الثوم

يمكن أن يكون للثوم فوائد أكبر من مجرد إعطاء مذاق جيد للأطعمة وإبعاد مصاصي الدماء، فهو يمكن أن يكون من الأطعمة المفيدة جداً للصحة، فهذا النوع من التوابل هو أحد الخضروات

التي تمتلك قيمة غذائية عالية وعدد قليل جداً من السعرات الحرارية، كما أنه يحتوي على كميات ضئيلة من المواد المغذية الأخرى التي تساهم في تقوية الصحة بشكل عام، فالعناصر الطبية الطبيعية التي توجد في الثوم، سواء إن تم تناوله بشكله الطازج أو كنوع من المنكهات، يمكن أن تعزز وظائف المناعة والصحة بشكل عام.

النكهة الذكية والفوائد الصحية الثوم جعلت الطلب عليها يتزايد، حيث أن متوسط استهلاك الثوم للفرد سنوياً هو رطلين، كما أن الأشخاص البالغين الأصحاء يمكنهم أن يستهلكوا بأمان ما يصل إلى أربعة فصوص من الثوم يومياً، وذلك وفقاً للمركز الطبي في جامعة ميريلاند.


يعتقد بأن الآثار المقوية للجسم والتي يحتويها الثوم تعود إلى مادة الأليسين الفعالة التي توجد فيه، وهي ما يعطي الثوم مذاقه ورائحته المميزة، لذلك، فسواءً أكنت تتناول الثوم كمسحوق، أو بشكله المملح، أو المفروم أو كملحق غذائي، فبإمكانك الاستفادة من فوائده المدهشة المتعددة للحصول على صحة أفضل.

معالجة حب الشباب

قد لا تجد الثوم على قائمة مكونات منتجات معالجة حب الشباب، ولكنه يمكن أن يكون بمثابة علاج موضعي طبيعي للتخلص من الشوائب، فالأليسين -وهو أحد المركبات العضوية الموجودة في الثوم- يمتلك القدرة على منع التأثيرات الضارة للجذور الحرة وقتل البكتيريا، وذلك وفقاً لدراسة أجريت في عام 2009 ونشرت في مجلة Angewandte Chemie))، وفي شكله المتحلل – حمض السولفينيك –ينتج الأليسين رد فعل سريع تجاه الجذور الحرة، الأمر الذي يجعله من المواد القيمة جداً لعلاج ندبات حب الشباب والأمراض الجلدية، والحساسية.

معالجة تساقط الشعر

قد يساعد فرك فروة الرأس بالثوم في علاج تساقط الشعر، حيث يحتوي الثوم على نسبة عالية للغاية من الكيراتين، وهو البروتين الذي يتكون منه الشعر، وهذا يحفز تغذية الشعر ونموه، كما وجدت دراسة أجريت في عام 2007 ونشرت في مجلة (Indian Journal of Dermatology, Venerology and Leprology)، بأن استخدام معجون الثوم بالإضافة إلى العلاج الموضعي لتساقط الشعر يمكن أن يكون فعالاً في حث إعادة نمو الشعر.

محاربة نزلات البرد

يمكن للأليسين الذي يوجد في الثوم أن يكون بمثابة مساعد صحي في العلاج خلال أوقات المرض، فتبعاً لـ(رينيه فيك)، وهي اختصاصية في التغذية، فإن فصوص الثوم تحتوي على جرعة صحية من الأليسين، ولكن قد يكون عليك تناول أكثر من فص واحد من الثوم يومياً كي تشعر بالفرق، ومع ذلك، يمكن أيضاً أن يتم استخدام مكملات الثوم لدرء الفيروسات.

وجدت دراسة أجريت في عام 2001 ونشرت في مجلة (Advances In Therapy)، بأن تناول مكملات الثوم بشكل يومي يمكن أن يقلل من عدد الإصابات بنزلات البرد بنسبة 63% مقارنة مع عدم تناول هذه المكملات الغذائية، وعلاوة على ذلك، فإن هذه المكملات يمكن أن تخفض متوسط مدة المعاناة من أعراض البرد أيضاً لما يصل إلى 70%، حيث أنها خفضت من مدة معاناة الأشخاص الذين تناولوا مكملات الثوم في الدراسة إلى يوم ونصف، مقارنة مع الأيام الخمسة التي عانى منها الأشخاص في المجموعة الضابطة من البرد، وتشير هذه النتائج بأن المكملات التي تحتوي على الأليسين تمتلك أيضاً تأثيراً وقائياً ضد نزلات البرد.

تخفيض ضغط الدم

إن تناول ملحقات الثوم يومياً قد يساعد في الحفاظ على استقرار ضغط الدم،حيث يمكن لمركباته النشطة أن تقلل بشكل ملحوظ من ضغط الدم مقارنة بالأدوية الموصوفة الفعالة، كما تبين بأن تناول مستخلص الثوم بنسبة تتراوح بين 600 إلى 1500 مليغرام يومياً كان ذو فعالية مماثلة لدواء الأتينولول في علاج ارتفاع ضغط الدم خلال فترة وصلت إلى 24 أسبوع، وذلك وفقاً لدراسة أجريت في عام 2013 ونشرت في مجلة (Pakistan Journal of Pharmaceutical Sciences).

يعتقد أيضاً بأن الثوم ينشط إنتاج عامل الاسترخاء الذي تنتجه البطانة الغشائية في الأوعية الدموية، وبحسب (فيك)، فإن هذا يعود لكمية جزيئات البوليسولفيدات التي يحتويها الثوم، وهذا يؤدي إلى استرخاء العضلات الملساء وتوسع الأوعية الدموية، نتيجة ارتخاء العضلات الملساء في جدار الوعاء الدموي، ويمكن لتناول مكملات الثوم أن يحقق الفائدة المرجوة بكفاءة دون الحصول على رائحة الفم الكريهة التي يعطيها الثوم الخام.

التقليل من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية

يمكن للثوم أن يساعد على خفض مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية عن طريق خفض نسبة الكوليسترول السيء (LDL) في الدم، حيث وجدت دراسة أجريت في عام 2000 ونشرت في مجلة (Annals of Internal Medicine)، بأن تأثير الثوم على مستوى الكوليسترول الكلي لدى الأشخاص الذين يعانون من مستويات مرتفعة كان انخفاض في مستويات الكوليسترول في الدم بشكل معتدل، وبحسب (فاندانا شيث)، وهي أخصائية تغذية والمتحدثة باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية، فإن هذا يعود لتقليل نشاط انزيم إنتاج الكولسترول الرئيسي في الكبد، ومن جهة ثانية، فإن مكملات الثوم تعزز قدرة الجسم على إذابة الجلطات الدموية التي من شأنها أن تزيد من خطر الإصابة بالأزمات القلبية نتيجة إغلاق الشرايين.

تحسين الأداء البدني

يمكن للثوم أن يساعد على زيادة القدرة على ممارسة الرياضة وتقليل التعب الناجم عن ممارسة الرياضة، فبحسب (فيك)، فإن الثوم يمتلك تاريخاً طويلاً من الاستخدام في الثقافات القديمة للحد من التعب وتعزيز القدرة على العمل، وقد تبين بأن زيت الثوم يمكن أن يحسن من القدرة على ممارسة الرياضة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، حيث وجدت دراسة أجريت في عام 2005 ونشرت في المجلة (Indian Journal of Physiology and Pharmacology) بأن المشاركين الذين تناولوا زيت الثوم على مدة ستة أسابيع، والذين كانوا يعانون من مرض في القلب شهدوا انخفاضاً في معدل ارتفاع ضربات القلب بنسبة 12%، وقد ترافق ذلك مع تحسن في القدرة على التحمل البدني أثناء ممارسة رياضة الجري.

تحسين صحة وقوة العظام

يحتوي هذا النوع من الخضار القلوية على مواد غذائية مفيدة جداً لصحة العظام، مثل الزنك، المنغنيز، فيتامين B6، وفيتامين C، وتبعاً لـ(ريسا غروكس) وهي خبيرة في التغذية، فإن الثوم يحتوي على نسب عالية حقاً من المنغنيز، الذي يحتوي بدوره على انزيمات ومضادات أكسدة تسهل من تشكيل العظام والأنسجة الضامة واستقلاب العظام وامتصاص الكالسيوم.

قد يساعد الثوم أيضاً على تقليل فقدان العظام من خلال زيادة هرمون الأستروجين عند الإناث، فقد وجدت دراسة أجريت في عام 2007 ونشرت في مجلة (Phytotherapy Research) بأن زيت الثوم قادر على الحفاظ على صحة الهيكل العظمي للقوارض التي كانت تعاني من قصور الغدد التناسلية، وبعبارة أخرى، فإن الثوم يحتوي على العناصر الغذائية التي تعتبر بمثابة اللبنات الأساسية للحصول على عظام أكثر صحة وقوة.

قد يهمك أيضًا :

باحثون دوليون يُحذرون من خطر قاتل تنقله "الإيصالات"

أدوية ضغط الدم الشائعة تُزيد خطر الإصابة بسرطان الرئة