دبي - صوت الامارات
"أين الفنانة رزيقة طارش؟ لماذا لم تظهر منذ وقت طويل على أي من شاشات الدراما المحلية والخليجية، سوى في أعمال معادة؟ وما سر غيابها التام عن الموسم الدرامي الأخير تماماً.. هل هي بخير؟".. هذه بعض من جملة أسئلة قالت طارش: "إنها كانت تتوقع أن تُثار، وتصل إليها هي شخصياً، بدلاً من التجاهل الذي تعانيه، مثل نخبة من الممثلين (القدامى)، على حد تعبيرها، أو الشائعات الرديئة، التي تختزل الأمر في الترويج لمرضها".
وعلى الرغم من إحباط شديد تسعى إلى تجاوزه، فإن خفة ظل الفنانة التي اشتهرت بشكل مميز في أدوار كوميدية لا تغيب عن ذاكرة المشاهد، منها دور "ذبابة"، في (السيت كوم) متعدد الأجزاء "عجيب غريب"، وثنائياتها مع الفنان جابر نغموش في "حظ يا نصيب"، وغيره، إلا أن طارش تنسج في واقعها أيضاً دائرتها الكوميدية الفطرية، ولكن ليس أمام كاميرا التصوير الدرامي، أو حتى فوق خشبات المسارح الأهلية، كما اعتادت، ولكن في دوائر تعاملها مع أبنائها وأحفادها، وأيضاً مع أصدقائها وجيرانها.
قضايا فنية كثيرة تشغل طارش، التي باتت أكثر رصداً للواقع الدرامي المحلي، وما بين الكثير من الظواهر، التي تراها الفنانة القديرة ذات أولوية وتفرض ذاتها، لدى المهتم بأمرها، لكن الأكثر أهمية على الإطلاق، تراه في "تلك الأخطاء الكارثية التي يقع فيها صانعو الدراما التراثية والفلكلورية، خصوصاً بسبب التعامل اللامسؤول، دونما تدقيق حقيقي، سواء مع المحتوى التراثي نفسه من حكم وأمثال ومقولات شعبية، أو في ما يرتبط باللهجة، وبعض أشكال ومفردات الموروث".
وتابعت: "بالنسبة لي فأنا مازلت أعيش في ما يسمونه (زمان أول)، هو لن يتغير، ولن يتوقف عن الوصول مع كل الأزمنة، وعلينا أن نتمسك به حينما يتعلق الأمر بصحة الموروث وسلامته".
ورأت طارش أن "غياب الممثل المخضرم عن تلك الأعمال، هو البوابة الرئيسة لمعظم هذه الأخطاء"، مضيفة: "حينما نقوم بتصوير عمل تراثي، وبشكل تلقائي، يبقى الفنان ابن البيئة الشعبية بمثابة رقيب تلقائي على سلامة المحتوى، فكثيراً ما كنا نقوم بتصوير أعمال تراثية لمخرجين يعملون في البيئة الإماراتية لأول مرة، وبعضهم لديه خلط كبير بين الحقب الزمنية، وأيضاً بين البيئات المحلية التي تختلف وتتمايز ما بين البدو والحضر، والبيئات الساحلية والجبلية، وغيرها".
وطالبت طارش، التي بدأت مسيرتها العملية مذيعة في إذاعة أبوظبي عام 1968، قبل أن تشارك في المسلسل الإماراتي الأشهر "أشحفان"، ثم "الشقيقان"، "الغوص"، "العانس"، "سيف نشوان"، "حريم بوهلال"، وصولاً إلى "طماشة" و"حبة رمل"، والعديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية المتنوّعة، بألا تحمل شعارات منح فرص حقيقية للممثلين الشباب واقع الإقصاء التام لذوي الخبرات.
واستطردت: "لا يمكن التسليم بأن هناك أعمالاً شبابية بالمطلق، أو مكتظة بالنجوم والمخضرمين بالكامل، لأن المجتمع ببساطة هو مزيج من الأجيال المختلفة، وحتى وإن كان الخيار هو الاعتماد على الوجوه الجديدة، فإن إيصال تلك الوجوه إلى المستوى المطلوب من الأداء، لن يمر إلا عبر مفهوم تناقل الخبرات، وهذا ما يحدث في معظم المسلسلات التي يفطن صانعوها لهذه القيمة المهمة، مثل مسلسل (بعد الأوان)، الذي شاركت فيه مع المذيعين ليلى المقبالي، وأحمد عبدالله، في اول ظهور لهما في الدراما التلفزيونية، وكذلك (حنة ورنة)، وكلاهما كان من إنتاج مؤسسة دبي للإعلام، وجمع الأخير وجوهاً شبابية صارت في ما بعد وجوهاً مهمة في الدراما المحلية".
وبررت طارش جزءاً من غيابها عن الموسم الدرامي الماضي بـ(الشائعات)، التي نسجها البعض عن مرضها، مضيفة: "نعم كنت مريضة لفترة من الوقت، وشافاني الله، لكن البعض اختلق حكايات لا وجود لها عن حقيقة مرضي، ربما ليجد مبرراً أكثر منطقية من تجاهل صانعي الدراما المحلية لغيابي".