أم القيوين - صوت الإمارات
قام نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان صباح أمس الاربعاء بزيارة تفقدية لمركز الشيخ خليفة للأبحاث البحرية في إمارة أم القيوين الذي تم انشاؤه ضمن مبادرات رئيس الدولة،الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حرصا منه على تطوير العمل في الأبحاث والدراسات التي يجريها المركز لحماية الثروة السمكية والحفاظ على البيئة البحرية نظيفة خالية من التلوث.
رافقه خلال الجولة وزير البيئة والمياه، الدكتور راشد أحمد بن فهد ونائب وزير شؤون الرئاسة رئيس لجنة تنفيذ مبادرات رئيس الدولة أحمد جمعة الزعابي .
وأكد الشيخ منصور بن زايد أن هذه المبادرة تعكس الاهتمام الكبير الذي يوليه رئيس الدولة، لثرواتنا الوطنية كمخزون استراتيجي للأجيال اللاحقة.
كما ثمن الجهود الكبيرة التي تبذلها لجنة مبادرات رئيس الدولة لترجمة هذه المبادرات على أرض الواقع.
وتجول في أقسام المركز، حيث اطلع على المفقس الذي يضم أحواضا خاصة يتم فيها إنتاج يرقات وإصبعيات الأسماك، حيث استمع لشرح حول مراحل التفقيس، ثم شاهد كيفية تجميع أمهات الأسماك في حوض مياه كبير لتغذيتها، وإعدادها لوضع بيوضها التي تجمع وتنقل للأحواض الخاصة بتفقيسها.
وأوضح وزير البيئة والمياه الدكتور راشد أحمد بن فهد إن الدولة تبنت أهدافا استراتيجية طويلة الأمد تتمحور حول المساهمة في تعزيز الأمن الغذائي والأمن البيئي بالدولة بهدف حمايتها من التلوث والمحافظة عليها واستدامتها للأجيال الحالية والقادمة.
منوها بأن الحكومة قد أولت اهتماما بالبيئة البحرية والساحلية وصون مواردها الطبيعية، وقد جاء ذلك مواكبا للطفرة التنموية التي تشهدها الدولة، وأشار إلى أن تقنية استزراع وتربية الأحياء المائية تساهم بحوالي 50% من الإنتاج العالمي من الأحياء المائية، وذلك وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"، لافتا إلى أنه في ضوء تناقص المخزون السمكي، ومع ازدياد الطلب على الأحياء المائية ازدادت أهمية التركيز على هذه التقنية وتطويرها على المستوى العالمي وان الصيد الجائر يعتبر إحدى الضغوط التي تؤثر على استدامة المخزون السمكي.
ولفت "أصبحت علامات الاستغلال المفرط للموارد المائية الحية وتدهور بعض النظم البيئية من القضايا المهمة التي تواجهها الدولة، مشيرا إلى أن التقارير قد أوضحت بأن هناك انخفاضا ملحوظا بنسبة انخفاض تعادل 25.2% في كمية المصيد في دولة الإمارات، بالإضافة إلى انخفاض المخزون السمكي القاعي نحو 88% في مياه الدولة التي تطل على الخليج العربي، و94% في مياه الدولة التي تطل على بحر عمان وذلك وفقا للمقارنة بين الدراسة المسحية التي تمت من قبل الفاو في عام 1978 والدراسة المسحية التي أجريت على المستوى دول مجلس التعاون للخليج العربي للأسماك القاعية 2008-2011"، ولفت بأن هذه النتائج تعتبر إنذارا وتنبؤا بما سوف تؤول إليه حالة الثروة السمكية والمصائد، حيث من المتوقع اذا استمر التدهور بنفس الوتيرة فإنه خلال العقدين القادمين سوف تختفي معظم الأسماك الاقتصادية القاعية من مياه الدولة الإقليمية وهو بمثابة ناقوس الخطر الذي يدق مستقبل ارصدتها مما سيؤدى إلى اختلال وضع الأمن الغذائي والذي يعتبر أحد الأهداف الاستراتيجية للوزارة.
كما أوضح ابن فهد بأن صناعة تربية الأحياء المائية تعتبر أحد أسرع القطاعات المنتجة للأغذية نموا على المستوى العالمي وأكثرها إتجارا على النطاق العالمي.
منوها بأن الوزارة قامت في هذا السياق بوضع الأسس لعمليات تربية وإنتاج الأحياء المائية عبر وضع الاشتراطات اللازمة للاستزراع المستدام وذلك ضمن استراتيجية الوزارة في تعزيز المخزون السمكي والأمن الغذائي في الدولة.
وأشار إلى أن مركز الشيخ خليفة للأبحاث البحرية سيكون له دور ريادي في مجال تطوير وتشجيع تقنية استزراع وتربية الأحياء المائية في دولة الإمارات والمنطقة.