لندن ـ ماريا طبراني
كشف مجموعة من العلماء الباحثين أن دور ألوان ريش الطيور لا يقتصر على التباهي بها في عالم الحيوان، ولكن يبدو أنها أيضًا وسيلة ذكية للحفاظ على الريش حتى لا يتلاشى مع مرور الوقت. فعلى عكس الشعر البشري، ريش الطيور لا يتحول إلى اللون الرمادي مع تقدمهم في السن، وقد كشف الباحثون طريقة الحفاظ على الريش مشرقًا، وذلك عن طريق تغير البنية النانوية للريش ليعكس الضوء بطرق مختلفة، بدلًا من استخدام المواد الملونة للطيور.
وهذا يسمح للحيوانات لخلق أنماط معقدة، إذ تتغير هذه الهياكل في الريشة الواحدة بحيث تبدو أن لديها ألوان متعددة، وهذا الاكتشاف يمكن أن يساعد في تمهيد الطريق لأنواع جديدة من الدهانات والملابس التي لا تبهت ألوانها مع مرور الوقت.
وذكر الدكتور أندرو بارنيل، وهو باحث الفيزياء الحيوية في جامعة شيفيلد: "هذا الاكتشاف يعني أنه في المستقبل، يمكننا أن نخلق مواد طلاء ملونة صناعيًا طويلة الأمد، فالتكنولوجيا الحالية لا يمكن أن تجعل اللون بهذا المستوى من السيطرة والدقة، فنحن لا نزال نستخدم الأصباغ والمواد الملونة". وأضاف: "لقد تعلمنا الآن كيفية إنجاز ذلك، وبذلك سيمكننا أن نبدأ في تطوير مواد جديدة مثل الملابس أو الدهانات باستخدام هذه الأساليب".
ووجد الباحثون ريش الطيور، الذي انتقل من الأشعة فوق البنفسجية إلى اللون الأزرق ثم الأبيض، مصنوعًا من مادة الكيراتين الأسفنجية. وعلى الرغم من أن هذه هي نفس المادة التي يتكون منها الشعر البشري والأظافر، إلا أنها في الريش لديها بنية مختلفة.