آلاف المتظاهرين وسط بيروت

دقيقة واحدة مع سيدة كانت كفيلة برسم صورة كاملة واضحة المعالم لمعاناة الشعب اللبناني، الذي تحاصره الأزمات الاقتصادية والصحية، قبل أن يأتي انفجار بيروت ليخرج ما تبقى داخله من غضب، وذكرت سيدة كانت في أحد شوارع بيروت، لتجس نبض السكان بعد 5 أيام من الانفجار الذي وقع في الميناء وهز العاصمة اللبنانية، وأدى إلى وفاة أكثر من 150 شخصا وإصابة الآلاف وتشريد مئات الآلاف.

كانت منهمكة على ما يبدو في تنظيف الشوارع ورفع مخلفات الانفجار الضخم، لكن في قلبها كانت مخلفات سنوات الفساد والإهمال الذي عايشه الشعب اللبناني مع حكوماته باقية.

تحدثت السيدة التي ظهرت رغبتها في التنفيس عن غضبها بعفوية شديدة، جعلتها تنسى حتى التعريف عن نفسها، لكنها عكست مطالب الشارع الذي يغلي بالاحتجاجات منذ أشهر، قبل أن يهدأ قليلا ثم يعود إلى الاشتعال بعد مأساة المرفأ.

وبينما كانت مراسلتنا تستطلع رأي الضيفة الغاضبة عن توقعات برحيل وزير البيئة، قالت السيدة بحرقة وألم: "كل الرؤساء. كل واحد جالس على الكرسي يجب أن يرحل".

وتابعت: "دمرونا هلكونا شحدونا. يتركونا مع معاناتنا في بيوتنا. لم تعد لدينا بيوت. يرحلوا عنا (...) كيف ينامون؟ عليهم أن يأتوا ليروا هل يأكل أولادنا؟ الله ينتقم منهم".

وأردفت السيدة التي بدأ صوتها يختلط بالدموع: "يتركونا مع معاناتنا. مع أمراضنا. مع ما نعانيه. يرحلوا عنا. تعالوا ألقوا نظرة على أشكالنا. لا أحد يتحمل، كل بلاد الدنيا تتفرج علينا".

وتابعت: "يرحلوا عنا من رئيس الجمهورية لأصغر واحد".

وهذه السيدة صوت من بين آلاف الأصوات التي طالبت إطاحة الحكومة والزعماء السياسيين على مدار الأيام القليلة الماضية، بعد الانفجار الذي دمر أجزاء كبيرة من بيروت وأعاد إشعال نار أزمة سياسية كانت تحت الرماد.

والأحد دعا لبنانيون إلى استمرار الانتفاضة، وسط غضب عارم من جراء الحادث الذي كشفت تحقيقات أولية أن سببه إهمال على مدار سنوات في رفع مادة نترات الأمونيوم المتفجرة من ميناء العاصمة.

وطالب المتظاهرون الحكومة بالاستقالة، وتحول الغضب إلى مشاهد عنف في وسط بيروت يوم السبت.

والأحد أعلنت وزيرة الإعلام منال عبد الصمد ووزير البيئة دميانوس قطار استقالتهما من حكومة حسان دياب، وسط توقعات باستمرار الاحتجاجات الساعية لإطاحة الطبقة الحاكمة بالكامل.