أوقات السعادة والحزن لدى الفئران

كشف باحثون في دراسة حديثة عن معنى جديد لعبارة "سعيد جدًا" بالنسبة إلى الفئران، حيث توصل الباحثون لأول مرة، إلى عظمة الوجه التي تشير إلى أن الفئران في حالة سعادة، وقالوا إن استرخاء الآذان مع درجة لون "وردي ملحوظ" يمكن أن تكون كشفًا لحقيقة جديدة، وذلك بعد أن كانت التحليلات السابقة لتعابير وجه القوارض تركز على التعابير التي ترتبط مع الحالات العاطفية السلبية، وقال العلماء أن الرؤية الجديدة لها آثار على رعاية الحيوانات المحبوسة في أقفاص.
وقال لوكا ميلوتى، خبير سلوك الحيوانات في جامعة برن وأحد معدي الدراسة، أن البحث يمكن أن يساعد في التعرف على حالات الحيوان، عندما يكون غير سعيدًا أو يشعر بالألم، حيث يساعد على تحسين نوعية حياة الحيوانات وفقًا لتقارير ناشيونال جيوغرافيك، وأوضحت الدراسة الجديدة التي نشرت في مجلة "بلوس واحد"، أن الباحثين فحصوا الاختلافات في تعابير الوجه بين الذكور المراهقين لفئران من نوع "ليستر هوديد" الخاضعة إلى معاملة إيجابية ومعالجة التباين بأقل عملية إكراه يتعرض له".
ويتألف السيناريو الإيجابي من بضع جولات من دغدغة المرح - النشاط المعروف في بعض الأحيان لجعل الفئران تضحك. وأجرى الباحثون أولًا اختبار الاختيار لتحديد 15 فأرًا أبدت أفضل ردت فعل للدغدغة ثم، قُدم لهم "التعامل الإيجابي" في ساحة الاختبار دقيقة واحدة من دقيقتين حيث يتم دغدغة الفئران مع فواصل بين كل مرة، ثم في الدقيقة الثانية القيام بدغدغة سريعة بالتناوب وخلال الدقيقة الثانية، التقط الباحثون صورًا لوجه الفئران.
وفى علاج مقابل، تعرض الفئران إلى رشقات متقطعة من الضوضاء وأخذت لهم صورًا في وقت لاحق، ولم تتغير تعبيرات الوجه  بما في ذلك ارتفاع مقلة العين إلى نسبة عرض وطول الحاجب لنسبة لعرضه الأصلي، وكذلك زاوية الحاجب، مع عدد الإجراءات التي تمت والعاملات المختلفة، الأمر الذي كان مختلف بالنسبة إلى آذانهم.
ووجد الباحثون أن الفئران كانت سعيدة مع مجموعة العلاج الإيجابية حيث أصبحت الآذان بشكل ملحوظ وردى أكثر، كما أن زاوية استرخاء الأذن كانت أوسع، وعلى الرغم من أن دراسات سابقة حددت العبارات المرتبطة بالحالات السلبية، فإن هذه الدراسة تعتبر أول تجارب عن التعبيرات الإيجابية، وقال الباحثون: "تساهم هذه الدراسة في إيجاد عن الحالات العاطفية الإيجابية، ومن ثم الرعاية الاجتماعية الجيدة، حيث حددت الدراسة بالنسبة إلى الفئران مؤشرات الوجه التي تعبر عن المشاعر الإيجابية بعد التعامل الإيجابي معها". 
وأوضح ميلوتى إلى ناشيونال جيوغرافيك، أنه من غير المعروف حتى الآن ما هي بالضبط "السعادة" بالنسبة إلى الفأر، ولكن يمكن للباحثين تحديد الحالة العاطفية الإيجابية على أساس مناطق الدماغ التي تنشط خلال هذه التجارب، والمواد الكيميائية التي يتم إصدارها، وفي نهاية المطاف، لدى الباحث خطط لتطوير النظام الآلي الذي يمكن من خلاله  مراقبة تعابير وجه الحيوانات لتسليط الضوء على حالتهم النفسية".