الطيور الطنانة

كشف الباحثون أن الطيور الطنانة التي تخفق بأجنحتها 50 مرة في الثانية، تقوم بمناورات مذهلة في الهواء وتميل إلى الاستعراض عند وجود منافسيها.

وتتميز هذه الطيور بسرعتها التي تفوق سرعة الطائرات المقاتلة الحديثة، وأوضح الباحثون أن هذا يرتبط بقدرة عضلات هذه الطيور التي تستطيع توليد موجات قصيرة من خلال القوة المكثفة في أجنحتها.

ودرس الباحثون حركة 20 طائرًا طنانًا باستخدام حظيرة مصممة خصيصًا ومزودة بكاميرات عالية السرعة تلتقط 200 لقطة في الثانية، وتحظى الطيور الطنانة التي يبلغ طولها 11 سم وتتواجد في أميركا الشمالية بريش ذي لون أحمر زاهٍ حول رأسها لجذب الشريك.

وبيّن عالم الحيوان في جامعة كولومبيا البريطانية في كندا والذي قاد البحث البروفيسور دوغ ألتشولير، أن الطيور ربما تغير العروض المثيرة التي تقدمها في الهواء حتى تتجنب التعرض للطعن بواسطة مناقير الطيور الأخرى.

وأضاف الباحثون أن الطيور الطنانة ربما تؤدى عروضًا في الهواء تجنبًا للمنافسين المحتملين، وغالبًا ما تشترك ذكور الطيور الطنانة في القتال في الجو مستخدمة مناقيرها مثل الصيف الطويل.

وكتب البروفيسور دوغ في مجلة "إي لايف" حول الموضوع: "تحلق الطيور الطنانة بسرعات عالية ولديها قدرة كبيرة على القيام بمناورات معقدة في الهواء، وكانت نتيجة وجود بعض المنافسين زيادة الانحناء أثناء الدوران في الهواء، وتمثل الأدوار التي تلعبها الطيور في الهواء إستراتيجيات مختلفة لتغير الاتجاه، ويتطلب الانحناء وقتًا أقل لكنه يستخدم لتغير الوجهة بشكل بسيط، إلا أن الدوران بشكل كامل يستغرق وقتًا أطول لكنه يستخدم لتغير الوجهة بمقدار 180 درجة، وتنطوي تفاعلات الطائر الطنان على 557 اتصالًا مباشرًا، فضلًا عن إمكانية الطعن بالمناقير، وربما يجعل التحول البطيء الطائر أكثر حساسية خلال المنافسة".

واستخدم الباحثون نظم التتبع الآلي لتسجيل حركة الطيور في الغرفة الكبيرة، وسجلت الكاميرات قيام الطيور برحلات فردية بحضور أحد المنافسين، وأظهرت أبحاث سابقة أن الطيور الطنانة من أسرع المخلوقات على كوكب الأرض، حيث تسافر هذه الطيور بمقدار 385 بطول الجسم في الثانية، في حين أن الطائرة المقاتلة تسافر بمقدار 150 فقط في الثانية، وتطير هذه الطيور في المباني بسرعة 93 كيلو متر في الساعة ولكن قدرتها على المناورة لا مثيل لها.

وأفاد البروفيسور بروغ وزملاؤه، بأن قدرة عضلات هذه الطيور تعد العامل الأساسي في قدرتها على المناورة بغض النظر عن العوامل الفسيولوجية الأخرى مثل حجم الجناح.
ووجد الباحثون أنه عندما تحلق هذه الطيور منفردة فإن الطائر الذكر ينحني ليغير اتجاه بنسبة 18% من الوقت ويدور بنسبة 82% من الوقت، وعند حضور المنافس يستخدم الطائر الانحناء بنسبة 32% والدوران بنسبة 68%.

وأضاف البروفيسور: "يتطلب اللف من الطائر أن يبطئ سرعته، وهو ما قد يجعل الطائر هدفًا للعدوان من قبل المنافس، وأثبتت دراسات أخرى أن الطائر الطنان يستخدم منقاره مثل خناجر الطعن، ونعتقد أن هذه الطيور تفضل الانحناء أثناء المنافسة".

وذكر عالم الحيوان في جامعة كولومبيا البريطانية والمؤلف الرئيسي للدراسة باولو سيجري: "مسابقات طائر الطنان تتألف عادة من خدع ومطاردات وسلوكيات التجنب، بينما كان الاتصال الجسدي الفعلي نادرًا ولم تصب الطيور خلال المسابقة ما جعل الأداء رائعًا في المناورات الجوية".