المقاتلة البريطانية كيمبرلي تايلور

كشفت كيمبرلي تايلور أول امرأة بريطانية، تنضم إلى الحرب ضد "داعش" في سورية، أن دخولها في إضراب عن الطعام لمدة 5 أيام تضامنًا مع السجناء السياسيين في تركيا، جعلها تشعر بالحنين للوطن ولشطيرة زوجة والدها، وغادرت تايلور (27 عامًا) طالبة الرياضيات السابقة من بلاكبيرن في بريطانيا، في مارس/ أذار الماضي للانضمام إلى وحدات حماية المرأة التابعة لوحدات حماية الشعب في كردستان السورية لأنها أرادت دعم الثورة النسائية التي اجتاحت المنطقة، إلا أن تايلور قررت الدخول في إضراب عن الطعام الخميس الماضي، تضامنًا مع ما اعتبرته انتهاكًا مروعًا، لحقوق الإنسان للسجناء السياسيين الأكراد المسجونين في تركيا، وأوضحت تايلور السبت، في يومها الثالث أن الإضراب عن الطعام، بدأ يؤثر عليها ما جعلها تشعر بالدوار والحنين إلى الوطن.

وتابعت "أنا جائعة للغاية ما يجعلني أشعر بالحنين إلى الوطن بشكل كبير، حرفيًا لا يمكنني التوقف عن التفكير في الشطيرة التي تعدها زوجة والدي، إنها تصنع أفضل شطيرة في العالم، أعتقد أنني عندما أصل إلى منزلي سأتناول شطيرة في الإفطار والغداء والعشاء لمدة أسبوع"، واتخذت تايلور هذا القرار بعد أن تبين رفض ما يقرب من 100 نزيل كردي في 9 سجون في جميع أنحاء تركيا الطعام لمدة 52 يومًا احتجاجًا، على معاملتهم معاملة غير إنسانية من قبل السلطات، والتي شملت الحبس الانفرادي بالجملة وحظر الكتب والتفاعل الاجتماعي.

وقال باحث منظمة العفو الدولية أندرو غاردنر "إن منظمته تلقت شكاوى عدة، حول الأوضاع داخل السجون في جميع أنحاء تركيا، والتي تشمل الاتهامات بالإزدحام الشديد والاستخدام التعسفي للحبس الانفرادي، من أجل السيطرة العقابية، وشمل السجناء سياسيون وكتاب ونشطاء أكراد موالين لحزب المعارضة الشعبي الكردي، وحزب العمال الكردستاني، الذين قادوا حركة تمرد انفصالية في جنوب شرقي تركيا مطالبين بالمساواة في الحقوق وتقرير المصير للأكراد الأتراك منذ عام 1984، كما يطالبون الحكومة  التركية بالعودة إلى المفاوضات مع المجموعات السياسية الكردية والإفراج  عن زعيم حزب العمال الكردستانى عبد الله أوجلان المحتجز فى سجن الجزيرة التركي منذ 18 عامًا.

وأضافت تايلور "رفاقي استمروا في الاضراب عن الطعام لمدة 52 يومًا وأنا أشكو من اليوم الثالث، لكني أردت أن أشارك لدعم رفاقي وهم نفس الأشخاص الذين يكافحون من أجل العدالة في تركيا والعراق وسورية، ضد كل الفاشية، والذين يقدمون حياتهم باسم المساواة والحرية، ولا أستطيع أن أجلس مكتوفة الأيدي في حين أن نفس المقاتلين من أجل الحرية والذين نثق بهم جميعا  ونحبهم وندعمهم يموتون ردا على هذه الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان".

وأمضت تايلور الأشهر الأربعة الماضية على خط المواجهة في الحرب ضد "داعش"، في ظل معركة القوات الديمقراطية السورية المدعومة من الولايات المتحدة، لعزل مدينة الرقة عاصمة "داعش" والتي ربما تكون مركز التصدي الأخير للتنظيم المتطرف، وقالت تايلور التي غادرت الجبهة مؤقتًا لمدينة قمشلو عاصمة منطقة كردستان ذاتية الحكم في كردستان في شمال سورية، أنها لا تستطيع الانتظار للعودة إلى القتال فقط لتتناول وجبة الدجاج مع خبز النان ومثلثات جبن دايرليليا، مضيفة " هذا ما نأكله على الجبهة يوميًا في الإفطار والغداء والعشاء، الشاحنة اللوجستية تحضر الخضار والأرز وأحيانا اللحوم لكنها أحيانا لا يمكنها الوصول إلى مواقعنا لذلك خبز النان مع الدجاج هو ما يجعل بطوننا ممتلئة ومع ذلك إنه أفضل من لا شئ على الإطلاق".

وكان هناك سلام هش بين تركيا والجماعات الثورية الكردية في جنوب البلاد بين عامي 2013-2015، ولكن منذ ذلك الحين عادت الاشتباكات المسلحة إلى الشوارع، كما ارتفعت التوترات بشكل ملحوظ منذ محاولة الانقلاب التركي في عام 2016، والتي أوضح النشطاء أنها استُخدمت كذريعة لقمع المعارضة، وتابع أندرو جاردنر " محاولة الانقلاب كانت تهديدا حقيقيا للأمن القومي ومن الشرعي للحكومة استخدام حالة الطوارئ لأسباب أمنية قوية ولكن منذ محاولة الانقلاب تم استهداف كافة أقسام المعارضة وكانت هناك حملة واسعة النطاق وفرص أقل للتحسين، كما أن حالة حقوق الإنسان في تركيا كانت أكثر سوء في الآونة الأخيرة  وفي المقابل كان المجتمع الدولي أكثر صمتًا بشأن تركيا".