مستشفى راشد

نظم قسم الإصابات والطوارئ في مستشفى راشد حملة توعية للتعريف بمخاطر السموم، التي تنتج جراء الاستخدامات الخاطئة للأدوية والتفاعلات الكيميائية بين الأدوية، وكذلك المواد السامة في البيت ومنها مواد التنظيف والتسممات التي قد تحدث نتيجة لدغات الأفاعي والعقارب والنباتات السامة.

وقالت الدكتورة سارة كاظم استشارية طب السموم في صحة دبي: إن مستشفى راشد هو الوحيد على مستوى الدولة الذي يضم قسماً لطب السموم، مشيرة إلى أن المستشفى تعامل خلال ثلاث سنوات مع 500 حالة تسمم نتيجة الأدوية، ناتجة إما عن تناول جرعات كبيرة من الأدوية وخاصة المسكنات أو تناول أعشاب سامة أو التعرض لحالات اللدغ من الأفعي أو العقارب السامة، مشيرة إلى أن هذه الحالات تؤدي لمضاعفات خطيرة قد تؤدي للوفاة في حال عدم مراجعة المريض لأقرب مستشفى في الساعات الأولى من حدوث التسمم.

وقالت الدكتورة سارة: إن الحملة التي حضرها عدد كبير من أطباء الهيئة، إضافة الى الكوادر التمريضية، شملت محاضرات توعوية وتثقيفية الى جانب العديد عرض العديد من البوسترات التوعوية، مشيرة الى أن الوعي المجتمعي بالسموم التي قد تنتج عن تفاعلات الأدوية أو تناول جرعات زائدة ما زال بحاجة إلى إلقاء الضوء عليه بشكل أكبر وأوسع في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية.

تسمم أدوية

وأوضحت أن التسمم بالأدوية والمواد المنزلية يعد من أكبر المشكلات الصحية القائمة عالمياً والأكثر شيوعاً بين كل طبقات المجتمع وفئات الأعمار، فحوادث التسمم تشمل الأطفال واليافعين والشباب والكهول.

وبينت الدكتورة سارة أن التسمم قد يحدث إما عرضاً أو بالخطأ، عن طريق التعرض لمواد كيميائية في مكان العمل أو المنزل، حيث تشير الإحصائيات العالمية إلى أن أكثر من 60% من حالات التسمم تحدث للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات ويرجع السبب في إلى أن الأطفال من سن الخامسة يميزون ويستكشفون أي مادة بإحدى الطرق الثلاث التالية: التذوق، الشم، واللمس، لافتة إلى أن المنظفات المنزلية تعتبر من أكثر المواد المنزلية المسببة للتسمم.

وعرفت الدكتورة سارة التسمم بأنه عبارة عن أي مادة (طبيعية أو مصنعة) تحدث أضراراً داخل الجسم أو خارجه، وهناك أمور عدة يجب معرفتها لكي نحدد سُمّية أي مادة، وتشمل نوعية المادة نفسها إذ ليست كل المواد سامة، والجرعة أو المقدار المتعاطى من المادة، وكذلك الوقت منذ تعاطي المادة (أي كم من الوقت مضى على تناول المادة) وعلى ضوئه تتحدد نوعية العلاج المتبع في حالة التسمم وعمر الشخص ووزنه، لأن الجرعة قد تكون سامة للطفل وليست للكبير أو لوزن معين، كذلك معرفة ما إذا كان التسمم عن قصد أو خطأة والأعراض المصاحبة، قد تكون شديدة أو بسيطة، وإذا كان يستخدم أدوية لمرض ما، لأن بعض التسمم يكون من تداخل الأدوية أو استخدام أدوية عدة.

نوعان

وقالت الدكتورة سارة: إن التسمم يقسم عادة إلى نوعين: تسمم مزمن، ويحدث نتيجة التعرض المستمر للأدوية والكيماويات بكميات ولفترة طويلة، كما في حالات التسمم الصناعي أو حالات الإدمان على المخدرات والمنومات وبعض الأدوية الأخرى التي تؤخذ خلال فترة طويلة بكميات معتدلة، وتسمم حاد ويحدث في الغالب نتيجة تعاطي الدواء عن طريق الفم بجرعات عالية وتمثل الأدوية أكثر من 50% من مجموع الإصابات التسممية في جميع أنحاء العالم.

وأضافت بأن الدواء يعد سلاحاً ذا حدين، فهو دواء شافٍ لمرض ما إذا ما أعطي في حدود الجرعة المقررة، أما إذا زادت كمية الدواء عن الجرعة العلاجية عن طريق الخطأ أو القصد فإن هذا الدواء يكون سمّاً في الجسم ويجب اتباع طرق علاجية معينة للتخلص من السم أو معالجة الحالة.

وهناك ما يعرف بالحدود الدوائية لكل دواء، أي أن الدواء في جرعته المحددة يكون علاجاً للمرض، فإذا زادت الجرعة يكون تركيز الدواء في الدم عالياً وبهذا يحدث التسمم ويسمى حد التسمم وإذا ما نقصت الجرعة عن المطلوب لحدوث التأثير الدوائي فإن تركيز الدواء في هذه الحالة يكون أقل من المطلوب وهو ما يعرف بالحد الأقل من العلاجي.

جرعات

بينت الدكتورة سارة أن أهم المجموعات الدوائية التي تسبب التسمم عند تعاطيها بالجرعات العالية أو أخذها خطأ أو انتحاراً تشمل أدوية الجهاز العصبي المركزي، والمسكنات ومضادات الحمى، وأدوية الجهاز الدوري، والأدوية المضادة للهستامين، والأدوية المخفضة للسكر والأدوية المانعة للحمل، والأدوية المرخية للعضلات.