مهنة الـ”دي جي”

لم نتعود أن نرى النساء في المجتمع العربي يعملن في مهنة الـ”دي جي”، أو دمج الأغاني، ولكن في دبي هذه المدينة المفتوحة على كل الثقافات بدأنا نشهد دخول النساء الأجنبيات هذا المجال، ومنافستهن للرجال، على الرغم من المشقات والمتاعب المترتبة على المرأة من تحديات هذه المهنة. فيما ترى مجموعة من النساء اتخذن من هذه الحرفة مهنة لهن، أن المصاعب لا تنحصر في المهنة نفسها والعمل في أوقات مختلفة في النهار أو الليل، بل تتخطى ذلك الى الثقة التي يصعب الحصول عليها من قبل المسؤولين عن عملهن، وليس بسبب عدم الخبرة، بل لأنها مهنة تحتاج المرأة فيها الى الاحتكاك مع الجمهور، وضمان أجواء احتفالية مميزة له، وهذا ما يراه البعض صعب التحقق مع المرأة.

 لم تدخل الألمانية صابرينا تيرينس، التي باتت اليوم من مشاهير عالم الـ”دي جي”، هذه المهنة إلا عن طريق المصادفة، حيث أكدت أنها عندما انتقلت للعيش في دبي عام 2006، كانت متزوجة، وكان أكثر من 90% من العاملين في هذا المجال من الرجال، ولهذا فكرت في دخول عالمه، دون أن يكون في بالها، أنها ستصبح مهنتها التي تعيش منها. وأضافت “اليوم بت معروفة وأسافر بغرض المشاركة في مجال الحفلات ودمج الأغاني، ولكني بدأت في المطبخ، حيث كنت أطبخ وأمزج الأغاني، وأتمنى لو أنني بدأت بدروس الموسيقى في وقت مبكر، ولكني اعتمدت على نفسي بشكل أساسي، والبداية لم تكن جيدة كثيرًا ولكن تحسنت مع الوقت”. ورأت أن الوصول إلى تحقيق شهرة واسعة كامرأة مميزة في المجال، مهم جدًا لها، فالناس يعرفونها، ودبي منحتها الفرصة كي تصبح ما هي عليه اليوم، ولهذا وشمت على يدها كلمة “موسيقى” باللغة العربية، لتتذكر دومًا الفرصة التي منحتها اياها دبي.

واعتبرت أن التحديات التي واجهتها في البداية، كانت في صعوبة ايجاد مكان عمل، خصوصًا أن الأماكن رفضتها فقط لأنها امرأة، ولكنها بعد ذلك تخطت الصعاب، ولاسيما من خلال النوادي المكتظة، موضحة ان وسائل التواصل الاجتماعي هي التي زادتها شهرة وأسهمت في وصولها للناس، مشددة على أنه حتى التعاطي مع الناس على هذه الوسائل بحاجة للمتابعة، وتسلية الناس، فهي مهمة أخرى تتطلب الوقت لضمان جذب المتابعين. ونوهت بأنها تعمل اسبوعيًا من 40 الى 50 ساعة، بينما ما يبقيها على معرفة بما يحدث في عالم الموسيقى هو الاستماع للأغاني على الراديو وبشكل طويل. وشددت على أن هذه المهنة تتطلب موازنة للحياة بشكل صحي، كتناول الأطعمة الصحية، وكذلك النوم بشكل جيد، ولكنها مهنة متعبة حين تكون طوال الوقت، فأحيانًا تعمل في الليل والنهار، وتسافر كثيرًا من أجل حفلات. بينما أوضحت الأوكرانية كاترينا بارنيل، انها دخلت عالم الـ”دي جي” كونها المهنة التي تحبها، ولأنها على علاقة مميزة بالموسيقى، علمًا أن عملها السابق كان مكتبيًا وبعيدًا كل البعد عن عالم الألحان.

وأشارت الى ان العمل في الموسيقى يمدها بالشعور بالسعادة، ولهذا اختارتها مهنة لها، وخضعت لمجموعة من الدروس في جمع الموسيقى. ولفتت الى أنها لا تجد في مهنتها اية صعوبات، فهي فقط تتطلب تنظيمًا مميزًا للوقت، وكذلك لأسلوب الحياة، وبعدها تصبح جزءًا من حياة المرأة وتزاولها كأي مهنة أخرى من دون تحديات.

و انجذبت الأميركية جانيس بيكاوسكي، إلى الـ”دي جي” كونها عازفة موسيقية، ما جعل الانتقال من عالم العزف الى الـ”دي جي” سهلًا، خصوصًا أنها درست الموسيقى طوال حياتها. ولفتت الى أنها تعلمت الكثير عن الـ”دي جي” من خلال خبرتها، مشيرة الى وجود اختلافات كثيرة بين الموسيقى الكلاسيكية التي يختارها العازف وبين الموسيقى الصاخبة في الحفلات، ولكن في الأخير يبقى للـ”دي جي” فرصة التحكم بما يمزج من خلال خبرته الكبيرة في الايقاع. وأشارت الى ان دبي مدينة تشجع المقيمين على كسر الحواجز وكذلك الدخول في مجالات جديدة، والمغامرة، منوهة بأنها عندما بدأت العمل في دبي، وجدت الكثير من الاختلاف في تذوق الموسيقى، ولكنها فعليًا تحب موسيقى الـ”هيب هوب” كثيرًا.