اسلام اباد - وام
أشاد السيد بيل غيتس المؤسس والرئيس المشارك في مؤسسة بيل وميليندا غيتس الخيرية في مقال نشر بعدد من الصحف العالمية والعربية بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للقضاء على شلل الأطفال .
وأشار بيل غيتس إلى التبرع السخي الذي تقدمت به دولة الإمارات العربية المتحدة للتحالف العالمي للقاحات والتحصين في عام 2012 حيث خصصت 33 مليون دولار لتحصين الأطفال في أفغانستان وباكستان.
كما أشاد بما قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من تبرعات سخية للقضاء على مرض شلل الأطفال في باكستان وسائر دول العالم وما عملته بشكل دؤوب لمحاربة الأفكار الخاطئة التي تحد من نجاح حملات التحصين والتلقيح وهو ما أثمر عن نجاح جهود قيادة دولة الإمارات في شمال باكستان بفضل العلاقات الوطيدة والطويلة التي تربط شعبي الدولتين.
وتطرق بيل غيتس في مقاله تحت عنوان "دول الخليج في الصدارة لتحسين حياة الشعوب الفقيرة" الى الرؤية المستقبلية لحياة الأفراد في الدول الفقيرة والتي يتوقع أن تتحسن بوتيرة متسارعة وغير مسبوقة خلال الأعوام الـ 15 المقبلة في مجال الرعاية الصحية وانخفاض معدل الوفيات بين الأطفال والقضاء على المزيد من الأمراض المعدية على نحو غير مسبوق.
كما عبر بيل غيتس عن عميق إمتنانه لهذه التبرعات المقدمة من الحكومات والأفراد في دول مجلس التعاون الخليجي إلى التحالف العالمي للقاحات والتحصين ..حيث ستسهم في إنقاذ حياة الكثير من الأطفال وستحول دون معاناة عدد أكبر منهم في المستقبل والتي تزيدهم اقتناعا بأن هذه المنطقة المهمة من العالم يمكنها أن تلعب دورا أكبر في المساعي الرامية للقضاء على الأمراض ومنع انتشارها والارتقاء بمستوى الصحة العامة لشعوب العالم الأكثر فقرا.
وأشاد بفرصة العمل التي سنحت لهم مع العديد من الشركاء المتميزين في المنطقة وغيرها من المؤسسات والتي أظهرت لهم أن حكومات ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي باتوا مستعدين للمساهمة بشكل أكبر في الارتقاء بمستوى الصحة العامة دوليا.
وتوقع أن تلعب القدرات الإبداعية لحكومات ومؤسسات وشعوب الدول الخليجية وتأثيرها الثقافي دورا مهما في المساعدة على تحقيق تقدمات غير مسبوقة في مجال الارتقاء بمستوى الصحة العامة للبشرية في كل من منطقة جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية ومنطقة جنوب آسيا واللتين يشكل فيهما المسلمون نسبة كبيرة من التعداد السكاني حيث أن المتبرعين الخليجيين يتمتعون بمكانة متميزة تؤهلهم لمساعدة تلك المجتمعات بفضل هباتهم السخية ومصداقيتهم العالية وتفهمهم لأوضاع تلك المجتمعات.
جدير بالذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " بتقديم المساعدات الإنسانية والتنموية لأبناء الشعب الباكستاني الصديق وضمن مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم ..أطلقت من خلال المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان حملة الإمارات للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال في جمهورية باكستان الإسلامية والتي تمثل ترجمة لتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة " حفظه الله " بتعزيز الجهود الرامية لدعم برامج التوعية الصحية بجمهورية باكستان الإسلامية والحد من انتشار الأوبئة والوقاية من التداعيات الصحية السلبية التي يعانيها الأطفال في المناطق المنكوبة وهي دليل على الالتزام بالنهج والمبادئ الإنسانية لمساعدة الشعوب المحتاجة والفقيرة وتطوير برامج التنمية البشرية والاهتمام بالإنسان وفئة الأطفال المحتاجين للرعاية الصحية الوقائية .
كا قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مبلغ 440 مليون درهم "120 مليون دولار أميركي" مساهمة من سموه في دعم الجهود العالمية لاستئصال مرض شلل الأطفال بحلول عام 2018 مع التركيز بشكل خاص على باكستان وأفغانستان حيث أكد سموه أن إنقاذ الأطفال من أمراض يمكن الوقاية منها هو عمل إنساني عظيم لا يتحقق إلا بتكاتف وتعاون الجميع ..مشيرا سموه إلى أنه بقيادة وتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تسعى دائما لإقامة شراكات عالمية لحل هذه القضايا الدولية المهمة.
وأضاف سموه أن الفرصة التاريخية لا تزال أمام العالم للقضاء كليا على مرض شلل الأطفال خلال السنوات الست المقبلة في ظل الانخفاض الكبير في حالات الإصابة بهذا المرض الموهن عالميا ..مؤكدا أن المجتمع الدولي قادر في هذه اللحظة الحاسمة على مواجهة هذا التحدي للقضاء على مرض شلل الأطفال وتحقيق منفعة دائمة للأجيال المقبلة.
وتعد هذه ثاني المساهمات الكبرى التي يقدمها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإيصال اللقاحات المنقذة للحياة إلى الأطفال في جميع أنحاء العالم..ففي عام 2011 أعلن كل من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومؤسسة بيل ومليندا جيتس عن شراكة استراتيجية تم خلالها تقديم مبلغ إجمالي قدره 100 مليون دولار أميركي مناصفة بين الطرفين لشراء وإيصال اللقاحات الحيوية للأطفال في أفغانستان وباكستان.
وقد نجحت حملة الإمارات للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال في مرحلتها الأولى بتطعيم 13283701 طفلا باكستانيا من خلال حملاتها التي شملت 25 منطقة بإقليم خيبر بختونخوا وإقليم المناطق القبلية فتح والتي نفذت خلال أشهر يونيو ويوليو وأغسطس وسبتمبر من عام 2014 .
كما أطلقت المرحلة الثانية من حملة الإمارات للتطعيم منذ بداية هذا العام في جمهورية باكستان الإسلامية حيث تشمل الحملة تغطية جغرافية لـ 53 منطقة منها 15 منطقة في إقليم المناطق القبلية فتح و25 منطقة في إقليم خيبر بختونخوا و12 منطقة في إقليم بلوشستان وكذلك منطقة كراتشي في إقليم السند .
وتشمل الجهود الميدانية لفرق التطعيم تطبيق خطة لإعطاء ثلاث جرعات متتالية لــ 17 مليون طفل بمجموع 51 مليون جرعة تطعيم من خلال تنفيذ 282 حملة تطعيم ثابتة ومتنقلة خلال أشهر يناير وفبراير ومارس وأبريل من عام 2015 .
وقد نجحت الحملة حتى الآن في إعطاء 28 مليونا و804 آلاف و210 جرعة تطعيم لأطفال باكستان ضد شلل الأطفال خلال شهري يناير وفبراير الماضيين.
ولاتزال الحملة التي تشهد اقبالا كبيرا مستمرة في تطعيم الأطفال خلال شهر مارس الجاري .
نقلًا عن وام