ارتفاع نسبة العيوب الخلقية في شمال شرق الأرجنتين

ظهرت مجموعة من الصور لحيوانات مشوهة كأنها من فيلم رعب مع كلب أسود يمتلك صندوقا صغيرا على أنفه، وكتكوت صغير بأربعة أرجل بدل اثنين، وخنزير بثمانية أرجل وماعز برأسين، وطفل خنزير مع بشرة رقيقة جدا يمكن رؤية الدم وهو يتدفق في عروقه بين عضلاته. ورصدت هذه الحيوانات في الأرجنتين عبر جو من الغموض، وذكر مربو الخنازير دايمارو فالاديز فاسكيز كيف ولد لديه خنزير صغير مع جلد رقيق لكنه توفي بعد بضعة لحظات، وعندما كان على قيد الحياة كان يمكن رؤية الدم وهو يتدفق في جمع أنحاء جسمه.

وولد جرو آخر أسود اللون لقب بدوبي ويشبه أفلام هاري بوتر، ولديه صندوق صغير على أنفه، ومات بعد أيام من ولادته في عام 2014، وقال صاحبه إدواردوا لادين إنه صدم لأن أحد الجراء لديه صندوق بدل الأنف، وتابع " كان يشبه الجراء الأخرى ولكنه مختلف بطريقة ما، وفي البداية أعتقد أنه مات ولكن عندما رأيته يتحرك ويحاول الرضاعة ساعدته على الوصول إلى أمه كي يرضع ولكن بقي أنفه عائقا." وكان هذا الجرو ضمن مجموعة ولدت في اليوم نفسه عددها 11 جرو كلها ولدت بصحة جيدة وطبيعية، وأضاف "دهشت لمدى سرعة انتشار الخبر، والكثير من الناس أتوا في جولة صغيرة والتقطوا الصور والفيديو، وذكر أحد الأطفال الذين جاءوا في جولة ما أن الكلب يشبه حيوانا ظهر في فيلم هاري بوتر".

واسترسل "أشعر بالقلق من احتمالية وجود شيء في الهواء أو التربة أو المياه يسبب هذا، فنحن نعيش على بعد 15 كم فقط عن قرية ولد فيها حيوان مشوه في الماضي." ووجد كل من الجرو والخنزير الصغير بالقرب من قرية بامبا دي لوس في منطقة كوبا التابعة لمقاطعة استيرو سانتياغو ديل في شمال الأرجنتين. وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن التشوه كان نتيجة لاستخدام المبيدات على الأراضي الزراعية في المنطقة رغم أنها اعترفت أنها لم تر شيئا مماثلا من قبل، وقال إدواردو "تلقينا مكالمات من الناس يقولون إن هذه الحيوانات شر وعلينا قتلها أو حرقها لكننا نعرف أن هذا الكلام مجرد خرافات، فهذه طفرات وليست شرا."

وظهرت أيضا بقرة برأسين و6 أرجل في المنطقة نفسها، وفي قضية منفصلة ولد في مدينة ريوهاتشا الواقعة على البحر الكاريبي في شمال كولومبيا خنزير يبدو مثل الإنسان برأس على شكل فيل وعيون مشوهة دون شعر، ولقب بالفيل الخنزير الصغير، وفوجئ المزارع خوان فرنسيسكو فاسكويز اكتشاف ولادة غريبة في مزارعهم فقد ولد خنزير مشوه وتوفي بعد وقت قصير بعد أن عضته أمه حتى الموت.

وذكر" كان لدينا عشرات من الخنازير لكن المولود الرابع بدا مشوها للغاية فعضته أمه حتى مات، أنا لست متأكدا إذا كانت الأم فعلت هذا لأنها لم تدرك أن هذا ابنها، أو لأن غريزتها جعلتها تفعل ذلك." وفي قضية أخرى ولدت ماعز بلا عيون ولا آذان ولا ذيل وصلعاء، ويلقي بعض السكان المحليين اللوم على الأرواح الخرافية لكن البعض الآخر يعرف أن اللوم يعود إلى الطفرات التي تسببها المواد الكيميائية القاسية مثل غلابفوسيت التي تستخدم مبيدا للآفات. وأضاف " يقول بعض الناس إن هذه التشوهات بسبب أسطورة المولا وكانت هذه امرأة بلا أخلاق ممن ارتكبت زنا المحارم مع شقيقها ووالدها وتحولت إلى حمار وتمشي في الأرجاء ليلا مسببة ضوضاء غريبة بسبب سلاسل الحديد التي تكبل ساقها." وتابع " لكن أعتقد أن الأمر يعود للمواد الكيميائية، أريد أن أجري التحاليل ويجب على الحكومة المحلية أن تحقق في الأمر."

تعد الأرجنتين المستهلك الأكبر في العالم لهذا المنتج المثر للجدل الذي يستخدم في المحاصيل المعدلة وراثيا، وتصنع بريطانيا هذا المنتج الذي يستخدم على محاصيل فول الصويا المعدل وراثيا والقطن. ويدرس صناع سياسية الاتحاد الأوروبي فرض حظر على المواد الكيميائية الضارة المعروفة بتسببها بتشوهات خلقية للبشر أو الحيوانات، ويزل نحو 12 مليون أرجنتيني فول الصويا في المناطق الريفية، وأصبحت عدد التشوهات أكثر بأربع أضعاف على مدى التسع سنوات الماضية، وتزداد في بعد المحافظات إلى 9 أضعاف.

ووجد مزارع دنماركي استخدم فول الصويا المعدل وراثيا الذي تعرض للمبيدات أن عدد العيوب الخلقية زادت في المواليد الجدد، فقد ولد لديه خنزير مع عين كبيرة واحدة، وولد آخر مع ثقب في الجمجمة، ومع لسان فيل ضخم وخنزير أنثى مع خصيتين. وأوضحت مديرة حماة البيئية سيلفانا بوغان من الأرجنتين " هناك أدلة علمية كافية في الأرجنتين وبقية أنحاء العالم تثبت الضرر المطلق للمبيد على صحة الإنسان والحيوان عندما يستخدم بشكل مكثف في إنتاج الغذاء، وهناك أدلة على أن التغيير لاستخدام المحاصيل المعدلة وراثيا أدت إلى حصول تغيرات هرمونية وراثية للحيوانات."