دبي - صوت الإمارات
نظم نادي «حكي فلسطيني» اللجنة الثقافية بالإمارات، أمسية حوارية عن بعد مع الروائي الكبير الدكتور إلياس خوري، ناقش خلاله روايته «أولاد الغيتو 2 نجمة البحر»، مساء أمس الأول الأحد، عبر تطبيق زووم، وأدارت الأمسية سلوى فؤاد القدومي مسؤولة اللجنة الثقافية الفلسطينية ، بالإمارات.
وقال خوري: «الكاتب مجرد وسيط بين أبطال الرواية، وبين اللغة، والرواية هي دخول على عالم كامل، ثم المقدرة على نقله، وهي رحلة في أعماق الإنسان، ومغامرة مع الوجود، وكلما أكتب رواية أكتشف، وأتعلم، وأستمتع، وكل نص أدبي هو حمّال أوجه، ومفتوح على كل الاحتمالات».
وأوضح خوري أن الجزء الثالث من رواية «أولاد الغيتو» سيصدر بعد عام، كما أن آدم بطل الرواية يجسد استعارة لشعب يشعر بأنه يتيم، وهو الشعب الفلسطيني، وجميع محاولات اندماجه فشلت لأن المجتمع «الإسرائيلي» مجتمع عنصري، ولا يقبل الآخر، آدم يعبر عن فلسطينيين ولدوا في فلسطين تحت القمع، وهم (فلسطينو 48) والمعاناة التي مروا بها، من خلال تجربة تنطرح فيها أسئلة عميقة، منها أسئلة الهوية، وأسئلة الموت، فآدم شخصية وجودية مفككة، شخصية الضحية المطلقة، وهو جزء من تاريخنا.
وأضاف لقد قررت أن أتعرف إلى فلسطين سنة 68 فسافرت إلى عمان، وقابلت أناساً عاشوا في مدينة اللد الفلسطينية، حيث مكان الجيتو، وتعرفت منهم إلى تفاصيل المأساة التي عاشوها، وواجبي، كإنسان، أن أتعاطف مع المظلومين، وأنا ابن هذه التجربة الفلسطينية، وهذا خيار شخصي، لقد كان شعورنا كلنا كعرب، أن قضية فلسطين هي قضيتنا جميعاً، ولم أكن لأقدر أن أصف حيفا لولا أني قرأت، وتعبت، وكنت أرى بعيوني كل مكان أكتب عنه، فقد درّست طلاباً فلسطينيين في نيويورك، وكنت أطلب منهم أن يزوروا حيفا، وأماكن أخرى، وأن يفتحوا «الآيباد»، ويصوروا لي الأماكن، وقد تكلمت عبر «برنامج سكايب» مع اللداوية الذين ما زالوا يعيشون في اللد أكثر من 50 مرة.
وفي إطار سؤال خوري عن مدى رؤيته للأمل في ظل الأوضاع المأزومة التي تعيشها بعض الدول العربية قال: أنا أحب الحياة، فالقيمة الأخلاقية الكبرى هي الحياة نفسها، ورغم أننا نعيش مرحلة ما بعد اليأس، إلا أننا لا بد أن نعود دائماً للبدايات، مذكّراً الحضور بيونس، بطل رواية باب الشمس، ورغم أننا نمر بكوارث لكن علينا أن نتمسك بالحياة، والكتابة هي مع الحب، ومن دون الحب لا توجد كتابة، وطالما الإنسان يستطيع أن يحب فهو يستطيع أن يعيش، الكتابة هي فعل حب حقيقي، وبلا حب، لا يمكن أن نعيش، ولا يمكن أن نكتب.
وحول رسالة الرواية أكد خوري أن الرسالة الأساسية هي علاقة الحق بالحقيقة، حقنا حقيقي، ونحن لسنا مضطرين أن نخترع حقيقة، نحن موجودون، والحق والحقيقة شيء واحد، كما أن الجيل الجديد من الشباب والشابات اليهود بالجامعات الأمريكية صاروا ضد «إسرائيل»، وأنا لبناني، لكن أحب فلسطين لأن أرضها مجبولة بدماء الشهداء الطاهرة، موضحاً أن جيتو اللد لم يكتب عنه أحد فيما مضى، خاصة عن تفاصيل حياة الناس فيه، وعن حرق جثث الفلسطينيين هناك.
وأوضح أنه لن يكتب مذكراته لأن من يكتب سيرته الأدبية، أو الذاتية، يجب أن يكون شخصاً على درجة عالية من الأهمية، مثل الشهداء، موضحا أنه فقط يؤدي واجبه الإنساني في هذه الحياة.
وذكر أن الجزء الثالث من رواية أولاد الغيتو يتطرق لمسيرة الموت المأساوية التي كان فيها عدد القتلى الفلسطينيين مرتفعاً جداً، خاصة كبار السن، أما بالنسبة لشرط السلام فهو حق العودة، ومن يريد العودة يجب أن يسمح له بذلك، وكذلك لا بد من إعادة بناء القرى الفلسطينية التي محيت من مكانها.
وقـــــــــــــــد يهمك أيــــــــــــــــضًأ :
بدء الملتقى في "كتاب الإمارات" لمناقشة قضايا حيوية في "الرواية"
الرواية الكاملة لإصابة ابنة وعد السعودية بفيروس "كورونا" والفنانة توجّه رسالة