أسماك البروس تستخدم خدعة كيميائية لاختيار الذكور

تخصب بويضات الأسماك بسحب من الحيوانات المنوية من الذكور المتعدة ولكن لا توجد اختبارات لمعرفة مدى خصوبة الذكر لذلك تحاول الإناث التأكد بداية من الحصول على أفضل الذكور، وكشف علماء الأحياء أن نوع من الأسماك الملونة وضع خدعة كيميائية جديدة لاختبار خصوبة ولياقة الذكر وهو ما يعد عاملا حاسما في اختيار الأنثى للذكر، ويتم تخصيب البيض خارجيا في معظم الأسماك والبرمائيات، حيث تطلق الإناث بيضها في الماء بينما يتبعها الذكور ويطلون سحب من الحيوانات المنوية، وإذا أسرع أحد الذكور يمكنه إطلاق حيواناته المنوية الخاصة به سريعا، وفحص باحثون في جامعة كاليفورنيا في أسماك البروس التي تعيش في المياه الدافئة للبحر الأبيض المتوسط، وتبين أن إناث هذه الأسماك تحول الوضع لصالحها باستخدام خدعة بيولوجية، وتتودد الذكور إلى الإناث من خلال بناء أعشاش من الطحالب ورعاية البويضات المخصبة، بينما تشاهد الذكور الأصغر حجما تتسكع حول عش الذكور الأكبر، كما تحوم الذكور متوسطة الحجم حول العش وتطارد الذكور الأصغر، إلا أن كل من الذكور الصغار هم آباء هاربون يحاولون إخصاب البويضات دون الالتزام برعايتهم.

وكشف الباحثون عن قدرة إناث الأسماك  على التكاثر بشكل انتقائي للذكور على الرغم من عدم قدرتهم على السيطرة على محاولات الذكور الأصغر، ووجد الباحثون أن إناث الأسماك تطلق السائل المبيضي بعد إطلاق البيض في المياه المحيطة بها ما يعزز أفضل الحيوانات المنوية ويمهد الطريق أمام الباحثين الأبطال للوصول إلى البيض، وأفاد الباحثون أن هذه الخدعة ناجحة للغاية وتمنح الإناث سيطرة أكبر على الإخصاب واختيار الذكور أكثر مما كان يُعتقد عن الإخصاب الخارجي، وأوضحت البروفيسور سوزان ألونزو عالمة الأحياء في جامعة كاليفورنيا: "تطلق الذكور الخارجية حيوانات منوية أكثر من ذكور العش وربما تعتقد أن ذلك سيمنحهم فرصة أكبر لتخصيب البيض إلا أن السائل المبيضي الذي تطلقه الأنثى يزيل هذه الميزة".

واختبرت ألونزو وفريق العمل تأثير السائل المبيضي في المختبر وحاولت تخصيب البيض في أطباق بيتري دون السائل المبيضي، وأظهرت النتائج أن السائل يعزز سرعة سباحة الحيوانات المنوية أثناء بحثها عن البيض وهو ما يدعم الكيف عن الكم، ولا يقتصر الأمر على كون ذكور العش أكبر عمرا وحجما لكنها تنمو أسرع عن الذكور الخارجية عندما يكونوا أحداثًا صغيرة ما  يعني أن ذريتهم على الأرجح تفعل نفس الشيء، وتابعت ألونزو " تفتح هذه النتائج عالما جديدا من الاحتمالات، وعندما نفكر في أسباب تصرف الأنواع البحرية بهذه الطريقة فإن جزء مما نراه يعتمد على مستوى خفي من التفاعلات بين الذكور والإناث أو بين البيض والحيوانات المنوية، وبالتالي من المنطقي أن تشاهد الآثار في الجهاز التناسلي، ولكن حدوث ذلك في الماء يجعله مدهشا"، ونشرت النتائج في مجلة Nature Communications.