أبو ظبي - سعيد المهيري
استقبلت جزيرة صير بني ياس، المحمية الطبيعية المعروفة باحتضانها عددًا كبيرًا من الحيوانات البرية الطليقة والمهددة بالانقراض أخيرًا، مجموعة من حيوانات الطهر العربي، المعروف محليًا "بالوعل العربي" وهو من فصيلة البقريات، المهددة بالانقراض.
وجاءت هذه الخطوة نتيجة تضافر جهود كل من فريق الحماية البيئية في جزيرة صير بني ياس، وهيئة البيئة أبو ظبي، وشركة البراري لإدارة الغابات، التي تتولى إدارة الحياة الطبيعية والعناية بالحيوانات في الجزيرة، ومركز البستان لتكاثر الحيوانات، وهي محمية طبيعية للحيوانات البرية، غير ربحية تتخذ من الشارقة مقرًا لها.
وتهدف هذه العملية إلى وضع برنامج متخصص يهدف إلى إكثار حيوانات الطهر العربي في كل من "مركز البستان" وفي جزيرة صير بني ياس، في الوقت نفسه مع ضمان أن تتكيف هذه الحيوانات مع البيئة الطبيعية للجزيرة، كما يتضمن البرنامج تحضير الطهر العربي وإعدادها للتأقلم مع الحياة البرية من خلال تعريفها بمواطنها الجديدة التي كانت تنتشر في هذه المناطق في الماضي.
وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة "البراري" لإدارة الغابات في أبو ظبي، وصاحب مركز "البستان" لرعاية الحيوانات في الشارقة، أحمد عبد الجليل، أنَّ "العالم يشهد فقدانًا متسارعًا لأنواع كثيرة من الحيوانات، نتيجة فقدانها موطنها الطبيعي الذي ترعى وتتكاثر فيه".
وأوضح عبد الجليل أنَّ الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أقرَّ منذ وقت، "بضرورة تحمل المسؤولية تجاه البيئة الطبيعية وضرورة المحافظة عليها كما فعل أسلافنا لتنعم بها أجيالنا المقبلة، ونحن اليوم نلتزم ببرنامج حماية البيئة لأهميته في الحفاظ على التراث الطبيعي والتاريخي لدولة الإمارات العربية المتحدة من جهة، وتعزيز الرؤية المستدامة لمستقبلنا من جهة أخرى".
ومن جهته، صرّح المدير العام للعمليات في جزيرة صير بني ياس ماريوس برينسلو، قائلًا "نحن مسرورون بعودة حيوان الطهر العربي مرة أخرى إلى ربوع جزيرة صير بني ياس بعد غياب طويل، ويعد هذا الحدث علامة فارقة وقصة نجاح تستحق أن نخبرها إلى سكان الإمارات والعالم أجمع، كما يمثل هذا المشروع فاتحة لعصر جديد تعيد فيه الجزيرة وشركاؤها تأهيل حيوانات الطهر العربي وإكثارها بالتعاون مع عدد من المنظمات المحلية والدولية الأخرى".
وتقيم حاليًا حيوانات الطهر العربي، التي جرى إحضارها من مركز البستان، في منطقة خاصة تحاكي إلى أبعد حدود بيئتها الطبيعية، تبلغ مساحتها 66 هكتارًا تم تجهيزها سابقًا، حيث ستحظى هذه الحيوانات بالمراقبة والرعاية الفائقة لضمان تأقلمها مع الحياة الجديدة في جزيرة صير بني ياس.
وتتيح لفريق البحث إجراء الدراسات وإعداد قاعدة بيانات مفصلة حول الطهر العربي، كما سيتم إجراء دراسة وافية وشاملة للنظام الغذائي، بهدف إدخال النباتات الأصلية وزراعتها في مواطنها الطبيعية، وذلك عندما يتم إطلاقها مرة أخرى في البرية بجزيرة صير بني ياس، حيث ستكون قادرة على الرعي من مصادر غذائها الأصلية التي تجدها في بيئتها الطبيعية.
وعبَّرت المديرة التنفيذية لقطاع التنوع البيولوجي البحري والبري في هيئة البيئة في أبو ظبي الدكتورة شيخة سالم الظاهري، عن "سرورها وفخرها بعودة حيوان الطهر العربي إلى موطنه الأصلي في جزيرة صير بني ياس".
وأضافت الظاهري "كانت إعادة إطلاق الحيوانات الأصلية في بيئتها الطبيعية مهمة ليست سهلة على الإطلاق، فقد تم تخصيص فريق من الخبراء والمشرفين الذين يمثلون مختلف الجهات المعنية من هيئة البيئة في أبو ظبي، وشركة التطوير والاستثمار السياحي، والبراري لإدارة الغابات، ومركز البستان ومجموعة متخصصة من الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة.
وأبرزت أنَّ الفريق وضع خطة مشابهة إلى حد بعيد للمبادئ التوجيهية الدولية المتبعة في مجال إطلاق الحيوانات ونقلها، مما أسهم في تتويج نجاح الفريق وإطلاق حيوان الطهر العربي في جزيرة صير بني ياس.
وتابعت الظاهري "نأمل أن تتأقلم حيوانات الطهر العربي في بيئتها الجديدة وتتكاثر لتتيح لنا في المستقبل فرصة إطلاق أعداد أخرى في البرية، وبالتالي تحسين سلالتها وتنويعها، كما أن إطلاق هذه الحيوانات في الجزيرة سيشكل فرصة للمختصين في مجال البيئة لمعرفة المزيد عن الطهر العربي، وسلوكه وصفاته، والتي ستشكل دراسة قيمة سيتم استخدامها كنموذج في مناطق مختلفة من الإمارة.