واشنطن - يوسف مكي
صمّم فريق دولي من العلماء "روبوت" يمكنه جمع الخضراوات والفاكهة للمزارعين ليجعل تلك المهمة شيئا من الماضي في غضون عقد من الزمان. يطلق على الجهاز اسم ثورفالد، وهو قادر على تزويد المزارعين بمعلومات لا تقدّر بثمن عن أراضيهم وإنتاجها.
تم إنشاء ثورفالد من قبل علماء من جامعة لينكولن، في شراكة مع الجامعة النرويجية لعلوم الحياة، وكان المبدعون في الأصل يتوخون الروبوت كمساعد مختبر محمول، مما يسمح لهم بإجراء تجارب تهدف إلى تحسين الكفاءة والاستدامة والحد من النفايات في جميع أنحاء سلسلة الإمدادات الغذائية، ولكن مع التمويل الجديد والإنتاج الضخم، ثورفالد يمكن أن يصبح الجيل المقبل من العمالة الزراعية غير المكلفة.
الآن واحدة من أكبر الشركات المنتجة في المملكة المتحدة قد استثمرت التمويل للمساعدة في دفع فريق من أكثر من 30 عالما لتحقيق هذا الطموح، وتأمل الشركة في سدّ فجوة في القوى العاملة التي تخشى أن تنشأ بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وذلك وفقا لتقارير في صحيفة فاينانيشال تايمز.
في حديثه إلى الصحيفة، قال أستاذ الروبوتات بال يوهان: "هذا هو الدافع الرئيسي لهذا المشروع، حيث إن تلك القضية مصدر قلق كبير. فهم أكثر يائسة لأنهم لا يعرفون ما سيكون الوضع في غضون سنتين أو ثلاث سنوات. تم بناء ثورفالد لأداء مجموعة واسعة من المهام الزراعية،. إذ إن تصميمها الخفيف يجعلها تسير على الأرض غير المستوية بسهولة كما أنها رشيقة بما فيه الكفاية للتنقل بين صفوف المحاصيل دون لمس النباتات".
الإطار القوي للروبوت يجعله مناسبا لحمل الأحمال، مما يمكن أن ينقذ عمال المزارع ساعات من المشي عبر الحقول، كما أنها قادرة على القيام بأعمال أكثر حساسية، مثل استخدام أجهزة الاستشعار لرصد حالة المحاصيل والتربة، وكذلك إزالة الأعشاب الضارة، أي النباتات غير المرغوب فيها واستخدام الأشعة فوق البنفسجية لوقف العفن الذي تسببه النباتات الضارة.
ويمكن توجيهها يدويا، وذلك باستخدام وحدة تحكم ألعاب، ويعمل المصممون على إنشاء نظام مستقل تماما للروبوت، لكنهم يعتقدون بأن الأمر سيستغرق عقدا آخر على الأقل قبل أن تتمكن الروبوتات من العمل بنفس المهارة التي يتمتّع بها العامل البشري. في حديثه إلى فاينانيشال تايمز، أضاف أن تلك الروبوتات "لديها القدرة، حقا، للقيام بأي مهمة في مجال الزراعة". وقال: "أود أن أقول إنه خلال فترة من 10 إلى 20 عاما سنتمكن من جعل الروبوت قادرا على اختيار الفراولة في نفس سرعة الإنسان".