إحراق كينيـا لحوالي 105 طن من عاج الفيلة و 1,5 طن من قرون وحيد القرن في 11 محرقة كبيرة

شهدت كينيـا إحراق أنياب ما يزيد عن 6 ألاف  فيل تم إصطيادها بطريقة غير مشروعة، في التدمير الأكبر من نوعه للمخزون الإحتياطي من العاج. وحضر مراسم الحرق الذي  أقيم داخل الحديقة الوطنية في نيروبي الرئيس الكيني اوهورو كينياتا والرؤساء علي بونغو أونديمبا رئيس الجابون و يوري موسيفيني رئيس أوغندا إضافةً إلي وفد رفيع المستوي من المسؤولين في الأمم المتحدة وأميركـا وكذلك المؤسسات الخيرية.

وأوضح كينياتا السبت بأن كينيـا سوف تسعى إلى "  فرض حظر شامل على التجارة في عاج الفيل " خلال الإجتماع الدولي لتجارة الحياة البرية المقرر عقده في جنوب أفريقيا في شهر أيلول / سبتمبر المقبل. مشيراً إلي أن مستقبل حيوانات الفيل الإفريقي و وحيد القرن ليست بمنأى عن الخطر لطالما كان الطلب علي منتجاتها لا يزال قائماً.

 وتم إحراق 105 طن من عاج الفيل و 1,5 طن من قرون وحيد القرن في 11 محرقة كبيرة،السبت، وهي الكمية التي تزيد سبعة أضعاف عما تم حرقه في أوقاتٍ سابقة. وإستغرقت عملية الحرق بشكلٍ كامل نحو أربع ساعات، في تسليط للضوء علي الأزمة المستمرة في تعداد الفيلة. حيث تعرض حوالي 30 ألف إل 50 ألف فيل كل عام إلى القتل خلال الفترة من عام 2008 وحتي عام 2013 وحدها، وفقاً لمؤسسة بورن فري Born Free ، بينما معدل القتل يفوق معدل المواليد في إفريقيـا.

ومن بين المشاهير الذين تحدثوا أمام العامة ​​قبيل عملية الحرق روني وود راعي جمعية تاسك Tusk الخيرية، حيث أعرب عن حزنه العميق عندما يراوده التفكير بإختفاء الأفيال و وحيد القرن وحتى الأسود من الحياة البرية في غضون 15 عاماً أو أكثر، وحرمان أطفالهم من التعرف أكثر على هذه الحيوانات.

وكانت كينيـا  قامت بعملية حرق العاج لأول مرة في عام 1989 خلال حكم الرئيس دانيال أراب موي للتعريف بضرورة حماية ما تبقى من الأفيال التي إنخفض تعدادها 90 بالمائة في الخمسة عشر عاماً السابقة ليصبح 15 ألف فيل بعد أن كان 115 ألفا" ومنذ عام 1989، قامت 21 دولة وإقليم بتدمير ما يزيد عن 264 طن متري من العاج.

وتمتاز أربع دول – كينيـا و الجابون و أوغندا وكذلك بوتسوانـا – بوجود ما يزيد عن نصف الأفيال المتبقية في إفريقيـا. ويسعى رؤساء الدول المذكورة إلى الدعوة في مؤتمر إتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض (  CITES)، والمقرر عقده في جوهانسبرغ خلال شهر أيلول / سبتمبر المقبل إلي إغلاق أسواق العاج المشروعة المتبقية في العالم.

وقال ايان دوغلاس هاملتون، مؤسس منظمة إنقاذ الفيلة بأن التعاون فيما بين البلدان الإفريقية ضروري. مشيراً إلى أن "هذا ( الإجتماع ) يعطي الأمل بأن هناك إرادة سياسية لمواجهة التحديات التي تهدد التراث الطبيعي في القارة من الصيد الجائر والإتجار، وكذلك الفساد رفيع المستوى ".

وحاولت بعض الدول السماح بالإستغلال المحدود بالصيد والجوائز التذكارية لما تبقى لديهم من الحيوانات الضخمة الكاريزمية   كإحدى وسائل الحفاظ على البيئة، فيما أثارت واقعة إطلاق النارعلى الأسـد سيسيل Cecil غضباً واسع النطاق، مع حظر فرنسـا لواردات أنياب الأسد وسارت على نهجها بعدها هولندا.

وفي عام 2008، تم رفع الحظر على العاج مؤقتاً من أجل السماح ببيع المخزونات، إلا أنه ووفقاً لنشطاء فقد أدى ذلك إلى " زيادة " في الصيد غير المشروع وفقدان حوالي 100ألف فيل نتيجةً لذلك. وشددت دانييلا فراير المؤسس المشارك لشركة Pro Wildlife على ضرورة التخلي عن هذا النهج بعدما أثبتت كافة التجارب بالسماح بالتجارة المشروعة في العاج فشلها.

وتستنكر الصين رسمياً مثل هذه الهدايـا، وكانت هناك تحركات لردع وغلق الأسواق المحلية، إلا أن التجارة تستمر على نطاق واسع ومن غير المعروف متي تقوم الصين بالوفاء بتعهداتها. ويرى ماكس جراهام وهو الرئيس التنفيذي لجمعية Space for Giants الكينية الخيرية بأن إنهاء الطلب هو العنصر الأساسي، ولكن من غير المعروف كم من الوقت سوف يستغرق. كما أكد علي وجود حاجة ماسة لإنهاء عمليات الصيد الجائر التي تقضي على عشرات الآلاف من الفيلة كل عام