دبي – صوت الإمارات
حدد نائب رئيس الشرطة والأمن العام، الفريق ضاحي خلفان تميم، 10 مهددات للأمن الأسري في دولة الإمارات، منها تأخر سن الزواج، وارتفاع معدلات الطلاق، والزواج من أجنبيات، وانخراط الأبناء في المجتمع الافتراضي.
وأوضح خلفان، خلال جلسة رمضانية عقدت، مساء السبت، في مجلسه، تحت عنوان: "تماسك الأسرة الإماراتية"، إن المخدرات وتنظيم "داعش" الإرهابي هما الأكثر خطراً على الشباب في الوقت الراهن.
وذكر مدير مركز دعم اتخاذ القرار في شرطة دبي أمين السر العام لجمعية توعية ورعاية الأحداث، الدكتور محمد مراد عبدالله، أن المجتمع الإماراتي الأكثر تماسكاً في العالم، حسب تصنيف المعهد الدولي للتنمية الإدارية.
وأوضح ضاحي خلفان تميم إن "الحديث عن التماسك الأسري يفرض علينا العودة إلى نهج أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي أولى اهتماماً كبيراً بالأسرة، حتى من قبل تأسيسها، إذ أوصى مراراً بخفض المهور وتخفيف الأعباء على الأزواج، لأن الرجل الذي يتزوج وهو مثقل بالديون يعيش مهموماً، ويكون أقل استقراراً وقدرة على التعايش وتحمل الظروف".
وأضاف أن المغفور له كان يحرص على الظهور مع الأطفال والشباب، ليردم بنفسه الفجوة بين الأجيال، حتى صار أباً للجميع، بعكس ما نراه من آباء يهملون أبناءهم ولا يجدون وقتاً للجلوس معهم، كما أنه ـ رحمه الله - حرص على تأصيل تراث شعبي يكشف للأجيال الجديدة كيف عانى آباؤهم في الماضي ليبنوا المجد الحالي، حتى لا يصيبهم الغرور ويعتقدوا أن ما يتوافر لديهم تحقق بسهولة.
وأشار إلى أن هناك 10 مهددات للأمن الأسري، هي الطلاق الذي ارتفعت نسبته بشكل لافت، فوصلت إلى نحو 43% من إجمالي الزيجات، حسب إحصاءات العام الماضي، أي ما يعادل تقريبا ثلث زيجات المواطنين، لافتاً إلى أنه عاين بنفسه حالات انفصال تحدث لأسباب كان يمكن تفاديها أو تجاوزها بشيء من الصبر والتحمل.
وحذرت دراسة، عرضت في الجلسة، من تأثير مواقع التواصل الاجتماعي وتلقي رسائل نصية على هاتف أحد الزوجين، في زيادة حالات الطلاق، فيما أفادت دراسة ميدانية أجرتها الهيئة الاتحادية للموارد البشرية، بأن 16٪ من حالات الطلاق كانت بسبب طول ساعات عمل المرأة واختلاف الإجازات بين الزوجين.
وتابع ضاحي خلفان أن المهددات تشمل أيضاً تأخر سن الزواج للذكور، فحسب الإحصاءات بلغ متوسط السن 40 عاماً، وكذلك العنوسة بين النساء، إذ ارتفعت نسبة غير المتزوجات اللاتي تخطين 30 عاماً، موضحاً أن الزواج من أجنبيات يعد من بين المهددات للأمن الأسري، إذ تشير الإحصاءات إلى أن 20% من المواطنين يتزوجون غير مواطنات.
وزاد أن من مهددات الأمن الأسري كذلك، رفقاء السوء الذين يعتبرون السبب الأول لجر الأبناء إلى المخدرات، ويستغلون غياب رقابة الأهل، وتقلص الوقت الذي يقضيه الأب مع أبنائه للتسلل إليهم والتأثير فيهم، لذا يجب على الآباء أن يكونوا قريبين من أبنائهم، ويشاركوا بشكل مباشر ومقبول في اختيار رفاقهم.
وأفاد بأن المهددات تتضمن ترك تربية الأبناء للمربيات، وتأثير العولمة في سلوك الأبناء، والانبهار بثقافات وعادات غريبة لا تتسق مع التقاليد الإماراتية، والانخراط في العالم الافتراضي، وما يقابله من انعزال عن الواقع، وعدم تطور السلطة الأبوية للأب بما يتناسب مع الظروف والمتغيرات، إذ لم يعد ممكناً فرض السيطرة المطلقة على الأبناء، بل يجب منحهم هامشاً من الحرية مع الرقابة، وأخيراً، محاولات التأثير الخارجية وزرع الانقسام بين أفراد الأسرة الواحدة، لكن يقابل هذه المحاولات جهد من الدولة ووعي وتماسك من الشعب الإماراتي.