تونس - صوت الإمارات
نجحت سعاد عبد الرحيم مرشحة حزب "النهضة" الإسلامي، في أن تصبح أول امرأة تتقلد منصب عمدة في العاصمة التونسية، وذلك بعد تفوقها على مرشحة حزب "نداء تونس" بفارق 6 أصوات في الانتخابات البلدية.
الانخراط في السياسة
قالت عبد الرحيم: "انخرطت في العمل السياسي منذ سنوات الجامعة وانضممت عام 1985 إلى الاتحاد التونسي للطلبة، وتخرجت عام 1992، وترشحت لانتخابات 23 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2011 كرئيسة قائمة النهضة في دائرة تونس الانتخابية، وفزت بمقعد في المجلس الوطني التأسيسي المكلف بإقرار دستور جديد للبلاد".
وأكّدت عمدة المدينة بأن فوزها في انتخابات مجلس البلدية هو فوز لكل امرأة تونسية وعربية، وهو نتاج جهود نضالية للجمعيات النسائية وغيرها من المنظمات التي تدافع عن حقوق المرأة.
وأردفت قائلة:
"ترشحت للانتخابات المحلية لأنني أومن بضرورة توزيع السلطة عبر البلديات لممثلي البلديات في المناطق المركزية والمناطق الجهوية، فالسبب الرئيسي لقيام الثورة التونسية هو تحرك بلديات منسية ومهمشة، وبالتالي من المهم جدًا توسيع السلطة وتوسيع أكبر عدد ممكن من المنتخبين لتمثيل بلدياتهم في السلطة بشكل عام وفي السلطة المحلية بشكل خاص".
التوقعات بالفوز
أوضحت رئيسة البلدية بأن المنافسة كانت قوية جدًا، ولكن هذا ما دافعها للمضي قدمًا، وإيمانها بنفسها وبمستقبل تونس وبالديمقراطية التشاركية وبضرورة تركيز الديمقراطية وحماية المسار الديمقراطي في تونس كان كفيلًا لتحقيق الفوز.
البرنامج الانتخابي
أوضحت عبد الرحيم بأن برنامجها الانتخابي تضمن ثلاث أنواع من الخطط، قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى.
واشتملت الخطة القصيرة المدى على دعم جمالية المدينة والاهتمام بالنظافة والتنوير والتشجير والتوازن الإيكولوجي للعاصمة، والضرب بقوة على كل المخالفين والمخربين.
وتركز الخطة المتوسط المدى على تهيئة المناطق الخضراء والملاعب للأجيال القادمة، والعمل على تأهيل مراكز الصحة الأساسية وتأهيل روض الأطفال.
وتهدف الخطة البعيدة المدى بالقيام بتهيئة عمرانية تكون أكثر واقعية ومرتبطة بالظروف الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية في تونس، مشيرة إلى أن الانتقال المركزي إلى السلطة البلدية يتطلب مدة طويلة قد تتجاوز المدة النيابية.
المرأة التونسية
قالت عبد الرحيم بشأن وضع المرأة في البلاد "القوانين والتشريعات في تونس تعطي للمرأة حقوق كثيرة وتسمح تقلدها مناصب عدة في الدولة، ولكن للأسف فإن نسبة النساء في موقع القرار لا تتعدى 10 % وهذه النسبة ضئيلة جدًا بالمقارنة مع نسبة نشاطها ونضالها."
وشددت على ضرورة التخلص من العقلية الذكورية السائدة في المجتمعات العربية كافة من خلال اعتماد قانون انتخابي، على المستوين الأفقي والعمودي والذي من شأنه أن يمّكن المرأة تبوهأ مراكز حساسة في الدولة.
التوفيق بين الأسرة والعمل
أكدت عبد الرحيم أن التوفيق بين المجال الأسري والمجال العملي هو تضافر جهود كل أفراد الأسرة، ويجب تحقيق توازن مع من هم بحاجة إليك مع العمل فذلك هو النجاح، مشيرة إلى أن المرأة لديها من الحكمة والقدرة في التوفيق بين مختلف المجالات،
وأوضحت أن الفوز في الانتخابات يمثل بداية تغيير العقلية الذكورية، وهي دليل على تنامي الثقة المرأة وقدرتها على القيادة بخاصة في المرحلة المقبلة".
التحديات المقبلة
وكشفت رئيسة بلدية تونس بأن أكبر تحدي لخطة العمل هو وجود أزمة اقتصادية تنعكس على الظروف الاجتماعية والسياسية أيضًا، لافتة إلى أن هذه المشكلة عالمية، وتمر بها مختلف دول العالم.
وأكدت على إيمانها بقدرة تونس على تجاوز هذه العراقيل من خلال تكثيف الجهودة والتحلي بالأمل والحوكمة الرشيدة وبطاقات الشباب التونسي والإرادة القوية و التوفيق بين العمل والاسرة.
وأضافت "تركيزي الوحيد واهتمامي الأول هو انجاح تجربة الحكم المحلي، 5 سنوات هي طويلة المدى ولكن قصيرة الانجازات، وبالتالي يجب أن نعمل على إنجاح هذه المدة، ونعمل على تحقيق وحدة التونسيين والتونسيات وتجاوز الاختلافات والتركيز على ما يجمعنا من نقاط التقاء.