طبق من لحم اللاما في مطعم في لاباز

في مطعم "غوستو" الفاخر في لاباز، تعد الطباخة الدنماركية كاميلا شيدلر بعناية طبقا بوليفيا قوامه لحم اللاما الذي ينظر اليه على انه صحي ومغذ اكثر، بدل لحم البقر.وتروي هذه الطباخة البالغة من العمر 32 عاما كيف تغيرت النظرة مع الوقت الى لحم هذه الحيوان الذي يعيش في جبال الانديس "كان يقال عنه انه لحم الفقراء، اما الآن فهو اللحم الاغلى في البلد".

على بعد آلاف الكيلومترات من العاصمة لاباز، في احدى مراعي جبال الانديس، يعرب جرمان شوركي عن سعادته ازاء الاقبال المستجد على لحم اللاما الذي طالما كان جزءا من المطبخ التقليدي للسكان الاصليين.ويقول مربي الماشية البالغ من العمر 45 عاما "لحم اللاما جيد، لذا يحدونا الامل بان يرتفع ثمنه لانه قادر بسهولة على منافسة اللحوم الحمراء الاخرى".

ويربي شوركي 150 رأسا من اللاما في منطقة توركو غرب بوليفيا على ارتفاع ثلاثة الاف و800 متر عن سطح البحر.وعادة ما يربى حيوان اللاما، وهو من فصيلة الجمليات، للانتفاع بصوفه ولاستخدامه في النقل، الا انه يحقق نجاحا في المطابخ الفاخرة ايضا.

وهذا النجاح ليس بالامر الجديد، فقبل عشر سنوات بدأ لحم اللاما يسجل حضوره في المطاعم الفخمة في المنطقة.لكن شهر تشرين الاول/اكتوبر الماضي حمل تطورا جديدا، اذ ان تحذير منظمة الصحة العالمية من المخاطر الصحية الناجمة عن استهلاك بعض انواع اللحوم جعل الكثيرين يتحولون الى لحم اللاما.
- لحم صحي -

استنادا الى اكثر من 800 دراسة، قرر المركز الدولي للابحاث حول السرطان التابع لمنظمة الصحة العالمية ادراج اللحوم المصنعة ضمن العوامل المساعدة على الاصابة بالسرطان، اما اللحوم الحمراء فقد وضعت في خانة "المسببات المحتملة للسرطان".

ومع ان لحم اللاما هو لحم احمر، الا انه غني بالبروتين ويحتوي نسبا قليلة من الكولسترول، الامر الذي يجعله اكثر ملاءمة للصحة بحسب ما يقول البوليفيون.

في العام 2013، نشرت وزارة التنمية الريفية البوليفية تقريرا اكدت فيه ان لحم اللاما "يحتوي على نسبة عالية من البروتين منخفض الدهون، ويساهم في تخفيض مستوى الكولسترول، ويهضمه الجسم البشري مع نسبة منخفضة من حمض اليوريك (حمض البول)".

في توركو، يعيش معظم السكان البالغ عددهم خمسة الاف و200، من تربية اللاما.يبيع جرمان شوركي الكيلوغرام الواحد بما يعادل ثلاثة دولارات، وكل حيوان لاما يدر ما بين 110 دولارات الى 140، وهو يبيع منها عشرين الى اربعين سنويا.ويقول "هذا هو مورد عيشنا، نحن لا نفعل شيئا سوى تربية اللاما".
وعند تحويل لحم اللاما الى لحم مقدد، يصبح ثمن الكيلوغرام الواحد اكثر من 17 دولارا.

- من زمن ما قبل الانكا -

والطريقة المستخدمة في ذلك هي تجفيف اللحم بتغطيته بالملح ووضعه في اشعة الشمس اياما عدة.يعيش اللاما في منطقة جبال الانديس، بين الاكوادور وتشيلي والبيرو والارجنتين وبوليفيا التي تضم وحدها 60 % من هذه الحيوانات في اميركا الجنوبية.ويقول ديمتريو لونا من وزارة التنمية الريفية ان اكل لحم اللاما يعود الى ما قبل حقبة الانكا، ويضيف "اجدادنا كانوا يأكلون لحم اللاما ويستخدمونه كسلعة للتبادل، لمقايضته بالقمح والشعير والذرة والكوكا".

وبحسب خبراء، يتعين على بوليفيا ان تعمل على تحسين كل شبكة الانتاج ان كانت ترغب فعلا في النجاح بتصدير هذه اللحوم الى العالم، من حسن ادارة رؤوس الماشية الى الاهتمام بصحة هذه الحيوانات وتحسينها وراثيا.