الكويت ـ كونا
أكد مدير برنامج رعاية مرضى السكري بوزارة الصحة الكويتية الدكتور وليد عبدالله الضاحي هنا اليوم أن انشاء وتصميم المناطق الجديدة بطريقة المدن الخضراء والتخلي عن طرق البناء الحالي للمدن يقلل من معدلات الاصابة بمرض السكري.
واوضح الضاحي وهو استشاري الغدد الصماء والسكري في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش مشاركته في مؤتمر القمة العالمي الثاني للابتكار في الرعاية الصحية (ويش 2015) ان المدن الخضراء ستشجع الناس على عدم الاعتماد على استخدام سياراتهم من خلال توفير المساحات الخضراء وممرات المشاة مما سينعكس على صحة السكان.
وافاد بان اغلب المدن الحالية تضم مساحات واسعة من الشوارع وقليل من المناطق الخضراء ما يؤدي الى ارتفاع الغازات المنبعثة من عوادم السيارات التي تعد من اكثر الملوثات المؤثر على صحة الانسان.
وعن مشاركته في مؤتمر (ويش 2015) قال الضاحي انها تأتي لما يتضمنه المؤتمر من فعاليات مرتبطة بالصحة العامة والتعرف على استراتيجيات واطر العلاج لكثير من الامراض والافكار المتعلقة بالصحة.
وأشار إلى أن المؤتمر يتضمن العديد من ورش العمل بمواضيع مختلفة شملت امراض الخرف والاخلاقيات الطبية المتعلقة باستخدام فحص الجينات اضافة الى موضوع مرض السكري.
وبين ان السكري من المواضيع المهمة في (ويش 2015) مبينا انه شارك في حلقة نقاشية الخاصة بهذا الموضوع جرت خلالها مناقشة اهمية وضع الاطر العامة لتحسين علاج السكري.
وقال إن السكري يعد حاليا من اخطر الامراض انتشارا عالميا مبينا انه تعدى كونه مرضا ليتحول الى وباء.
واوضح ان السكري من الامراض الخطيرة مشيرا إلى أن الكويت تعتبر من اعلى 10 دول في العالم اصابة بالمرض اذ تصل نسبة المصابين الى 24 في المئة بحسب احصائيات المنظمة العالمية للسكري.
لكنه لفت الى ان الكويت من الدول الرائدة على مستوى المنطقة في توفير العلاجات ووضع السياسات العامة في معالجة مرض السكري.
واضاف ان منطقة الخليج العربية خصوصا متأثرة بقضية استمرارية ارتفاع نسب السكري مشيرا الى ان معظم الدول الخليجية تتصدر النسب العليا بالإصابة بمرض السكري عالميا مقارنة بالدول الاخرى.
واكد أن اهمية الورش العلمية في هذا الجانب تأتي بسبب الدراسات التي توضح ان السكري سيتضاعف خلال العشرين سنة القادمة بأعداد كبيرة مبينا ان السكري من الاسباب الاولى للكثير من الامراض ومنها الفشل الكلوي والعمى وامراض القلب وبتر الاطراف وغيرها من المشاكل الصحية.
وبين ان معظم مضاعفات السكري يمكن تفاديها وبفرصة كبيرة من خلال التدخل بعدة طرق سواء العلاج او تغيير سياسات ونمط الحياة لمنع حدوث مثل تلك المضاعفات التي يمكن ان تؤثر على فاعلية الانسان في المجتمع.
واشار الى انه من الامور السلبية التي تمت ملاحظتها في دول الخليج ارتفاع نسبة السكري لدى الاطفال وصعود مستوياتها رغم انتشار المعلومات وتوافر الدواء والاموال.
يذكر ان عددا من الخبراء والمختصين المشاركين في المؤتمر قد نشروا تقريرا بعنوان (الارتقاء الى مستوى التحدي) دعوا فيه صناع القرار الى ضرورة مجابهة مرض السكري الذي يفرض تحديا خطيرا على العالم اجمع.
ويوضح التقرير ان حوالي 10 في المئة من اجمالي عدد البالغين حول العالم اي ما يقارب 600 مليون شخص سيعانون من السكري بحلول عام 2035.
ويؤكد الخبراء ان مرض السكري لا يحظى في الوقت الراهن بالاهتمام اللائق ضمن الاولويات السياسية والعامة.
وانطلاقا من ذلك تم اقتراح ثلاثة اهداف سريرية هامة على صناعي القرار تتمثل في تحسين ادارة المرض للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري للعمل على الحد من المضاعفات.
وتضمنت الاهداف انشاء مراقبة فعالة لتحديد المعرضين لخطر الاصابة بالسكري من النوع 2 وتقديم الدعم لهم وطرح حزمة من الاجراءات التي تساعد على توفير بيئة وقائية من المرض.
ويقام مؤتمر (ويش) الذي انطلق امس بمبادرة من مؤسسة قطر بهدف نشر افضل ممارسات الرعاية الصحية من خلال شبكة عالمية من صناع القرار ونخبة من الاكاديميين