واشنطن - عادل سلامة
تتمتّع سحالي "تيغو" بقدرة فسيولوجية مذهلة؛ إذ ترفَع حرارة جسمها عند البحث عن الحب مع شريكها خلال أوقات معينة من العام وتحديدًا خلال موسم التزاوج، وتُعرف تلك القدرة بـ"الاحترار الداخلي"، وكان يعتقد أن الثدييات والطيور هي فقط التي لديها هذه القدرة، إذ لا تمتلك الزواحف أيّة أنسجة لتوليد الحرارة داخل جسمها وتعتمد على امتصاص الدفء من محيطها الخارجي.
وتعود أصول هذه المخلوقات إلى الغابات المطيرة والأراضي العشبية في أميركا الجنوبية، ووجد علماء الأحياء أن سحالي تيغو لديها القدرة على رفع درجة حرارة جسمها إلى 18 درجة مئوية عن درجة حرارة البيئة المحيطة بها خلال موسم التزاوج، وتضاف نتائج الدراسة إلى الجدل الدائر بشأن ما إذا كانت الديناصورات مخلوقات دافئة أم ذات دم بارد.
وأكد الباحثون أن تيغو تجمع بين صفات الحيوانات الدافئة والحيوانات ذات الدم البارد، واكتشفوا الطريقة التي تستطيع بها رفع درجة حرارة جسمها، إذ يبدو أنها تزيد عملية التمثيل الغذائي خلال موسم التزاوج، لأن ذلك يساعدها على احتضان بيضها لاسيما عندما تجتمع ليلاً في الجحور.
ووجد العلماء أن ارتفاع درجة حرارة جسم السحالي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجحور، وهو ما يمكن أن ينتج عواقب وخيمة على حضانة البيض، وأن الإناث لديها حرارة جسم أعلى لكن الذكور يزيدون درجة حرارة جسمهم أثناء موسم التزاوج، وهذا يساعد على تلبية متطلبات موسم التزاوج وإنتاج الحيوانات المنوية.
وأضافوا أن هذه التغيرات المؤقتة في درجات حرارة الجسم تحدث في بعض الثدييات مثل إيكيدنا والقنفذ الكبير، ويعتقد البروفيسور تاترسال وفريقه أن الثدييات الدافئة تطورت لمساعدة أسلاف الثدييات والطيور للعناية ببيضها، وأن زيادة درجة حرارة جسم الآباء تساعد على تعزيز الاستقرار الحراري في العشّ، ما يساعد بدوره على تسريع معدل نمو الأجنة.