأحيان يقوم بما يسمى بالتثبيت المؤقت ثم يحتاج بعدها إلى إجراء التثبيت الدائم، وقد أعدنا بعض العمليات بنجاح بفضل من الله عز وجل، بالإضافة إلى بعض حالات الكسور التي لم يتم علاجها في وقت الحرب وقمنا بحمد الله بأداء هذه المهمة، وكذلك الحالات التي كانت تأتى مصابة بالكسور أثناء تواجدنا، وخاصة من الأطفال".
ومن ناحيته، قال د. فيورنتيني: "منذ اليوم الأول، التحقت بالطاقم الطبي للتخدير والعناية المركزة في المستشفى الأوروبي جنوبي قطاع غزة، وشاركت في إجراء العديد من العمليات الجراحية للمصابين وخاصة الأطفال". وأعرب د. فيورنتيني عن أمله في أن تساهم العمليات الجراحية التي قام بها وفد الهلال الأحمر القطري الطبي في التقليل من المعاناة اليومية للجرحى وعائلاتهم، والمساهمة في التخفيف من الأوضاع الصحية الصعبة التي تشهدها محافظات غزة.