دمشق - جورج الشامي
أكّدت منظمة "العفو" الدولية أن اللاجئات السوريات في مخيم "الزعتري" في الأردن يعشن مع الخوف من العنف الجنسي، أو المضايقة الجنسية، ويخشين الذهاب إلى المراحيض لوحدهن في الليل.
ودعت المنظمة، في تقرير جديد أصدرته، الخميس 31 تشرين الأول/أكتوبر 2013، تحت عنوان "قيود متزايدة وظروف قاسية: محنة الفارين من سورية إلى الأردن"، إلى "تقديم دعم دولي إلى الأردن، بغية مساعدته على وضع حد للقيود الحدودية المفروضة
على اللاجئين الفارين من النزاع المسلح في سورية"، مشيرة إلى أن "مئات الأشخاص الفارين إلى الأردن، وغيره من البلدان المجاورة، تتم إعادتهم على الحدود"، مبينة أن "هناك صعوبات متزايدة يواجهها الأشخاص الذين يحاولون الهروب من النزاع في سورية، إلى الأردن وغيره من البلدان، وتم ترحيل عشرات الأشخاص إلى سورية قسراً، فيما يكابد العديد من الأشخاص، الذين يُسمح لهم بالإقامة، في الحصول على الخدمات الأساسية"، موضحة أن "المجتمع الدولي يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في تقديم الدعم إلى بلدان المنطقة، التي تحمل أعباء اللاجئين من سورية على كاهلها رغم شحِّ مواردها، ويتعين عليه القيام بإجراءات عاجلة، بغية وضع برامج خاصة بالمساعدات الإنسانية الدولية، وإعادة التوطين، وتلافي وقوع أزمة أسوء، عقب فرار أكثر من مليوني لاجئ من سورية، وجد غالبهم ملجئ في كل من لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر، ونزوح ما لا يقل عن 4.2 مليون إنسان داخل سورية"، لافتة إلى أن "المقيمين في مخيم الزعتري، الذي يؤوي نحو 120 ألف لاجئ سوري، يواجهون صعوبات في الحصول على الخدمات الأساسية، مثل المياه الصالحة للشرب، وارتفاع معدلات الجريمة، وضعف الأمن".
ونقلت المنظمة عن نساء وفتيات في مخيم "الزعتري" أنهن "يعشن في ضوء الخوف من العنف الجنسي، أو المضايقة الجنسية، ويخشين الذهاب إلى المراحيض لوحدهن في الليل، خوفاً من التعرض للتحرش الجنسي"، مشيرة إلى أن "أطباء أكدوا أن النساء في المخيم أُصبن بالتهابات بولية، على نحو متزايد، نتيجةً لمنع أنفسهن من استخدام المراحيض لفترات طويلة"، وتابعت، نقلاً عن لاجئات سوريات أخريات، أن "رجالاً أردنيين يأتون إليهن باحثين عن عرائس، وعندما تكون العرائس المحتملات صغيرات السن، يكون هناك تصور بأنهن يتمتعن بمنزلة اجتماعية أدنى، لكونهن لاجئات، كما أن الزيجات المترتبة على ذلك، والتي ربما يكون بعضها موقتاً، يمكن أن تعرِّض النساء لخطر الاستغلال".
وأوضح مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو فيليب لوثر أنه "من غير المقبول أن يُمنع عشرات الأشخاص الفارين من سورية، بمن فيهم عائلات لديها أطفال صغار، تطلب اللجوء هرباً من القتال، من دخول البلدان المجاورة، كما أن تشديد القيود الحدودية يشكل عائقاً أمام الأشخاص الفارين من سورية إلى الأردن وغيره من بلدان المنطقة، بعد أن خسر العديد منهم كل شيء"، مبينًا أن "تدفق اللاجئين السوريين ألقى عبئاً هائلاً على كاهل بلدان المنطقة، وشكَّل ضغطاً كبيراً على مواردها، بيد أن ذلك يجب أن لا يُستخدم كمبرر بغية منع الأشخاص من الدخول، أو إعادتهم قسراً إلى منطقة النزاع والأزمة الإنسانية في سورية"، مشدّدًا على أنه "من حق اللاجئين، الذين فروا من النزاع في سورية، الحصول على حماية دولية"، محذّرًا من أن "إعادة مثل هؤلاء الأشخاص إلى سورية قسرًا يعتبر انتهاكًا فظيعاً لمعايير حقوق الإنسان".