ملبورن ـ وام
اختتمت جمعية أصدقاء مرضى السرطان مشاركتها في أعمال المؤتمر العالمي للسرطان الذي استضافته مدينة ملبورن في استراليا.
وأشاد المشاركون بدور الجمعية - العضو في الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان منذ عام 2010 - في مجال محاربة السرطان و مشاركتها في المؤتمر خلال الفترة من الثالث حتى السادس من ديسمبر الجاري .. مثمنين الخطوات المهمة التي حققتها دولة الإمارات على مدى السنوات القليلة الماضية في التوعية بمرض السرطان وجمع التبرعات بجانب نجاح وفاعلية المبادرات التي تطلقها الجمعية.
ويعقد المؤتمر العالمي للسرطان كل عامين فيما يعتبر من أكثر الفعاليات أهمية على جدول الأعمال العالمي في مجال مكافحة السرطان .. ويستقطب المؤتمر مؤسسات ومنظمات من أكثر من/ 100/ دولة من أعضاء الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان .
ويسلط اختصاصيون رواد في هذا المجال .. الضوء على التحديات والتطورات التي تم تحقيقها في مجال الأورام الخبيثة والمواضيع المتعلقة بالوقاية والفحص والتشخيص والمعالجة والرعاية والبقاء على قيد الحياة وتقديم الدعم إضافة إلى إلقاء الضوء على أحدث الأنظمة الرائدة في مكافحة السرطان.
وقالت ماري جوسبوداروفيتش رئيس الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان .. إن المؤتمر العالمي للسرطان يعتبر المثال العملي الأفضل عن أهمية التعاون فيما يخص مكافحة السرطان حول العالم حيث يشارك فيه أكثر من ألفين و/ 700 / ممثلا من/ 110/ دولة.
ورحبت بمشاركة منظمات مثل جمعية أصدقاء مرضى السرطان التي تلعب دورا فاعلا في هذا الاجتماع وتعكف على تبادل معارفها وتجاربها مع الآخرين ..
مشددة على ضرورة توحيد مجتمع السرطان والعمل معا في هذا المجال.
وحول مشاركة جمعية أصدقاء مرضى السرطان في المؤتمر .. قالت أميرة بن كرم رئيس مجلس الأمناء العضو المؤسس للجمعية رئيسة وفد الجمعية إلى المؤتمر إن مشاركة الجمعية في المؤتمر العالمي للسرطان 2014 كانت متنوعة حيث تم توسيع نطاق مشاركتها في دورة هذا العام مقارنة بدورة عام 2012 التي عقدت في مونتريال.
وأضافت أن التعاون الدولي والمبادرات العالمية وتبادل المعارف مع المؤسسات الأخرى حول العالم يمثل عوامل رئيسية تدفع نحو مزيد من التقدم في تطوير استراتيجيات تعود بالفائدة على المدى البعيد ويمكن للتعاون الدولي أن يحدث تغيرات مهمة من حيث المساعدة على إنشاء نظام قوي لدعم المرضى على النطاق المحلي وتوسيع نطاق وتأثير أنشطتنا الرامية للتوعية وجمع التبرعات.
وأكدت ابن كرم أنه لهذا السبب وانطلاقا من كون جمعية أصدقاء مرضى السرطان خيرية فإنها تحرص دائما على تعزيز قيمة ريادتها الإقليمية وشراكتها العالمية .. لافتة إلى أن المؤتمر العالمي للسرطان يعد من أكثر المنابر العالمية أهمية ويمكن الاعتماد عليه في إنجاز ذلك الدور المزدوج ولفت الانتباه العالمي للإنجازات المهمة التي حققتها منطقتنا.
وأشارت أميرة بن كرم للمكونات العديدة لدعم مكافحة السرطان وسلطت الضوء على المساهمة المميزة التي يمكن أن تقدمها مؤسسات المجتمع المدني في هذا المجال بهدف تلبية احتياجات الأشخاص الذين يعيشون مع مرض السرطان والعمل معا للتأثير على إجراء تغيير في تقديم الخدمات لمرضى السرطان اضافة الى تطوير هذا الدعم واستدامته.
وأكدت ضرورة معالجة القضايا التشريعية والتنظيمية المؤثرة على رعاية مرضى السرطان والأبحاث ذات الصلة لتشكيل صيغة تحدد المعايير الأمثل لدور المجتمع المدني حيث تعتبر التوعية العامة من أبرز مكوناتها .
ونوهت بالدور المحوري الذي تلعبه قرينة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي الرئيس المؤسس لـ جمعية أصدقاء مرضى السرطان سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان .. في دعم جهود مكافحة السرطان وتزويد المصابين بالسرطان ومرضى سرطانات الأطفال على وجه الخصوص بالدعم اللازم لتحسين مستوى معيشتهم.
وتتجلى أهمية المؤتمر العالمي للسرطان في توفير منصة عالمية للخبراء الدوليين يتبادلون من خلالها الرؤى حول التوجهات المستقبلية والممارسات المحلية في مجال دعم مكافحة السرطان حيث أقيمت دورة هذا العام تحت عنوان " توحيد القوى: تسريع وتيرة التقدم " مما يسهم في تعزيز تأثير الاستثمار في المعرفة القائمة بدلا من انتظار التطورات المستقبلية لتغيير المشهد.
وسلطت جمعية أصدقاء مرضى السرطان الضوء على الجهود التي تبذلها مختلف هيئات الرعاية الصحية في الإمارات ممن تعمل بالتعاون مع الجمعية خاصة وزارة الصحة والهيئات الحكومية للرعاية الصحية وهيئات الصحة أبوظبي والصحة في دبي والشارقة الصحية وغيرها.
وأكدت الجمعية الحاجة لتوحيد مجتمعات مكافحة السرطان للحد من عبئه على الصعيد العالمي وتعزيز مزيد من الإنصاف ودمج الجهود المبذولة لمكافحة السرطان في جدول الأعمال الدولي في مجال الصحة والتنمية .
واستعرضت الجمعية في الجلسة أهمية اعتماد أدوات الدعم وتعزيز البرنامج الوطني لمكافحة السرطان باعتباره من أدوات منظمات المجتمع المدني بجانب دور الشراكات الدولية لمكافحة السرطان في دعم تنمية وتنفيذ الخطط الوطنية لمكافحة السرطان.
كما شاركت القافلة الوردية احدى مبادرات جمعية أصدقاء مرضى السرطان المتخصصة في التوعية بمرض سرطان الثدي في أحد جلسات الملصقات الإلكترونية وقدمت منصة استعرضت من خلالها أبرز إنجازات المبادرة فيما يخص التوعية بسرطان الثدي في دولة الإمارات.
وأشارت الجمعية إلى التعاون القائم بين القافلة الوردية والجامعة الكندية في دبي على مدار عام 2014 وأسفر عن نشر دراسة أكاديمية أجريت لمعالجة السلوك والموقف الذي أبدته / 496 / امرأة من مختلف المستويات الاجتماعية والديموغرافية تجاه فحوصات سرطان الثدي في الدولة .. وفيما أحيلت / 236 / امرأة ضمن هذه الدراسة إلى إجراء الفحوصات باستخدام الماموغرام / الموجات فوق الصوتية .. استجابت نسبة قليلة منهن فقط / 37 / في المائة مما يتطلب تعزيز الثقافة الصحية وتوفير المزيد من التوعية والدعم الصحي للتأثير على مخططات الحملة في المستقبل.
من جانب آخر تواجدت جمعية أصدقاء مرضى السرطان في القرية العالمية في استراليا طيلة أيام المؤتمر عبر جناح توعوي وإضافة إلى عرض مبادراتها البارزة " القافلة الوردية " المتخصصة بالتوعية بسرطان الثدي و" حديث الشامة " وهي الحملة الاجتماعية المشتركة بين جمعية أصدقاء مرضى السرطان و" نيفيا صن " للتعريف بسرطان الجلد وحملة " أنا" التي تستهدف مرضى سرطانات الأطفال ومبادرة " شنب " للتوعية بسرطانات الرجال والتي تندرج في مجملها تحت مظلة مبادرة " كشف " للكشف المبكر عن السرطان.
وعرف جناح الجمعية الزوار بمختلف مبادراتها وعكس ازدهارها من خلال جدول زمني وضع على أرضية الجناح أظهر أبرز إنجازات الجمعية منذ تأسيسها حيث قدم لزوار المؤتمر معلومات حول كل جهود مبادرات جمعية أصدقاء مرضى السرطان للتوعية وتحسين مستوى حياة الناس الذين تأثروا بهذا المرض.
وقدمت الجمعية عرضا حول " المرضى ومزودي خدمات الرعاية الصحية " وتطرقت للعلاقة بين المؤسسات غير الحكومية ودعم السرطان .. مشيرة إلى الفجوة الكامنة بين المرضى ومزودي خدمات الرعاية الصحية .. مؤكدة دورها الرائد الذي تلعبه في دعم مكافحة السرطان في دولة الإمارات.
كما أكدت الجمعية أن دعم مكافحة السرطان يتم على مختلف الصعيدين المحليى والعالمي ..فعلى المستوى المحلي يتم إطلاق مجموعة من الحملات التوعوية التي تستهدف المرضى والمجتمعات مثل " كشف " مبادرة الكشف المبكر عن السرطان وتنطوي على تفعيل قسم المرضى مما يسهل التواصل مع المرضى.
أما على الصعيد العالمي يتم دعم جهود مكافحة السرطان عبر تبادل المعارف والخبرات والممارسات المحلية والانضمام إلى المنظمات الدولية مثل الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان والمشاركة في الفعاليات الدولية ذات الصلة مثل المؤتمر العالمي للسرطان وقمة القادة العالميين لمحاربة السرطان.
وفي اليوم الثاني من فعاليات المؤتمر شاركت الجمعية في استضافة جلسة لتحديد أولويات مرض السرطان في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط بالتعاون مع مؤسسة الملك حسين للسرطان وتطرقت الجلسة للأساليب المختلفة التي تكفل نجاح التعاون القائم بين القطاعات المتعددة للتعبير عن الخطط الوطنية في مكافحة السرطان ولخصت أبرز الخطوات التي تم اتخاذها في هذا الصدد في كل من المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات.
وقدمت الجلسة تقييما مستقبليا لعام 2030 أشار إلى الكشف عن نحو مليون حالة جديدة من الإصابة بمرض السرطان مع/ 650 / ألف حالة وفاة و/ 30 - 40 / في المائة من السرطانات التي يمكن الوقاية منها.
واستقطب المؤتمر شخصيات رفيعة المستوى مثل توبيكا ماديبا زوما السيدة الأولى في جنوب أفريقيا والأميرة دينا مرعد السفير الدولي للإعلان العالمي للسرطان للاتحاد الدولي لمحاربة السرطان المدير العام لمؤسسة الملك حسين للسرطان في المملكة الأردنية الهاشمية والدكتور جون سيفرين الرئيس التنفيذي للجمعية الأمريكية للسرطان وكاري آدامز الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي لمكافحة السرطان و السير جورج اليني المدير الفخري لمنظمة الصحة الأمريكية وآخرين.