القدس المحتلة – وليد ابوسرحان
أثار عجوز إسرائيلي ضجة كبيرة في الأوساط الاجتماعية والشرطية خلال الفترة الأخيرة بعد اكتشاف زواجه من 32 سيدة معظمهن قاصرات، وإنجاب حوالي 100 طفل وطفلة، وتعذيب واستعباد عدد منهن.
ويتواصل الاهتمام الشعبي الإسرائيلي بتلك القضية حيث ينتظر الاسرائيليين ما ستحدده المحكمة المركزية في تل أبيب خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن ذلك العجوز ومصيره .
وأوضحت مصادر إسرائيلية، اليوم الأحد، أنه سيتم محاكمة ذلك العجوز بتهم اغتصاب نساء وحبسهن والقيام بالشذوذ معهن.
وأضافت المصادر أن العجوز الإسرائيلي، جوئيل راتسون، استطاع أن يجمع حوله زمرة من النساء الحائرات، وأجلسهن بجواره بشروط أقرب إلى العبودية، حيث كان "قائدًا" لفرقة نساء مغلقة ومخيفة، حسبما ذكر موقع "مكور" الإخباري الإسرائيلي.
تزوج راتسون 32 زوجة، حيث كانوا يسكنون في عدة منازل، وقد استمر عمله في تل أبيب على مدار 30 عامًا قام خلالها بجمع عدد من النساء التائهات صغيرات السن اللواتي فقدن مستقبلهن وعاشوا فى الشوارع، حيث قام بإبعادهن عن عائلاتهن واستعبدهن لنفسه.
فى البداية كان هذا الأمر مجرد شائعة يتداولها بعض الجيران وبعض السكان فى جنوب تل أبيب، حيث علموا عن مجموعة من النساء اللاتى يسكن معًا، وينجبن كلهن من رجل واحد يسيطر ويفرض سلطته عليهن، لكن قبل ما يقارب الـ10 سنوات كشف راتسون عن فرقة النساء الخاصة به، حتى علمت بها كل إسرائيل، وأكد أن نساءه يسكن في أربعة منازل مختلفة.
ووصفته إحدى زوجاته اللاتي تم استجوابهن على يد الشرطة الإسرائيلية: "كان كأنه ساحر، وطبيب وإنسان روحاني، وقائد وعشيق فى نفس الوقت، لقد كان هو الحل لجميع المشكلات بالنسبة للفتيات"، مضيفةً: "هو المسيح المنتظر الذى يتكلم عنه الناس، قد جاء لكن لم يُذع أمره بعد، فى اليوم الذى يقرر فيه أن يكشف عن نفسه، ستزلزل الأرض".
وأوضح الموقع الإسرائيلى أن اسم "جوئيل" يعنى فى اللغة العبرية "المخلص"، وهو الإنسان الذى يخلص ويحرر الناس، كما أنه أُطلق على كل واحد من أولاده اسمًا شبيهًا باسمه جوآليا، وسيدنا جوئيل، وجوالى، ومجد جوئيل وغيرها من الأسماء، كما أجبر جميع نسائه على وشم صورة لوجهه على أذرعهن.
ونقل الموقع عن راتسون قوله خلال مقابلة سابقة مع التليفزيون الإسرائيلى: "أنا إنسان مثالى، لدى كل المواصفات التى تريدها المرأة"، مضيفًا أنه قد كان على النساء اللاتي اخترن العيش معه أن يطعنه فى القوانين التي سنها ومنها أن يلبسن فى البيت لباسًا متواضعًا، ويمتنعن عن التدخين وشرب الكحول وأكل اللحوم، كما حرم على نسائه التحدث مع رجال غرباء، وحتى النظر إليهم، بل بلغ الحد إلى أن منع بعضهن من محادثة آبائهن وإخوانهن، فيما أضافت إحدى زوجاته مع مقابلة مع التليفزيون الإسرائيلى: "عندما تكونين معه، تشعرين بعدم وجود رجل آخر فى العالم غيره".
وأوضح الموقع أنه عندما كان يأتي المساء ويزور راتسون جميع نسائه وأولاده، كانت النساء ينتظرن بلهفة مَن ستكون سعيدة الحظ التى سيختار راتسون قضاء ليلته معها، ففي نظرهن كان قضاء ليلة معه كأنه قضاء ليلة خيالية، وكانت الأوامر كأنها نظام قوانين للمجتمع، وكان على النساء أن يرددن القوانين عن ظهر قلب فى كل يوم.
وكانت الوثيقة الفظيعة التى اعتبرتها النساء كأنها كتابًا مقدّسًا كانت "كتاب العائلة" لراتسون، وهذه الوثيقة حوت عشرات الأوامر التي عليهن أن يمتثلن لها، وحدّدت الطريقة التي يجب أن تتعامل النساء بها مع بعض من جهة، ومع راتسون من جهة أخرى، وكانت الأوامر كأنها نظام قوانين للمجتمع.
وكان من بين الأوامر ما يلى: ممنوع منعًا باتًا أن تكون هناك محادثات فارغة لا أهمية لها بين النساء، والتحدث للضرورة فقط ويكون الحديث ذا أهمية معتبرة، وحتى لو كان الموضوع مهمًا فعليهن ألا يُطلن الحديث لغير الحاجة، ومن تقترف هذه المخالفة تُقاضى بدفع مبلغ 400 شيكل.
كما كان ممنوعًا أن تجلس المرأة فى البيت دون عمل مع وجود الكثير من الأمور التى تنتظرها للعمل، كغسل الأطباق، والتنظيف، ومراقبة الأولاد، والترتيب المنزلي، وغيرها من الأعمال، والتى تتكاسل عن القيام بهذه الأعمال ستتدفع مبلغ 200 شيكل.
وكان ممنوع أيضًا تحت أي ظرف من الظروف أن تضحك النساء وتتلاعب فيما بينهن، ووصلت الغرامة على هذه المخالفة 300 شيكل.
ومن بين الأمور المثيرة التي فرضها العجوز الإسرائيلي على نسائه أن من تعاني من اكتئاب أو مشكلات نفسية أو جنون لن تُعفى من واجباتها المنزلية، فليس من حقها إهمال البيت، ولا إهمال أولادها، ومن تتنصل من مسؤوليتها فتنتظرها غرامة بقيمة 500 شيكل.
وأوضح الموقع الإسرائيلى أن هذه القصة العجيبة وصلت إلى نهايتها قبل أربع سنوات، حيث أوقفت شرطة إسرائيل راتسون بتهمة استعباد زوجاته وقيامه بعدد من المخالفات الجنسية مع نسائه وأولاده.
وأضاف الموقع أنه بعد توقيفه تم إخلاء المنازل الأربعة التي سكنت بها النساء مع الأولاد وتم نقلهن إلى مؤسسات للنساء اللاتي يتعرضن للعنف، حيث يحاول الخبراء النفسيين مساعدة النساء والأولاد لتحسين حياتهن بعدما مروا بتفكيك منازلهن.
وكان قد اتهم راتسون فى فبراير 2010، بقيامه بمخالفات فظيعة كاستعباد النساء، واغتصابهن، والقيام بالشذوذ معهن وانتهاكات جنسية خطيرة وغيرها، وخلال الأيام القريبة سيحسم القضاة القضية.
وأوضح الموقع أنه برغم أن النساء عشن مع راتسون بكامل اختيارهن دون أن يجبرهن على ذلك، إلا أن النيابة الإسرائيلية تعتبر أن السيطرة على النساء تُعد مصادرة لحرياتهن، وإن لم تكن هذه السيطرة حسّية أو بواسطة حبس جسدي، فحتى لو وافق إنسان أن يكون عبدًا لإنسان آخر، لا يعطي ذلك شرعية لأى إنسان أن يستعبد الآخرين.