الاضطرابات اللغوية

تعتبر مرحلة الطفولة أسرع مراحل التطور النطقي و اللغوي لدى الإنسان حيث يتجه التعبير إلى الوضوح والدقة والقصدية في عمر دخول المدرسة وأي انحراف عن المألوف يعتبر دلالة على وجود اضطرابات نطقية أو لغوية.

وتعرف اضطرابات اللغة حسب اختصاصية علم النفس وتقويم الكلام واللغة /هامة زين الدين/ بأنها اكتساب أو استيعاب أو استخدام غير طبيعي أو سليم للغة سواء أكانت مكتوبة أو محكية و قد يشغل الاضطراب أي جانب من جوانب اللغة المتمثلة بالشكل والمحتوى واستخدام عناصر النظام اللغوي مشيرة إلى أن هذه الاضطرابات باتت ظاهرة تلفت الانتباه بين الأطفال في المدارس ما يستوجب وعي الأهل بإمكانية علاجها وزيادة قدرة الطفل على التواصل اللفظي في حال التدخل العلاجي المبكر.

وتبين /زين الدين/ لنشرة سانا الصحية أن الأطفال الأكثر عرضة لوجود اضطرابات في النطق واللغة هم من وضعوا في الحاضنة لمدة زمنية تتجاوز 24 ساعة أو تعرضوا لنقص أكسجين أثناء أو بعد الولادة والتهاب السحايا ونوبات اختلاج متكررة أو متناوبة أو أصيبوا بيرقان استدعى تبديل الدم ومن قل وزنهم عن كيلو و500 غرام عند الولادة ومن يعانون من انشقاق شراع حنك والتهاب أذن وسطى متكرر ونقص سمع وشلل دماغي واضطرابات تطورية تسبب تأخرا لغويا كالتوحد ومن لديهم متلازمة داون سندروم أو متلازمة الطفل الكحولي كما يمكن أن تظهر لدى أطفال فرط النشاط و نقص الانتباه.

وتشير زين الدين إلى اضطرابات النطق التي توءثر في مفهومية الكلام وبالتالي في تواصل الفرد مع الآخرين وتتدرج من المشكلات البسيطة مثل الأخطاء النطقية أثناء إنتاج الكلام إلى الأكثر تعقيداً وقد تترافق مع مشكلات تشريحية أو عضوية في أعضاء النطق أوفي البرمجة العصبية التي يمكن أن تدل على تأخر في القدرات المعرفية أو العقلية للطفل.

وتلفت زين الدين إلى بعض العوامل المرتبطة بالاضطرابات النطقية كالجنس فالإناث لديهن مهارات نطقية أعلى من الذكور إضافة للذكاء فعندما تكون القدرات العقلية أقل من المعدل الطبيعي للأطفال تظهر الأخطاء النطقية وترتيب الطفل بين أخوانه فالطفل الأول والأطفال الوحيدين لديهم مهارات نطقية أفضل من غيرهم علما أن الأطفال ذوي الاضطرابات النطقية والفونولوجية الشديدة يظهرون صعوبات في القراءة والكتابة في مرحلة الدراسة الابتدائية.

وتبين زين الدين العوامل العضوية المسببة للاضطرابات النطقية وهي لجام وحجم اللسان وشذوذ الأسنان وشق الحلق وشق الشفاه مشيرة إلى وجود العديد من الأمراض التي تصيب الحنجرة وتسبب اضطرابات في النطق منها أورام وإصابات الحنجرة واختلال الحبال الصوتية بالإضافة إلى خلل جهاز السمع وانخفاض قدرات الطفل السمعية تجعله يجد صعوبة في تفسير ما يسمع.

ويمكن اعتبار أخطاء النطق اضطرابا حسب /زين الدين/ حسب عدد ونمط هذه الأخطاء ومدى ثباتها والعمر الزمني للمتحدث وخصائصه المميزه ومدى وضوح كلام الشخص حيث ان الأطفال الأصغر سنا يرتكبون العديد من الأخطاء بشكل متكرر عند تعلمهم الكلام ولا يتمكن معظمهم من إجادة كل القواعد الصوتية للغة وإن حاولوا القيام بإصدار الأصوات بشكل سليم.

وتشدد زين الدين على أهمية الكشف والتدخل المبكر قبل تجاوز الطفل المرحلة الجدية في اكتساب اللغة وهي الخمس سنوات ويتضمن التدخل تحديد وجود المشكلة ودرجتها كما يتضمن إجراءات التقييم والعلاج اللازم للعائلة والأطفال في عمر أقل من ثلاث سنوات أو ممن لديهم عوامل خطورة تنبئء بوجود مشكلة فيما بعد تخص النطق واللغة والسمع ويزيد فرص الأطفال لتحسين مهارات التواصل لديهم حتى أفضل وضع ممكن علما أن تعاون الأسرة وأعضاء الهيئة التدريسية في المدرسة مع المختصين في مجال النطق واللغة والسمع عامل أساسي وحاسم في نجاح العلاج.

وتشير /زين الدين/ إلى برنامج التأهيل اللغوي الذي يسير في ثلاثة محاور متكاملة وهي العائلة ومن يقوم بالرعاية ويتناول الإرشاد الأسري و إجراءات الكشف المبكر وتعميم تطبيقات الخطة العلاجية في المنزل والمرشد المدرسي ويتمثل دوره من خلال قيامه بمجموعة من المهمات مثل الملاحظة وتطوير الوسائل التعليمية المناسبة والمتابعة والتشجيع إضافة إلى خطة برنامج التأهيل اللغوي ويتناول الأهداف العلاجية التفصيلية للوصول لأفضل مستوى لغوي ممكن مقارنة بأقرانه مع مراعاة قدرات الطفل الأخرى.

وتنصح /زين الدين/ الأهل بالانتباه لوجود بوادر أو مشكلة تأخر لغوي ما لدى الطفل من خلال تأخر ظهور الكلمة الأولى التي ينطق بها الطفل عن المعدل الطبيعي لظهورها في عمر السنة واستخدام الإشارة لطلب احتياجاته إذ لا يستطيع التعبير عن نفسه بصورة لفظية و استخدام الصراخ أو البكاء لعدم قدرته على التعبير عما يريد وعدم وضوح الكلام أو اللغة من الناحية الإنتاجية مقارنة بأقرانه اللجوء للعدوانية للرد على استهزاء الآخرين.