لندن - كاتيا حداد
تمرّ علاقات الحب والزواج بالكثير من المشاكل، والتي تتسبّب فيها عادة أفكار ومفاهيم خاطئة يمكن بتغيير بسيط فيها أن ينعم كلا الشريكين بحياة هانئة وسعيدة، ومن أهم هذه الأخطاء الاعتقاد بأن سعادتك متوقفة على شريك حياتك، فبوجوده تحلو الحياة وبغيابه يختفي النور.
وهذا ليس من فراغ، فإن الكثير من الأغاني تصف حال الحبيب في بعد حبيبه وتصف لوعته وحرمانه ، وكثير من شكاوى السيدات تتركز على تجاهل شريك حياتها لها أو أنه مشغول بالعمل أو أنه لا يعرف كيف يسعدها أو يلبي طلباتها أو غيرها من شكاوى تدور عن نفس الموضوع، أنها تعيسة بغيابه.
وهذا يعني ببساطة قمة الفشل ، إذ كأنك تقولين له أنك لا تستطيعين إسعاد نفسك، أو أنك عاجزة عن البحث عن وسائل تتمتعين بها، ولن ننكر هنا بالطبع أهمية شريك حياتك في إسعادك، ولا نقول أيضًا إنك لا يجب أن تشعري بالتعاسة في حالة غيابه أو سفره.
لكن ما نقوله هو توسيع مصادر سعادتك من أصدقاء لهوايات مختلفة ، لممارسة رياضة وغيرها، حتى لا تحمليه على الدوام مسؤولية أنك تعيسة، بالعكس فإن إعطائه الأعذار البشرية العادية من إنه مشغول أو ليس في مزاج مناسب سيجعلك تعيدين تفسير تصرفاته، فبدلًا من القول إنه يتعمّد تجاهلك ستذهبين إلى تفسيرات أخرى تريحك نفسيًا، من قبيل أنه متحمل مسؤولية توفير مصاريف الحياة أو أنه أب حنون، أو غيرها من مبررات ستريحه أيضًا من عناء أنه يظل في موضع الاتهام دائمًا، وكأنه يسير معك على "قشور البيض" فهذا بالتدريج سيرهقكما نفسيًا، فعندما تأخذين المبادرة وتكونين مسؤولة عن سعادتك ستفتحين الباب لنوع جديد من العلاقة، مبنية على التشجيع والتعامل بحكمة ورؤية وليس بلوم وعتاب مستمر وتذمُّر لا نهائي.