صورة توضيحية لتحليل العلماء لنظام الأصوات لدى التماسيح والطيور

كشفت دراسة جديدة أن الديناصورات تصدر صوت يشبه الهديل الضعيف بدلا من ذلك الصوت الذي يهز الأرض كما ظهر في فيلم الحديقة الجوراسية في السنيما، وفحصت الدراسة كيف تصدر الطيور باعتبارها الأسلاف الحديثة للديناصورات نداءات من أفواهها المغلقة باستخدام جهاز صوتي متخصص في أعناقهم، وأوضح الباحثون أنه بالنظر إلى كيفية تطور هذه القدرة في الطيور يمكن تسليط الضوء على كيفية إنتاج الديناصورات إلى الصوت أيضا، ويتم إصدار الأصوات في الطيور ذات الأفواه المغلقة من خلال دفع الهواء في أعناقهم، ما يخلق صوتا مكتوما أكثر عمقا من النداءات الأخرى التي تصدرها الطيور، وتستخدم الحمائم نفس الطريقة لإصدار صوت الهديل كما تستخدمها النعام للدعوة للتزاوج

وبيّن تشاد ألياسون باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة تكساس والمؤلف المشارك في الدراسة أنه "بالنظر إلى الأصوات التي تصدرها الطيور ذات الأفواه المغلقة التي تعيش حاليا يمكننا معرفة كيفية إصدار الديناصورات للأصوات، وتشير نتائجنا إلى تطور أصوات الفم المغلق 16 مرة على الأقل في الأركوصورات وهي مجموعة  تضم الطيور والديناصورات والتماسيح، ومن المثير للاهتمام أن الحيوانات ذات الجسم الكبير نسبيا فقط هي التي تستخدم صوت الفم المغلق".

واستخدم الباحثون المنهج الإحصائي لتحليل توزيع القدرة الصوتية بين الطيور ومجموعة الزواحف لإجراء الدراسة، وحدد الباحثون في المجمل 52 من 208 نوعا من الطيور التي استخدمت أصوات الفم المغلق، وأفاد البروفيسور توبياس ريدي عالم الأحياء في جامعة ميدويسترن والمؤلف الأول للدراسة أن ارتباط الأجسام الكبيرة مسألة فيزيائية، مضيفا " التضخم في التجويف المرن يحدث تحدي يعتمد على الحجم، حيث أن ضغط الرئة المطلوبة لتضخيم التجويف يعتمد على ضغط جدار التجويف ويزيد هذا الضغط بالنسبة للأحجام الأصغر جسما"، وعلى الرغم مما تسده أفلام هوليود إلا أن العلماء لا يعرفون سوى القليل عن الأصوات التي تنتجها الديناصورات وأقاربهم المنقرضين، ولم تستطع الأدلة الأحفورية تقديم معلومات حول الأنسجة اللينة اللازمة لإنتاج الأصوات والتحكم فيها، ومع ذلك تصدر كل من الطيور والتماسيح أصوات الفم المغلق ما يمنحنا أدلة حول كيفية تواصل الديناصورات، وتنقل الضوضاء التي يتم إنتاجها من خلال دفع الهواء في المرئ الصوت عبر الجلد والعضلات.

وتنتج أصوات الفم المغلق في التماسيح نداءات عميقة هادرة يمكنها جعل الماء يتراقص بسبب الاهتزازات، وفي الديناصورات الكبيرة من المرجح أن تكون النداءات عميقة جدا حتى أنها ربما تتعدى حدود سمع البشر، ما يزيد من احتمال التشويث الذي تستخدمه الحيوانات وهو ما تقوم به الثدييات الكبيرة مثل الأفيال اليوم، وبين البروفيسور ريدي أن استخدام أصوات الفم المغلق في التماسيح والطيور يجعل من المرجح أن بعض الديناصورات طورت هذه الطريقة للتواصل، مضيفا " الشئ الجيد في هذا العمل هو إظهار أن أصوات الفم المغلق تطورت عدة مرات، ويشير ذلك إلى إنتاجها بسهولة وإدراجها ضمن عروض التزواج"، وأوضحت البروفيسور جوليا كلارك التي تدرس العصور القديمة في مدرسة جاكسون للعليوم الجيولوجية والتي شاركت في الدراسة أن الدراسات الجينية والنمذجة ربما تساعد في كشف المزيد من الضوضاء التي تنتجها الديناصورات، وتابعت " لمعرفة ما تبدو عليه الديناصورات نحن بحاجة إلى فهم كيفية نطق الأصوات لدى الطيور الحية، فربما نكتشف أن الديناصورات كان لديها ريش أو انتفاخ في الأعناق فضلا عن أصوات الفم المغلق".