لندن - كاتيا حداد
أعلن علماء في "مصادم الهدرونات الكبير"، وهو جهاز عملاق لتسريع حركة الجسيمات يتبع للمنظمة الأوروبية للأبحاث النووية "سيرن"، عن اكتشاف خمس جسيمات دون ذرية جديدة، كانت مختبئة لسنوات عديدة. ووفقًا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، يعتبر فريق العلماء صاحب الاكتشاف هو الفريق المسؤول عن تجربة LHCb في مصادم الهادرون الكبير، وهي التجربة التي تحاول معرفة ما الذي حدث بعد الانفجار الكبير الذي نشأ عنه الكون.
وأعرب العلماء عن أملهم في قياس خصائص الجسيمات الجديدة، وهو ما سيمكنهم من تفنيد القوة النووية القوية والتي تربط اللبنات الأساسية للذرات معًا. ويعتبر "مصادم الهدرونات الكبير" هو أكبر معجل للجسيمات في العالم، وتم بناؤه في نفق تحت الأرض يصل طوله إلى 27 كيلومترًا، ويمتد بمحاذاة الحدود السويسرية الفرنسية بالقرب من مدينة جنيف.
وفي يوليو/تموز 2012، دخل العلماء العاملون في المختبر في جنيف التاريخ من خلال اكتشافهم لأحد الجسميات الدقيقة الموجودة ضمن المكونات الذرية، وهو الجُسيم المعروف باسم "بوزون هيغز" أو "جُسيم الرب"، والذي يؤدي دورًا حيويًا في نشأة الكون، ويعتقد أنه مسؤول عن كل الكتلة الموجودة في الكون، وهو المجسم الذي توقع اكتشافه الفيزيائي البريطاني بوزون هيغز في ستينات القرن المنصرم.
وقالت تارا شيزر، البروفسورة في جامعة "ليفربول" وأحد أعضاء فريق المختبر، إن "الجسيمات الجديدة كانت مختبئة عن الأنظار لسنوات عديدة، لافتة إلى أن تلك الجسميات تنتمي إلى عائلة الباريونات، وهي جزئيات دون ذرية مكونة من ثلاث وحدات أصغر تسمى كواركس".
وأوضحت أن الكواركس هي أحد العناصر الأساسية للمادة، وتأتي في ستة أنواع وتسمى بالنكهات، وهي العلوي والسفلي والساحر والغريب والقميء والقعري. وتعتبر الجسيمات المكتشفة حديثًا هي إصدارات عالية الطاقة من جسيم "باريون أوميغا سي"، وهو جسيم مكون من كواركين غريبين وكوارك ساحر، فيما يشتق اسم باريون من اللفظة اليونانية "باري" وتعني الثقيل، وسبب التسمية أنه اعتقد وقت اكتشاف الباريون بأنه أثقل الجسيمات الأولية كتلةً.