الشارقة - سعيد المهيري
45 % تلك هي نسبة مشاركة المواطنات في تسجيل أسمائهن في الهيئات الانتخابية لعرس "الاستشاري" في إمارة الشارقة، والتي أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات الثلاثاء، ضمن نتائج المرحلة الأولى لهذه البادرة الديمقراطية اللافتة، سجلت فرحة حقيقية في قلوب الجميع، إذ ليست برقم أجوف، غير ذي دلالة، بقدر ما تعد تعبيرًا واقعيًا من بنات الإمارة على قدرتهن في الإدلاء بالرأي، والمشاركة الايجابية تحت قبة البرلمان الذي ترشحن له، وكذا التفاعل بالإدلاء بالصوت حين الاقتراع على مقاعده مع نهاية الشهر المقبل.
ولاقى هذا التفاعل النسائي مع مجريات انتخابات "الاستشاري" وهو الحدث الأول من نوعه في هذا الصدد على مستوى الإمارة، والأبرز في إمارة "سلطان" الخير تأكيدًا من الفعاليات المجتمعية على الدور الكبير الذي تقوم به المرأة، والقدرة التي تتمتع بها حين مشاركتها في أي من الأحداث المجتمعية، والكفاءة التي تثبتها في مختلف المواقع التي تشغلها، بما يؤهلها لان تكون بمنزلة الداعم الأساسي، والشريك الفعلي للرجل في المجالات والمناحي المختلفة.
نسبة المشاركة النسائية الفاعلة، كانت محور تأييد للثقة التي منحتها القيادة العليا للمرأة، وفي ذلك رصدنا رود الفعاليات المجتمعية في السطور التالية
ذكر د. منصور الشامسي مستشار في الموارد البشرية: أن ارتفاع نسبة تسجيل المرأة في الهيئات الانتخابية للمجلس الاستشاري للإمارة إلى حوالي 45% دلالة على إحساس المرأة الإماراتية العالي بهذا العرس الديمقراطي الإماراتي الجميل على مستوى الإمارة، وتعبير عن فرحة المرأة بهذا التطور السياسي المؤسسي الذي تشهده في ظل القيادة التاريخية الاستثنائية لعضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.
والوعي العام للمرأة، ووعيها السياسي، بصورة خاصة، واضح، ويتقدم، وينطلق من قواعد وحقائق واقعية، فالمرأة بمنزلة واقع إماراتي عظيم على مستويات عدة التعليمية، والمهنية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، وغيرها من مستويات، فعلى المستوى التعليمي، تحقق المرأة الإماراتية الرقم الأعلى في الإقبال على التعليم، والرقم الأعلى في التخرج، وعلى المستوى المهني، تتزايد نسبة القوى العاملة النسائية الإماراتية في المؤسسات، كما تتزايد في نفس الوقت نسب الباحثات عن عمل من الخريجات الإماراتيات، وهن الرقم الأعلى.
وعلى المستوى الاجتماعي، المرأة الإماراتية ربة أسرة متميزة، ووظيفتها الأسرية راسخة، كما في مسألة كفاحها؛ وأعني بالكفاح هنا قضية الجمع بين الوظيفة ودورها الأسري، فكثير من الأمهات، موظفات في نفس الوقت، لها أطفال وتعمل، وهذا جهد مضاعف، فضلًا عن وجود قوى عمل نسائية إماراتية شابة تدخل سوق العمل الإماراتي، الحكومي، وشبه الحكومي، والمصرفي، خاصة، بصورة مستمرة، فيما وعلى المستوى الاقتصادي، فقد دخلت المرأة الإماراتية مجالات بِناء الأعمال، وعالم الاستثمار، فضلًا عن كونها موظفة لها دخلها النقدي المستقل الذي تقوم بإدارته بطريقتها الخاصة، ودورها الاقتصادي يتضح كذلك في الاقتصاد المنزلي؛ وإدارة شؤون الأسرة المالية، والاقتصاد الأهلي، ودورها الثقافي يتزايد في وجود وتطور المرأة الإماراتية الأديبة؛ كشاعرة وروائية وقاصة ومخرجة ومثقفة وفنانة وضالعة وخبيرة وممارسة للعمل الثقافي.
هذه حقائق، وتطور مذهل، تحققه المرأة الإماراتية، وبالتالي لابد أن يُفرز ويُنتج مواضيع وقضايا وهمومًا تهم المرأة تود تدارسها وتداولها ومعالجتها على المستوى المؤسسي، كالمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، الذي هو فرصة تاريخية للمرأة، سواء دخلته كعضو مُنتخب، أو ساهمت في تشكيله، كصوت انتخابي، فالمرأة في إمارة الشارقة ستجعل من "الاستشاري" شعلة نشاط برلماني جميل؛ وممارسة برلمانية راقية تحمل الخير والتقدم والسعادة للمرأة خاصة، وللأسرة عامة، فخير وتقدم وسعادة المرأة له انعكاسات مماثلة إيجابية على محيطها، وعلى أسرتها.
هذه المشاركة النسائية في العمل البرلماني الإماراتي تعطي صانع القرار الإماراتي الفرصة العظيمة لمعرفة مسارات تطور فكر ورؤية وتطلعات المرأة الإماراتية وقدرتها على طرح ومناقشة القضايا العامة، وهذا يشمل قضايا المرأة، و وضع الحلول لها، وهذه مساعدة جليلة تقدمها المرأة لصانع القرار الإماراتي، كأي عمل برلماني، وهذا التفاعل البَنّاء بين المرأة الإماراتية، عبر العمل الاستشاري المؤسسي، مع صانع القرار الإماراتي، يعكس تقدما ووجها حضاريا مشرقا لدولة الإمارات يخدمها على المستوى العالمي؛ خاصة على مستويات الأمم المتحدة ومنظماتها المختصة بشؤون المرأة؛ ويُعطي دلالات فعلية على إنجازات تحققها المرأة الإماراتية، خاصة على مستوى مشاركتها السياسية.
كما أن دخول المرأة العمل البرلماني يُعَد مِرانًا عمليًا، وممارسة، على أعمال مهنية عريقة وتاريخية، هي الأعمال المهنية البرلمانية، التي تدفع المرأة الإماراتية للتفاعل مع قوى العمل البرلماني النسائي في العالم، بما يسفر عن فوائد مشتركة.
وصرحت نائب مدير إدارة الشؤون التجارية، في دائرة التنمية الاقتصادية الشارقة أمل حبش: نفخر في هذا البلد المعطاء أن يصل قدر الوعي القيادي منذ عقود ماضية بدأت مع الاتحاد، إلى حد منح المرأة أولوية في الاهتمام، ودورًا رياديًا لا يقل أهمية عن دور الرجل في شتى المجالات و القطاعات، والمناصب في الدولة، ومع تطور الحقبة الزمنية، وامتداد هذه الثقة التي أوليت للمرأة، فلاشك أن يكون لها صوت، ودور متصدر كما في تجربة انتخابات "الاستشاري"، لإتاحة الفرصة لها للترشح أو الانتخاب.
ولاشك أن تفاعل المرأة بالمشاركة في العرس الديمقراطي للإمارة، يعد نتيجة حتمية للثقة المولاة لها من قبل عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ، وانعكاسًا مهمًا لكونها عنصرًا فاعلًا، ونصف المجتمع، ومكونًا أساسيًا لاستراتيجيات التطوير، والتحسين والابتكار، التي تشكلها منظومة المجلس الاستشاري بتخصصات أعضائه المختلفة، وأدواره الفاعلة الداعمة للقرارات الحكومية المهمة، والتي شاركت فيها العضوات بالصوت والرأي.
وذكرت عضوة سابقة في "استشاري" الشارقة فاطمة سبيعان: تجربة برلمانية جديدة تخوضها مواطنات الشارقة بكل جرأة وثقة وتحد جنبا إلى جانب مع الرجل، ليثبتن بحق أن أصواتهن وأراءهن من الضرورة بمكان، لبناء وتطوير المجتمع، وليس ذلك بغريب، فلقد زرعت هذه القيم الإنسانية والاجتماعية فينا على يد عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الوالد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، فضلًا عن تخصيصه عددًا من المقاعد البرلمانية للمرأة في "الاستشاري" لتشارك في مناقشة قضايا المجتمع، وما يختص بكيان أسرتها وأمن وطنها، وما يخدم مصالح الأسرة الإماراتية بوجه عام، والشارقة بوجه خاص، وهذه التجربة البرلمانية والعرس الديمقراطي الذي تشهده الإمارة حاليًا يسجل من ذهب في تاريخها.