القاهرة - جمال أبو سمرا
حذرت دولة الإمارات العربية المتحدة، من خطورة ما تتعرض له المرأة العربية من سلب لإرادتها وتعد لإنسانيتها لم تشهده المنطقة العربية من قبل، حيث تتعرض المرأة العربية لشتى صنوف الانتهاكات من قبل جماعات مسلحة متطرفة مؤكدة أن هذه الجماعات تجردت من إنسانيتها وأخذت تعيث في الأرض فسادا وتروع الآمنين في سوريا والعراق، خاصة تنظيم داعش المتطرف.
وأوضح مستشار الاتحاد النسائي الدكتور محمد إبراهيم منصور العام خلال أعمال الدورة الـ 35 للجنة المرأة العربية التي بدأت أمس السبت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وتترأسها دولة الإمارات، إن هذا الاجتماع ينعقد في ظل ظروف استثنائية وبالغة الأهمية والحساسية للمرأة العربية بسبب ما تتعرض له من انتهاكات لحقوقها وإنسانيتها في فلسطين من قبل الاحتلال الإسرائيلي فضلا عما نشاهده من تعدي لحقوقها ولإنسانيتها في بعض الدول العربية التي تشهد نزاعات مسلحة.
ولفت إن المرأة العربية قادرة على تجاوز هذه المحنة بفضل إرادتها التي لاتقهر وتضافر الجهود كافة في المنظومة العربية، مشيرا إلى أن الدول العربية حققت مكاسب كثيرة على صعيد النهوض بقضايا المرأة العربية وإعطائها حقوقها المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية منبها الى الانتكاسة الثقافية التي يشهدها المجتمع العربي حاليا، بسبب جيل من النساء والرجال العربي يمارس ابشع الجرائم ضد النساء.
وطالب بضرورة مراجعة شاملة لطرق التفكير عند الإنسان العربي والعمل على تحديد الإخفاقات التي تمر بها الأمة العربية بعد عقود من الهدوء والتوافق الاجتماعي بين مكوناته الاجتماعية، داعيا إلى ضرورة الاستمرار في العمل من اجل تمكين المرأة العربية وجعل أمن المرأة العربية مسؤولية ملقاه على عاتق الجميع كون دول المنطقة تشعر بأنها جسد واحد وهم واحد ولا يمكن أن تعيش بمنأى عن بعضها البعض.
وأوضح إن العادات والتقاليد والهوية تجعل مصيرنا واحدا وتطلعاتنا وتحدياتنا مشتركة مؤكدا أن ما تقوم به لجنة المرأة العربية من مهام هي محل اهتمام كبير من الدول العربية حيث ساعد إنشاؤها كثيرا على النهوض بقضايا المرأة العربية في كثير من المجالات مثل اقتراح الاستراتيجيات والخطط وبرامج العمل العربية وتنفيذ الأنشطة المختلفة التي تستهدف النهوض بالمرأة فضلا عن العمل على دعم التعاون والتواصل مع المجالس واللجان الوطنية والقومية المعنية بشؤون المرأة والأسرة العربية بالإضافة إلى متابعة الجهود العربية والإقليمية والدولية ذات الصلة.
وحث منصور الدول العربية على إنشاء الآليات المعنية بشؤون المرأة ودفع قضايا المرأة والنوع الاجتماعي كأولوية وطنية والتصديق والانضمام الى الاتفاقيات العربية والدولية.
من جانبه، أشاد نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية بالجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة للنهوض بأوضاع المرأة في كافة المجالات مع الأخذ في عين الاعتبار الظروف الصعبة التي تمر بها المرأة في العديد من البلدان العربية.
وحذر العربي في كلمته أمام أعمال اللجنة من مخاطر تصاعد التطرف في المنطقة، داعيا إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية في مواجهته مذكرا بقرار الوزاري العربي في أيلول/ سبتمبر الماضي حول حماية وصون الأمن القومي ومكافحة التطرف والذي اكد على ضرورة المواجهة الشاملة للتطرف عسكريا وامنيا وفكريا واجتماعيا واقتصاديا وإعادة النظر في الخطاب الديني لمواجهة الجماعات المتطرفة.
وأشار إن الجهود متواصلة لبلورة خطة عمل عربية في مواجهة التطرف للعرض على مجلس وزراء الخارجية العرب قبيل القمة العربية المقررة في مارس المقبل بمصر لاقرارها من قبل القادة العرب واتخاذ رد الفعل العربي المناسب للقضاء على التطرف.
ودعا إلى تضافر الجهود للنهوض بأوضاع المرأة العربية وتمكينها اجتماعيا وحمايتها، خاصة في أماكن النزاعات المسلحة والمناطق الأشد خطورة خاصة في ظل التطرف المتنامي في العديد من دول المنطقة.
وأكد حرص الجامعة على دعم كافة جهود العمل العربي المشترك الرامية للنهوض بأوضاع المرأة العربية والتي تعاني بشكل كبير، خاصة في ظل المرحلة الخطيرة التي تمر بها الأمة العربية حاليا وقضاياها خاصة القضية الفلسطينية حيث تتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بشكل كبير ضد الشعب الفلسطيني والمرأة بينما تعارض دول أوروبية والولايات المتحدة الأميركية لجوء فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية لمعاقبة إسرائيل على جرائمها وهو ما يظهر سياسة الكيل بمكيالين.
كما أكدت المستشارة ايناس مكاوي مديرة إدارة المرأة والأسرة والطفولة بالجامعة العربية أهمية توفير كافة أشكال الدعم للمرأة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا من اجل مشاركة فاعلة في المجتمع موضحة أن المرأة العربية في حاجة ماسة للمساندة حيث تعاني أزمة وجود في ظل المنعطف الخطير الذي يمر به العالم العربي.
وتناقش اللجنة على مدى يومين عددا من الموضوعات الهامة في مقدمتها "خطة إعلان القاهرة للمرأة العربية" أجندة تنمية المرأة لما بعد 2015 والتحضير للدورة الـ59 للجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة المعنية بمراجعة التقدم المحرز في تنفيذ مناهج عمل "بيجين" بعد عشرين عاما إضافة إلى برامج التعاون مع الجهات الإقليمية والدولية واستراتيجية وخطة حماية المرأة العربية أثناء النزاعات المسلحة فضلا عن التعاون العربي والإقليمي والدولية في مجال تعزيز وتمكين المرأة.
وضم وفد الدولة، عائشة على المنصوري من إدارة حقوق الإنسان في وزارة الخارجية، بينما شارك رؤساء ورئيسات ممثلي الجهات الحكومية المعنية بشؤون المرأة في الدول العربية إلى جانب عدد من المنظمات الإقليمية والدولية ومنظمات المجتمع المدني وعدد من الخبراء.