لندن ـ كاتيا حداد
كشفت دراسة حديثة أن الضفادع والعلاجيم تمتلك نظام رؤية ليلية متطورًا أكثر من جميع الحيوانات الأخرى، إذ يتمكنون من رؤية وتمييز الألوان في الظلام الدامس الذي يصعب على الإنسان الرؤية خلاله. ووفقًا لما أوردته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فقد أكدت الدراسة أن هذا النظام المتطور يعزو إلى شبكة من الخلايا الخاصة في شبكية عين الضفدع.
وتمتلك معظم الفقاريات، بما في ذلك البشر، نوعين من الخلايا البصرية في شبكية العين، هما الخلايا المخروطية والعصوية، أما الأولى فتمكننا من رؤية الألوان والتمييز بينها لكنها تتطلب وجود بيئة مضيئة للغاية وتتوقف عن العمل في ظروف الإضاءة المنخفضة. أما في الظلام الحالك، فيأتي دور الخلايا العصوية التي تمكن البشر من الرؤية في الظلام ولكن باللونين الأبيض والأسود.
ولكن في حالة الضفادع فتتألف الخلايا العصوية من نوعين مختلفين من الحساسيات، إلا أنها لم تتم ملاحظتها لدى الفقاريات الأخرى. وهذا هو السبب الذي دعا الباحثين القائمين على الدراسة، في العكوف على دراسة نظام الرؤية الليلية لدى الضفادع والعلاجيم.
وقالت البروفيسورة وأستاذة علم الأحياء الحسي في جامعة "لوند" السويدية، ألموت كيلبر إنه لأمر مدهش أن ترى الضفادع الألوان في الظلام الحالك، وصولاً إلى الحد الأقصى للنظام البصري، مضيفة أن نتائج الدراسة لم تكن متوقعه بالنسبة إليها..
واكتشف الباحثون في المرحلة الثالثة من التجارب أن الضفادع تستطيع استخدام الخلايا العصوية لديهم لتمييز الألوان في الظلام المدقع، فمن الشائع أن تتواجد الضفادع والعلاجيم في بيئة يتفشى فيها الظلام بشكل طويل الأمد، مثل الجحور والممرات المظلمة، فحينها تحتاج إلى مخرج سريع.
وعكف الباحثون أيضًا على دراسة مدى استخدام الضفادع والعلاجيم نظام رؤية وتمييز الألوان لديها أثناء التكاثر أو الصيد، ووجدوا أنها تتوقف عن استقبال معلومات عن الألوان حولها بشكل شديد السهولة أثناء التكاثر، لكنها تستمر في استخدام هذا النظام للبحث عن الطعام في البيئة المظلمة.