واشنطن ـ رولا عيسى
كانت كاثرين راسيل، أرملة أحد المشتبه فيهم في تفجيرات بوسطن، وهو تاميرلان تسارنايف فتاة أميركية طبيعية، ولكن زوجها المتطرف أثر على مفاهيمها عن طريق "غسيل الدماغ ".وحصلت، الإثنين، MailOnline على لمحة أولى من صور الفتاه في وقت مبكر من حياتها، وقال أصدقاؤها إنها تحولت تمامًا بعد معرفتها بـ تسارنايف. كان لها في المدرسة الثانوية شعار خاص وهو "افعل شيئًا حيال ذاتك أو كف عن الشكوى". كانت تحلم بالذهاب إلى الجامعة والانضمام إلى فيلق السلام. وحثت صديقاتها على الاستمتاع بالأشياء الصغيرة في الحياة". بدلاً من ذلك التقت تسارنايف الذي يبلغ من العمر 26 عامًا، وهو رجل محروم جاء إلى أميركا من وطنه المضطرب في الشيشان، وقام بالسيطرة عليها بسرعة كبيرة. مع حلول الوقت الذي كان عمرها 21 عامًا كانت قد تزوجته وحملت بابنته زهرة، وهي الآن تبلغ من العمر ثلاثة سنوات. وكانت قد اعتنقت الإسلام، وغطت شعرها الكستنائي تحت الحجاب وتغيرت كثيرًا، حتى إن القليل من أصدقائها هجروها لأنهم لم يستطيعوا فهمها. عادت كاثرين التي كانت تقيم في منزل والديها في ولاية رود آيلاند، الأحد، إلى كامبريدج لتقيم في منزلها في ماساتشوستس، الذي كانت تعيش فيه مع زوجها الراحل. كانت كاثرين ترتدي حجابًا بنقشة جلد النمر عندما دخلت إلى البيت ذي اللون الأبيض لجمع بعض المتعلقات وقطتها الأليفة في حين انتظرت ابنتها في السيارة. عادت، الإثنين، لمنزلها، وفي رفقتها وكلاء الشرطة الاتحادية الذين حققوا مع كاثرين وعائلتها، الجمعة. فقد وصل يوم الاحد ثلاثة وكلاء، رجلان وامرأة، وكل منهم يرتدي نظاراته الشمسية الداكنة لتسليم حزمة لمنزل عائلة راسل. كانت والدة كاثرين السيدة جوديث في البداية مترددة في فتح الباب الأمامي، ولم تفتحه بالكامل إلا بعد أن طلب منها الضباط ذلك، ويعتقد أن العملاء الفيدراليين قد أظهروا بطاقاتهم. عاد ضباط الشرطة الاتحادية في حوالي الساعة 7.30 إلى بيت أسرة راسل، كما كان هناك زيادة ملحوظة في نشاط إنفاذ القانون في هذا الحي الهادئ. وعلمت صحيفة MailOnline أن محامي الأسرة دخل من الباب الخلفي، كما شوهد الكثير من ضباط يدخلون منزل الأسرة. جلس الضباط لمدة ساعة أو أكثر قليلًا. بعد لحظات من مغادرتهم، غادر أيضًا محامي الأسرة أماتو ديلوكا. وقال ديلوكا إنه لا يستطيع مناقشة أي تفاصيل، واكتفى بالقول إن هناك "محادثات". وأضاف: "نحن نبذل قصارى جهدنا للتعامل مع وضع صعب للغاية. الأسرة تمر بالكثير. هذا هو أفضل ما يمكن القيام به في الوقت الراهن". وكان وجودهم يثير مسألة مدى معرفة كاثرين بأنشطة زوجها الراحل. معرفة كاترين بتحركات زوجها، والأفكار والخطط التي كان ينظمها وقربها إلى كل من أخويه يجعلها شاهدًا رئيسيًا في القضية. كانت كاثرين تعيش مع زوجها عندما سافر إلى ماخاتشكالا في العام 2011، وهي رحلة تجذب الآن المحققين الذين يحاولون تحديد ما إذا كان قد التقى مع جازيكمراد دولغاتوف في ذلك الوقت. كان دولغاتوف الجهادي الداغستاني قد توفي في العام 2012 بعد مواجهة مع الأجهزة الأمنية الروسية. كما سبق أن تم الكشف أن تسارنايف كان على قائمة المراقبة في مكتب التحقيقات الفيدرالي خلال ذلك الوقت، كما طلب منهم النظر في صِلاته المحتملة بالجماعات المتطرفة. كل من كان يعرفها عندما كانت طفلة لم يتوقع أن هذه هي الطريقة التي سيظهر بها وجه كاثرين للعالم، ولا أن حياتها وهذا العدد الكبير من سكان بوسطن سيتم قتلهم بعنف بسبب شقيقين من الشيشان، والسبب غير واضح ولكنه وحشي. كفتاة نشأت في ولاية رود آيلاند كانت كاثرين معروفة لصديقاتها باسم كاتي، وقالت واحدة من صديقاتها في المدرسة، والتي طلبت عدم الكشف عن اسمها: "رأيتها قبل بضعة أشهر، وكانت قد تحولت تمامًا. لم تكن الشخص نفسه على الإطلاق". ووافقتها الرأي أيضًا صديقة أخرى، وقالت: "لقد كانت فتاة أميركية طبيعية، ولكنها تعرضت "لغسيل دماغ" من قبل زوجها المتطرف دينيًا. لا أحد يفهم ما حدث لها. لا أحد منا كان يحلم أنها سوف تتزوج في هذا السن الصغير أو أن تترك الكلية وتحمل بطفل، أو أن تحول ديانتها، أو أن تكون جزءًا من أي من ما حدث. إنها ليست الشخص نفسه في كل شيء". كانت كاثرين البنت الكبرى بين ثلاث بنات، لطبيب طوارئ وهو الدكتور وارن راسيل والممرضة جوديث، وكانت لديها خلفية عن قيم الأسرة والتعليم. ودرست في مدرسة Daisyville، شمال كينغستاون، وعندما كانت في الصف السادس كانت تبتسم في صورة الكتاب السنوي 2001-2002 المخصص لشرطة كينغستاون الشمالية وأقسام الإطفاء في أعقاب 11 أيلول/ سبتمبر، وهو تاريخ سيظل في أذهاننا إلى الأبد". كان جزء في الكتاب يحمل عنوان "الحرية الدائمة"، حيث كانت المدرسة مع بقية الأمة تعلن رفضها أن تكون مهددة من قبل الأعمال الإرهابية التي أصابت الوطن في ذلك اليوم. في العام 2004 تقدمت كاثرين إلى مدرسة الشمال كينغستاون الثانوية. شاركت ببسالة في حفل المدرسة "اليوم السيء للشعر"، وارتدت ملابس رائعة ليوم الاحتفال بهاواي، على الرغم من أن المناسبة وقعت في شهر تشرين الأول/ أكتوبر البارد. كانت عضوة في فريق الرقص ونادي الفن، وفي الصف الحادي عشر منحت Silver Key لصورة غريبة لقطة تطارد فأرًا داخل حذاء الباليه. كان طعامها المفضل Pad Thai، كما تنافست مع أقرانها في الصف يوم التلوين الذي انتهى مع سباق Pep Rally وهو عبارة عن بحار من ألوان الأخضر والأزرق والأحمر والأسود التي ملأت المدرجات في الملعب. وقال زميل يتذكر كاثرين من تلك الأيام: "الشيء الغريب هو أنه لم يكن هناك أي أسباب لتتحول كاثرين بهذه الطريقة. والداها أشخاص طيبون، وأخواتها فتيات رائعات. ولكنها التقت هذا الرجل، وأنا أعتقد أنه سبب تغير كل شيء". كانت كاثرين طالبة في جامعة سوفولك في بوسطن عندما التقت به، وخلال ذلك الوقت غيرت ديانتها، وتغيرت روح الشباب لديها، ولم تعد من أولوياتها، وغادرت الجامعة في العام 2010 من دون تخرج. مع حلول ذلك الوقت كانت في علاقة معه، ولم يتمكن القبض عليه بتهمة الاعتداء عليها في العام 2009 أن يغير ذلك. ووفقًا لتقارير شرطة مدينة كامبريدج وقعت الحادثة في تموز/ يوليو في منزل ماساتشوستس، الذي كانت تقيم فيه رفقته، وعندما تم التحقيق معها وصفته بأنه "رجل لطيف جدًا". ويوجد شيء غريب ومقلق قالته في كتاب تخرجها من المدرسة الثانوية حيث قالت: "لا تأخذ أي شيء كأمر مسلم به"، وقالت نصائح نقلاً عن ديفيد باوي "الرمال المتحركة": "لا تؤمن بنفسك، ولا تنخدع بالمعتقدات لأن الخطوط المحيرة تسير، والمعرفة تأتي من إطلاق الموت".