مواقع التواصل الاجتماعي

حذّرت شُرطة دبي من مغبّة التواصل مع الأشخاص عبر البريد الإلكتروني أو مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد تسجيل عدد من حالات النصب والاحتيال عبر تلك الوسائل، خاصة بعد اتساع دائرة المعارف عن طريق العالم الافتراضي.

حيث قدّمت سيدة شكوى لتعرضها للنصب عبر إيميل فنان مشهور أثناء  تصفحها صندوق بريدها الإلكتروني، وجدت ضمن الرسائل غير المقروءة  رسالة من فنان مشهور لم تحلم في حياتها بأنّ تلتقيه ناهيك عن مراسلتها، وحين فتحت الرسالة وجدتها موجهة لها بالاسم طالبًا منها المساعدة بعد تعرضه للسرقة في دولة أوروبية، حيث انقطعت به السُبل هناك ولم يجد سواها يعينه على مصيبته,  وعضّد قوله بإرسال عدّة صور شخصية تُظهره في مواضع وأماكن مختلفة، وسرعان ما هرعت لأقرب صرافة أموال وأرسلت له المبلغ المطلوب على العنوان الذي أرفقه أسفل الرسالة.

وبعد مُضي أيام قلائل وجدت ذات الرسالة في صندوق بريدها مع إضافات في التفاصيل ومطالبات مالية مشابهة، حينها شكت في الأمر وهرعت للشرطة التي تمكنت في وقت قصير من كشف الاحتيال وراء الواقعة، فالرجل "هاكر" يقيم في دولة أوروبية ويستخدم الصور العامة للشخصيات المشهورة ويحتال عن طريقها على زبائنه قليلي الخبرة.

وأكد مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي في شرطة دبي، اللواء الخبير خليل إبراهيم المنصوري، أنّ إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية، سجّلت حالات لأشخاص تعرض بريدهم الإلكتروني لعمليات اختراق أثناء وجودهم خارج الدولة، واستغلها المخترقون في الدخول إلى قائمة الأصدقاء في البريد وانتحال صفة صاحبه وطلب نقود منهم على سبيل المساعدة، موضحًا أنّ منفذي هذا الأسلوب في الاحتيال يحرصون على استخدام صور شخصية لأصحاب البريد المسروق حتى يمكنهم إقناع أصدقائهم بالتبرع بالأموال.

وأضاف اللواء المنصوري في تصريحات صحفية أنّ هذه الحالات تكررت في الفترات الأخيرة، وأنّ أغلبها تتمّ من أشخاص خارج الدولة والبعض ينخدع بهذا الأسلوب ويقوم بتحويل مبالغ مالية، على سبيل المساعدة حتى يكتشف لاحقاً عملية الاحتيال.

وأشار المنصوري إلى أنه يفضل عدم فتح البريد الالكتروني عبر مقاهي الانترنت غير المأمونة والتأكد من الخروج الآمن من البريد الإلكتروني وإغلاقه بشكل صحيح، لافتًا إلى أنّ البعض يغلق البريد الإلكتروني بطريقة خاطئة والبعض الآخر يسمح لأشخاص آخرين بمعرفة كلمة السر داعيًا إلى تغييرها كثيرًا لمنع اختراقها.

ومن جانبه أكد نائب مدير إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية، المقدم سالم بن سالمين، أنّ الادارة بالتعاون مع إدارة الملاحقة والمطلوبين تمكنت من تحديد هوية بعض الأشخاص وأماكن إرسال البريد الالكتروني منه، وتمّ إرسال طلب عبر الانتربول في حق هؤلاء الأشخاص خاصة في حالة توفر أيّة مستندات تثبت تحويل الأموال واستلامها، لافتًا إلى أنّ الأمر يستغرق وقتًا طويلاً وأنه في أغلب الأحيان لا يتمّ رد هذه المبالغ.

 ولفت سالمين إلى أنّ من الأساليب التي رصدت أخيرًا، القرصنة على البريد الإلكتروني لأشخاص يسافرون إلى الخارج ويفتحون بريدهم من مقاهي إنترنت أو أجهزة كمبيوتر عامة، فيتمّ التلصص عليهم أو نسخ كلمة السر بطريقة ما، ثم يدخل المحتال إلى البريد ويقوم بتغيير كلمة السر.