لندن ـ رانيا سجعان
جوان هنريتا كولينز، الجدة ونجمة المسرح والسينما الخالدة ، لاتزال في عنفوانها، وتبدو أكثر من رائعة في الحقيقة أكثر منها في صفحات المجلات اللامعة التي كانت تظهر فيها لأكثر من 60 عاما.
إنها تتحول أيضا لتكون دافئة ومرحة ومضحكة ونضالية رائعة لاسيما حينما يتحول الحديث إلى خلافاتها الأخيرة مع النجم السينمائي توبي ستيفنس، ومتظاهري اليسار المثيريين للاشمئزاز ممن عطلوا جنازة البارونة تاتشر، و"الغباء الدموي" لواء التصحيح السياسي
الذي يحاول تحريم كلمة "ممثلة".
وقالت "كم هم جريئون! أقصد ، كم هم جريئون هؤلاء الأشخاص الذين يقولون إنني يجب أن أستخدم عبارة "ممثل أنثى" للحديث عما فعلته معظم حياتي. كم جريئون لكي يحاولوا أن يخبرونني أن كلمة "ممثلة" تعني "الإثارة".
مثل العديد من المحنكين في مجالها ،رواية جوان عظيمة، في الحقيقة، قضينا ساعة ونصف معا كانت مرحة من خلال سلسلة من الحكايات المثمرة والجيدة عن مهنتها الحافلة في نظر الجمهور.
إنها طائشة حينما تتحدث عن أزواجها الخمسة ،وقرابة ثلاثة عشر صديقا تم تسجيلهم أثناء حياة حب المسلسلات التلفزيونية المليئة بالفيرومونات والهرمونات الجنسية، والتي كانت تنشر صفحات المجلات فترة الخمسينات.
لكن أول طلب لجوان لتناول الطعام، كان لقاؤنا في "سان لورنزو"، وهو مطعم إيطالي باهظ بالقرب من شقتها في نايتسبريدج في لندن.
والمكان مليء بالنوادل والأعمال الفنية الباهظة. وكان واحدا من الأماكن المفضلة للأميرة ديانا، لذلك كان مألوفا بدرجة كبيرة في فترة الثمانينات. في الأعوام الأخيرة أصبح يعد مؤسسة بريطانية جليلة.
وتحمل حقيبة ضخمة وآي فون مغطى بجلد الثعبان بطريقة تستغني بها عن الحكمة كالمعتاد مثل ،الأشخاص الذين يتعمدون الإثارة مثل الأغبياء! هناك 110 آلاف متابع لحركتها.
وأيضا زوجها المحبب بيرسي غيبسون، المنتج المسرحي الوسيم البالغ من العمر 48 عاما أي أصغر من جوان ب32 عاما (إذا توفي، يتوفي!،حيث أنها تسخر من فجوة العمر في العلاقة.)
وكان جوان وبيرسي التقيا حينما كان ينتج مسرحية في جولة ظهرت فيها في عام 2001. تقول إنها "اعتقدت أنه كان جذابا، ولكنها لم تنجذب إليه كثيرا في البداية". وأضافت "لذلك أصبحنا أصدقاء لفترة طويلة قبل أن نكون عاشقين."
العلاقة لم تتحول إلى حب إلا بعد عدة أشهر من الرحلة، بعد أن أرسلت بيرسي لشراء بعض أقلام تحديد العيون. وعاد واشترى "الماسكرا". أخبرته "لايمكن أن تكون رجلا مثلي الجنس إذا".
وتزوجا بعد أشهر قليلة، منذ 11 عاما الآن، مدة أطول من أي زوج من أزواجها الأربعة السابقين. لذلك، ما هو سر بيرسي؟
أجابت بصوت وقور، والذي سيكون مألوفا لمتابعي أي من 118 فيلم لها ومسلسلاتها التليفزيونية "أنه فقط ألطف بكثير من الآخرين".
'حقا، بيرسي مجرد رجل عظيم، رجل لطيف حقا، الجميع يعشقه. أطفالي، وأحفادي، وشقيقتي، وشقيقه (بيل، وهو رجل أعمال). نحن جميعا نعتقد أنه رائع حقا، وحنون".' لا أريد أن أبدو بكاءة، لكنه غيّر حياتي.'
وبيرسي ينصح جوان بشأن مشاريعها وأعمالها الآتية ويديرون ملفاتهم في منازلهم، شقة في نيويورك ،وأخرى في لوس أنغلوس وفي لندن، وفيلا كبيرة في جنوب فرنسا.
والشهر الماضي، جوان وبيرسي كانل يقضيان الصيف في الفيلا، التي تقع بالقرب من سان تروبيز.
أثناء النهار، يلعبون البوكر مع جوليان كلاري صديقه، ويلتقون بالضيوف. وأثناء الليل، يتوجهون للاحتفال مع عارضة الأزياء كيت موس والفنانة تريسي إمين في النوادي والمطاعم في سان تروب، يقفون فقط لتسجيل المناسبات للأجيال القادمة وتجميل الصور الفوتوغرافية على تويتر.
وظُهْر أحد الأيام، وقفا أمام حمام السباحة للتصوير من أجل مجلة "هالو" . وفي وقت لاحق، التقطا صورة عائلية مع أحفاد المفضلين لجوان. ابنتها "تارا نيولي" التي تعمل في المجال الاجتماعي لديها فتاة وولد، بينما ابنها الفنانة "ساشا" لديها طفلة واحدة.
أواخر هذا الشهر، عادا إلى لندن قبل رحلة قصيرة لنيويورك، لوس أنغلوس وبوسطن، حيث تعيش هناك ابنتها الصغرى، الكاتبة كاتي كاس.
ولكن كان هناك زيارة غير مخطط لها لجوان من قبل لص فرنسي، ومواجهة مع بعض الصحافيين الذين يطاردون الفنانين في سان تروبيه، ممن قاموا ببيع مجموعة من الصور وهي بملابس السباحة على أحد القوارب.
كما أنها واجهت خلافا علنيا قصيرا مع توبي ستيفنس، الذي كتب مقالا غير جيد يتذكر فيه حينما كان يدرس الدراما ، ويحصل على التذاكر للذهاب إلى مسرح "ويست اند" الذي كانت فيه كولينز نجمة "الحياة الخاصة Private Lives" لنويل كوارد.
وبعد أسابيع عدة، تقول جوان "توبي ستيفانس..ماهذا ، ماصرحت به لم يكن ضروريا على الإطلاق، واحدة من القواعد التي يجب أن تأخذ في الاعتبار لكي تصبح ممثل او ممثلة هو ألا تتحدث عن الممثلين أو الممثلات الأخرى، ولاسيما اذا كنت لاتعرفهم".
لقد بَلَغَت ال80 عاما ، ولكنها لم تفقد أبدا تألقها ، مثل عارضة أزياء مراهقة لملابس السباحة. وهي تنحدر من خلفية متواضعة، حيث كان والدها جوزيف وكيل مسرحي ناجح في لندن ، إلى أن أصبحت نجمة بهوليوود.
وتقول "لقد تم التصويت علي اني اجمل فتاة في العالم عام 1958، وكان يتودد إلى كل شاب ورجل في لوس أنغلوس، لم أخرج معهم جميعا".
وفيما يتعلق بعمليات التجميل تقول "لم أخضع لأي عملية تجميل، كما أن لدي فوبيا وخوفا من الإبر . أعني أنني قمت بحقن البوتكس مرة واحدة، اعترف بذلك. ولكن الأمر كان عذابا. كما أنك تقوم بذلك من أجل أن تبدو قبيحا، وهذا هو السبب الذي يجعل ممثلات اليوم تبدو سخيفة".
وتقول "يعتقد الناس أنني ارتدي الشعر المستعار طوال الوقت، لا أقوم بذلك، فأنا أرتديها في حالة التوجه إلى حفلة ما، وذلك من أجل أن أحصل على هذا الشكل، فإن شعري يحتاج لقرابة ساعتين ونصف، وأنا عادة لا أتحلى بالصبر لكي أمكث طوال هذا الوقت مع مصفف الشعر لكي أقوم بذلك".
وفشلت جوان في معرفة لماذا امتداد الشعر الذي تستخدمه لشعرها مقبولا ،بينما الشعر المستعار غير مقبول.وتقول "أجد أنه من الغريب للغاية،الكيل بمكيالين".
ويبدو أنها تؤكد على شيء معين، لذلك قامت بإطلاق مجموعة من الشعر المستعار لماركة خاصة بها وتضم مجموعة من الشعر المستعار المنتفخ، يبلغ سعر الواحدة قرابة 100 جنيه إسترليني. وتسمى مجموعة "جوان كولينز ديناستلي"، في محاولة لتعزيز إحساسها بذاتها"التر ايجو" الذي اشتهرت به حينما كانت تقوم بشخصية " الكسيس كارينغتون".
وكما هو لخزانة ملابسها، فجوان تصمم ملابسها لنفسها وتقوم بحياكة الفستان بالاستعانة بخياطة تجعل هويتها سرا.
وتقول"لقد أعطيت تفاصيل الخياطة الخاصة بي ل"سيلا بلاك Cilla Black" ذات مرة ،وكان هذا خطأ فادحا، وبعد ذلك، كل مرة يُطلَب مني ذلك، أعتذر".
لكننا انحرفنا عن الموضوع ،لأننا نجتمع لأن جوان كتبت كتابا جديدا، تقول إنه "مذكرات مصورة" عن حياتها وأوقاتها، وتقدم لقرائها مجموعة كاملة عن أصدقائها وأزواجها وأصدقائها السابقين.
سيرتها الذاتية "باشن فور لايف Passion For Life" سيتم نشرها متسلسلة علي موقع "ميل" الأسبوع المقبل، وهذه السيرة صريحة لا تعرف الخوف، وأحيانا فاحشة، وقد تدخلها في بعض المشاكل.
فهي تذكر عشرات التفاصيل عن الأحباء السابقين، ومن بينها نيكي هيلتون، وريث الفندق الأميركي، الذي كان فخورا بشكل مفرط برجولته. وبيل ويجنز، الاجتماعي الذي رافقها لمدة 11 شهرا عام 1987 .
ونسمع أيضا عن علاقاتها المؤقتة مع ريان أونيل، هاري بيلافونت و وارن بيتي، الذي كان يحتاج إلى ممارسة الجنس مرات عدة في اليوم، وأصبحت حاملا من بيتي في مطلع الستينات، مما اضطرها إلى الإجهاض؛ في هذه الأيام، كانوا أصدقاء رائعين."
ثم هناك آرثر لوف الابن، قطب هوليوود الذي كانت تواعده في الخمسينات. وأنتهت العلاقة بينهما على قاعة الرقص في حفل عشية رأس السنة الجديدة من قبل يهمس في أذنها"أنت مزعجة"، وترد جوان "أنت ممل ! '
ومن المرجح أن يكون العاشق السابق روبين هولستون هو الأكثر استياء من هذا الكتاب، تاجر التحف المخنث التي كانت تواعده في التسعينات . لم تتحدث جوان من قبل عن قلاتهما ، ولكنها تتحدث عنها في كتابها الجديد.
روبين كان الرجل الذي كره شهرة جوان وأطفالها كثيرا لدرجة أنه كره قضاء عيد الميلاد معهم. وانهارت علاقتهما 1997، وتقول إنه منذ انفصالهما ولم يحدث بينهما اي اتصال.
ووتحدث في كتابها عن أزواجها السابقين، الممثل ماكسويل ريد، في الفترة 1952-1956، والممثل أنطوني نيولي، في الغترة 1963 -1971 وكان زير نساء، مثل المغني السويدي بيتر هولم ،في الفترة 1985 – 1987 . والموسيقي رونالد كاس في الفترة 1972-1983 وكان مدمن كوكاين.
ونتيجة لتجربتهما معا، تقول جوان "أنا أكره المخدرات للغاية". وتتحدث عن تجربة شخصية "لقد تناولت الكوكايين ذات مرة مع الممثل ناتاليا وود وكان فظيعا، لقد ذهبنا إلى الديسكو وبعد ذلك وجدت أن الساعة السادسة صباحا وأنا أرقص بمفردي.
وبدلا من أن تصبح ضحية هوليوود، كرّست جوان حياتها للعمل الجاد ولأطفالها. وبعد أن ذاقت طعم الشهرة في سن المراهقة، واجهت تراجعا في أواخر السبعينات.
ذلك حتى حقق مسلسل"ديناستي Dynasty"نجاحا كبيرا ، واستمتعت جوان بالأمن المالي لدفع فواتير هذه الفترة الصعبة، وظهرت على مجلة بلاي بوي الإباحية وظهرت عارية في عدد من الأفلام، التي قالت إنها ربما تكون نستها، وأكثر هذه الأفلام التي يمكن تذكرها "ذا ستود The Stud" عام 1978. تقول جوان إنها حصلت مقابل هذا الفيلم 18 ألف جنيه إسترليني.
وعن خططها المسقبلية، ستطلق جوان كتاب "باشن فور لايف" في سيلفريدجز في وقت قريب، كما أنها مشغولة بإعادة تجديد منزلها في لندن، وستقوم بدور صغير في فيلمين للأطفال. وهانك الكثير من الطلبات للظهور على التلفاز وفي تليفزيون الواقع ولكنها ترفض.
وتقول "لقد رفضت الظهور في "سليبرتي بيج برازر Celebrity Big Brother، و"ستريكتلي Strictly، و"أميركان وان" ، و"دانسنج وذ ذا ستارز" ". وأضافت "لا أشعر أنهم يناسبوني، وطلب مني أن أشارك في تليفزيون الواقع ولكن رفضت". "لا أحد يدخل غرفة معيشتي ويراني فيها".
وبالتأكيد، فما سَمَحَتْ به جوان كولينز أن يعرفه الجمهور هو حقا رائع بما فيه الكفاية.