مونروفيا - أ ش أ
كشفت حكومة اليابان عن تقديمها مساعدت فورية من المعدات الطبية تتجاوز قيمتها 288 ألف دولار أمريكي ، لليبيريا في محاولة للقضاء على فيروس مرض ايبولا القاتل.
وتستهدف المساعدات تغطية المستشفيات في مقاطعات "مونتسيرادو" و "بونج" و"لوفا" .. وتحديدا مركز "جون إف كنيدي" الطبي ومستشفى "إلوا".
ومن المتوقع أن تتضمن المساعدات نحو 100 قطعة خيام ، و500 قطعة وسادة للنوم ، و500 بطانية ، و25 مولد كهرباء ، وغير ذلك.
ومرض فيروس الإيبولا أو حمى الإيبولا النزفية هو أحد الأمراض البشرية التي تحدث نتيجة فيروس الإيبولا وتبدأ الأعراض عادة في الظهور بعد يومين إلى ثلاثة أسابيع من الإصابة بالفيروس، وتتمثل في حمى والتهاب الحلق وآلام العضلات وصداع وعادة ما يتبعها غثيان وقيء وإسهال، ويصاحبها انخفاض وظائف الكبد و الكلية ويبدأ بعض الأشخاص في التعرض لمشاكل النزيف في هذه المرحلة ويمكن الإصابة بالفيروس عن طريق الاتصال بالدم أو سوائل الجسم للحيوان المصاب بالعدوى (عادة القرود أوخفاش الفاكهة) ويوجد دليل بالوثائق على الانتشار عبر الهواء في البيئة الطبيعية.
وتأتي مساعدات الحكومة اليابانية بينما تدخل ليبيريا مرحلة حرجة في صراعها مع فيروس إيبولا القاتل الذي حصد مئات الأرواح في البلاد ، بينما لا يزال مئات آخرون يصارعون الموت من ذات الفيروس.
وكانت الحكومة اليابانية قد قدمت معونة طارئة بقيمة 5ر1 مليار دولار أمريكي لمكافحة انتشار فيروس الإيبولا في كل من ليبيريا وسيراليون وغينيا.
وأعلن وزير دفاع ليبيريا بروني ساموكاي أن بلاده تواجه "تهديدا خطيرا" لوجودها في ظل انتشار فيروس إيبولا القاتل كـ"النار في الهشيم" .. ووصف ساموكاي رد الفعل الدولي على الأزمة بأنه "ليس قويا" ، موضحا أن وجود ليبيريا نفسها مهدد إلى حد كبير أمام أخطر موجة للوباء منذ التعرف على الفيروس في 1976 ، وقال "ليس لدى ليبيريا مرافق صحية كافية ولا إمكانيات لوجستية ولا الخبرة المهنية والموارد المالية لمواجهة هذا الوباء بطريقة فعالة".
وحذر المسؤول الليبيري من أن النظام الصحي الضعيف في بلاده يعاني تحت وطأة حالات الإصابة بفيروس إيبولا.. وقال في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي - إن "ليبيريا تفتقر البنية التحتية والإمكانات اللوجستية والخبرة المهنية والموارد المالية للتعامل بفعالية مع هذا المرض".
وتحذر منظمة الصحة العالمية من احتمال ظهور آلاف من حالات الإصابة الجديدة في ليبيريا، التي تعد أشد دول غرب أفريقيا تضررا من الفيروس ، حيث توفي حوالي 2288 شخصا جراء الإصابة بالفيروس في ليبيريا وغينيا وسيراليون.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من نصف حالات الوفاة وقعت خلال الأسابيع الثلاثة السابقة للسادس من الشهر الجاري ، حيث أصيب عشرات العاملين في قطاع الصحة في ليبيريا بفيروس إيبولا وفي غضون ذلك، نبهت مبعوثة الأمم المتحدة في ليبيريا كارين لاندجرن إلى أن 160 عاملا في قطاع الصحة أصيبوا بالمرض.. مشيرة إلى أن نصفهم قضى نحبه.
وأوضحت أن العاملين في قطاع الصحة ليس لديهم أجهزة الحماية المناسبة ولم يحصلوا على التدريب المطلوب، وأن الليبيريين يواجهون أسوأ تهديد منذ حربهم".
وتناشد منظمة الصحة العالمية كافة الهيئات التي تواجه إيبولا في ليبيريا بأن تضاعف من جهودها بغية السيطرة على الفيروس.
وتقول الولايات المتحدة إنها ستساعد الاتحاد الإفريقي على إرسال 100 عامل صحي إلى المنطقة، بالإضافة إلى المساهمة بعشرة ملايين دولار إضافية للمساعدة على التعامل مع الوباء.
وتحدثت وزيرة الدولة الفرنسية للتنمية والفرنكوفونية أنيك جيراردان عن تعزيز التعبئة الفرنسية لمساعدة غينيا في التصدي للفيروس ، مشيرة إلى أن دولا أخرى ستحذو حذوها في ليبيريا وسييراليون.
وندد وزير المال في سييراليون كايفلا مارا بحصار اقتصادي في قطاع النقل بعدما علقت سبع من تسع شركات رحلاتها الى بلاده بتوصية من الحكومة الفرنسية.
وفي جنيف حذر صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "اليونيسيف" من أخطار تهدد صحة الأطفال في ليبيريا، ومن احتمال إغلاق المدارس، وولادة جيل مريض ، فى وقت لم تعد النساء الحوامل يجدن مكانا لوضع أجنتهن.
وقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" والأمم المتحدة المشاركة في الجهود المبذولة لوقف انتشار "إيبولا" في منطقة غرب إفريقيا ، وسيكون ملعب أنطوانيت توبمان في مونروفيا الذي تبرع به "الفيفا" للاتحاد الليبيري لكرة القدم، بمثابة موقع لوحدتين لمعالجة المصابين بالفيروس .
وأكد أطباء أمريكيون يعالجون زميلهم ريك ساكرا المصاب بالفيروس، أن الأخير يظهر تحسنا ملحوظا بعدما تلقى جرعة من بلازما الدم من طبيب أمريكي شفي قبله، إلى جرعة من علاج تجريبي.
ولا تزال دول غرب إفريقيا تصارع وباء ايبولا الذي تحاول إبطاء سرعة تفشيه مع تنامي الشعور بالعجز في ليبيريا حيال مكافحة المرض، وارتياح نسبي في السنغال بعد شفاء مريض غيني.
وقالت صوفي جان، المتحدثة باسم منظمة أطباء بلا حدود الدولية في ليبيريا "نحن في حالة ارتباك تام ، المرضى يتدفقون علينا بأعداد كبيرة".
وأودى الوباء حتى الآن بحياة 2296 شخصا من أصل 4293 إصابة ، توفي منهم 1224 في ليبيريا وحدها وفق أخر بيان لمنظمة الصحة العالمية في 6 سبتمبر الجاري .
وبات ايبولا ينتشر في أربع دول في غرب إفريقيا، بعدما ظهر في غينيا بداية السنة وانتقل منها الى سيراليون وليبيريا ونيجيريا.
وتعيش مونروفيا حالة مأسوية حيث يجد الوباء تربة خصبة بسبب تهالك البنى التحتية والمرافق الصحية.
ورغم تخفيف الحظر الليلي ساعتين ليصبح من التاسعة مساء الى السادسة صباحا، يخشى كثير من الناس من التوجه الى المطاعم والمقاهي ، وقال مدير مشرب في مونروفيا "الناس لا يأتون، انهم يخافون الخروج من منازلهم بسبب ايبولا".
وقالت منظمة الصحة العالمية إنه لن يكون من الواقعي القول بأنه من الممكن وقف الوباء في المناطق التي تشهد انتشارا متسارعا، مثل مونروفيا والأجدى هو أن يتم العمل على وقف انتقال العدوى.